طال البعاد
طول بعادك يشقي الروح ويرديها
ويطفئ نور الأمل في العيون ويخفيها
طارت أحلام اللقاء بنا يومًا فتوارت معه في سراديب اليأس ترجو من ينجيها
يا سائلًا عن مآلي ألا يكفيك نجواي بين ماضٍ زوى وحاضر أَفلت شمسهُ بأمانيها
ذاك فؤادٌ أضناه حنين الهوى وتلك عيونٌ جفت الدموع في مآقيها
لا يغرنّك حالي فكم من صمت أغنى عن بوح يجرح الروح ويُدميها
بلّغ مالكة القلب عني أني رهين الشوق سارٍ في ظلمة دروب الفراق أناجيها
عسى يلامس شغاف قلبها صدى صوتي فترقُ لحالٍ طالما أخفى غير التي يبديها
طال السير بلا هدى لا تثنيه العثرات لعلي أهتدي لوصلٍ وأهديها
وأذكّرها بعهودٍ ومواثيق مؤكدةً طوينا فيها العمر بالوفا نرويها
لا لا ليست ناكثة العهد كغيرها يستهويها معسول القول وبعده يُشجيها
فكم كان لسعي واشٍ يومًا نصيبٌ في تكدير صفو المودة بيننا أملاً في أن ينهيها
فتجلت بنور حُبنا وشايته ولم تنفعه ستائر كانت تخفيها
فهي تدري ما حل بالنفس من هجرٍ عجز عن بُرئها من يداويها
يا رجاء عزّ فيه الرجاء
يا نداءً ليس له صدى إلا في قلبي ذاك النداء
يا دُعاءً انتظرتُه دهراً أن يُستجاب في السماء
يا عشق عمرٍ أغار عليه مني ومن أنفاس الغرباء
يا قمر ليلي أهيم في وجهه المتلألئ في السماء
كم أُناجيك في جوف الليل وفي القلب لوعةُ ورجاء
فكم يكفيك من العمر يمضي لنسعد باللقاء
ألا ارتويت من الهجر أم وجدت في عذابي السِقاء
فإما الوصل أو تَرُدي عليّ قلبي عساه يُشفى من الجفاء
_______________
صلاح سالم