زبيدة حمادنة
أعلنت “سيليكت بروبيرتي”، إحدى أبرز شركات التطوير والاستثمار العقاري في المملكة المتحدة، عن توسّع عملياتها إلى المملكة العربية السعودية، لتصبح أول مطوّر عقاري بريطاني يؤسس حضوراً دائماً في المملكة. ويُمثّل هذا التوسع محطة بارزة في مسيرة الشركة الممتدة على مدار 20 عاماً في منطقة الشرق الأوسط، حيث شكّل المستثمرون السعوديون جزءاً محورياً من قاعدة عملائها في دول مجلس التعاون الخليجي. ويعكس افتتاح مكتبها في الرياض التزامها بالاقتراب أكثر من مستثمريها، وتلبية الطلب المتزايد على فرص الاستثمار المباشر في العقارات البريطانية الفاخرة، تماشياً مع “رؤية السعودية 2030” التي تركّز على التكامل الاقتصادي العالمي وتنويع مصادر الدخل.
يأتي هذا التوسع في وقت يشهد فيه قطاعا الإنشاءات والعقارات في المملكة نمواً قياسياً؛ فقد بلغت قيمة الإنتاج في قطاع الإنشاءات السعودي خلال النصف الأول من العام الماضي 2024 نحو 148 مليار دولار أمريكي، بارتفاع نسبته 4.6% على أساس سنوي، مع توقّعات بوصول إجمالي الاستثمارات إلى 191 مليار دولار بحلول العام 2029 . ويُعزى هذا النمو الطموح إلى مشاريع “رؤية 2030” العملاقة التي تشمل تطوير آلاف الوحدات السكنية والفنادق ومراكز التسوّق والمكاتب، ما جعل المملكة واحداً من أكثر أسواق العقارات نشاطاً في العالم .
وفي ظل هذا الازدهار المحلي، يواصل العديد من المستثمرين السعوديين تنويع محافظهم الاستثمارية عبر الاستفادة من الفرص العقارية الخارجية التي تضمن الاستقرار والعائد طويل الأمد، لا سيما للعائلات التي تسعى لتأمين مساكن لأبنائها الدارسين في المملكة المتحدة. ويأتي افتتاح مكتب الشركة في الرياض ليقدّم نقطة وصول مباشرة إلى فرص استثمارية آمنة وعالية النمو في السوق البريطاني، ما يتيح للمستثمرين تحقيق التوازن بين الطموح المحلي والاستقرار الدولي في محافظهم.
وقال آدم برايس، الرئيس التنفيذي لشركة “سيليكت بروبيرتي”: “إننا لا نرى في وجودنا بالعاصمة الرياض مجرّد توسع جغرافي، بل إنه يعدّ بحق امتداداً طبيعياً لعقدين من النجاح في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن كونه يُمثّل استجابة مباشرة للثقة الكبيرة التي وضعها المستثمرون السعوديون في عروضنا العقارية. ويمكننا القول إن المملكة اليوم تقف في قلب المشهد الاستثماري العالمي، في حين يضمن لنا حضورنا فيها تقديم فرص غير مسبوقة للمستثمرين في أكثر المدن البريطانية حيوية ونمواً”.
وأضاف برايس: “إن ما يميّزنا كشركة متخصصة في مجال التطوير العقاري هو نموذجنا المتكامل القائم على ثلاثة أركان أساسية، وهي (التطوير والبيع والإدارة)، حيث نضمن من خلاله تقديم رحلة استثمارية سلسة وخالية من التعقيدات لعملائنا. وفي نهاية المطاف، يتيح هذا النهج للمستثمرين السعوديين الوصول إلى العقارات البريطانية الفاخرة، مع الاستفادة من خبراتنا منذ بداية المشروع حتى إدارته طويلة الأمد. وكجزء من التزامنا تجاه السوق السعودي، نقوم حالياً ببناء فريق وطني سعودي يضم كوادر قيادية في الرياض، لضمان مواءمة عملياتنا مع طموحات عملائنا المحليين”.
واختتم براس حديثه بالقول: “من مانشستر إلى برمنغهام، تواصل هذه الأسواق تقديم مستويات عالية من الاستقرار والعوائد طويلة الأجل، بما ينسجم مع تطلعات المستثمرين السعوديين في إطار “رؤية السعودية 2030”. وبعد عشر سنوات ناجحة في قيادة العمليات العالمية لشركة “سيليكت بروبيرتي”، تم تعيين ريتشارد لونزديل ليتولى قيادة عمليات الشركة في المملكة، بما يضمن أن تكون خبرتنا المحلية وفهمنا العميق للسوق في صميم كل خطوة نتخذها. ومن خلال العديد من المشاريع، مثل “وان بورت ستريت” و “إيديشن برمنغهام”، لا تقتصر جهودنا على تقديم عقارات فاخرة فحسب، بل نرسّخ دورنا أيضًا كشريك طويل الأمد في مسيرة عملائنا نحو بناء الثروة”.
من جهته، قال ريتشارد لونزديل، المدير الإقليمي للشركة في المملكة: “من شأن توسّعنا في السعودية أن يمنحنا فرصة فريدة لدمج خبراتنا العالمية مع فهمنا المتعمّق للسوق المحلي، في وقت تشهد فيه المملكة طفرة غير مسبوقة في مشهدها العقاري. لقد عملت على نطاق واسع في أسواق الخليجي، وأدرك تمامًا كيف يمكن للاستثمار العقاري الاستراتيجي أن يخلق قيمة مستدامة على المدى الطويل. ليس هذا فحسبـ، بل إنني على قناعة تامة من أن المستثمرين السعوديين يتمتّعون بفرصة استراتيجية فريدة تؤهّلهم للاستفادة من الزخم القوي الذي تشهده المدن البريطانية الإقليمية. إن وجودنا في الرياض يتيح لنا أن نكون أقرب إلى المستثمرين، لكي نستمع إلى طموحاتهم، حتى نتمكن من تصميم حلول استثمارية تناسبهم، بما يتماشى مع أهدافهم الشخصية ورؤية المملكة 2030”.
تجدر الإشارة إلى أن المستثمرين السعوديين لعبوا على مدى العشرين عاماً الماضية دوراً محورياً في نجاح “سيليكت بروبيرتي”، إذ أسهموا في بناء قاعدة قوية من المستثمرين في المنطقة. ومن جهة أخرى، شكّلت المشاريع البارزة التي طرحتها الشركة، مثل “إيديشن برمنغهام” و “وان بورت ستريت” في مانشستر، دليلاً على قدرة المدن البريطانية الإقليمية على تحقيق عوائد مجزية، مع توفير فرص دخول أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنةً بسوق لندن. وحرصت الشركة باستمرار على إبراز مزايا هذه الفرص، بما يعزّز مكانة المملكة المتحدة كوجهة موثوقة للاستثمار العقاري طويل الأمد.