الرياض – روزان المطيري
في زمنٍ تكثر فيه العثرات وتبهت فيه ألوان الأمل، تولد الكتب التي تشبه النوافذ، نوافذ تُطل منها الأرواح على النور. ومن بين هذه النوافذ، يطل كتاب “مفكرة ذاتك حياتك” للكاتبة عجباء العسيري، كرسالة مفعمة بالإيمان والتوازن، تدعو الإنسان إلى أن يرى الحياة بعينٍ مملوءة باليقين، مهما اشتدت العتمة.
الكتاب ليس مجرد مفكرة، بل رحلة داخل الذات، في كل صفحة منه إضاءةٌ للأمل، وتذكير بأن الله مع الإنسان في كل خطوة يسعى فيها نحو التقدم والنجاح.
فكرة تولد من التجربة
تقول الكاتبة عن بدايات العمل:
“بعد تجربتي في عددٍ من الصحف، خطرت لي فكرة كتابة كتابٍ يُلهم الإيجابية ويمنح القارئ طاقة للاستمرار.”
كانت الفكرة بذرة نبتت من بين السطور التي كتبتها في الخفاء، ثم نمت لتصبح مشروعًا يلامس القلوب. لم يكن الحلم مجرد نشرٍ لكتاب، بل نشرٌ لروحٍ متفائلة آمنت بأن الكلمة قادرة على تغيير الاتجاه نحو النور.
رحلة النشر.. من الحلم إلى الغلاف
تسرد العسيري مراحل رحلتها مع الكتاب وكأنها تعيد سرد قصة ميلاده:
بدأت بـ التدقيق اللغوي، مرورًا باختيار لون الغلاف الذي يحمل انعكاس روحها المتفائلة، وصولًا إلى المرحلة الأخيرة وهي الحصول على رقم الفسح.
وتضيف:
“كنت أبحث عن دار نشر تقدم خدمات متكاملة من تصميم وتسويق، ليخرج الكتاب بصورة تليق برسالته.”
بين الواقع والرمز
حين تتحدث عجباء العسيري عن عملها، تدرك أن الكتابة عندها ليست سردًا للواقع فحسب، بل لغة تجمع بين الحقيقة والرمز، بين ما يُرى وما يُحَسّ.
تقول:
“أوازن بين السرد الواقعي والبعد النفسي من خلال الدمج بين الواقع والرموز في الأحداث والشخصيات.
ربما لهذا السبب يبدو كتابها نابضًا بالصدق، إذ تكتب بعينٍ ترى العالم كما هو، وقلبٍ يؤمن بأنه يمكن أن يكون أفضل.
أسئلة تكشف روح الكاتبة
ما الدافع الحقيقي للكتابة؟
الطموح وتأمل الواقع.
ما الذي تريدين أن يكتشفه القارئ في نفسه؟
أن الحماس يولد حين يحدد الإنسان هدفه، فحين يرى النور أمامه، يبتعد عن الظلال السلبية التي تُثقله.
هل مرت لحظة رغبتِ فيها بالتوقف؟
نعم، كانت هناك لحظات أثقلت عليّ عاطفيًا، لكن الإيمان بالفكرة أنقذني.
أقرب أجزاء الكتاب إلى حياتك؟
“ضوء الحياة”؛ لأنه يجسد ما أؤمن به تمامًا.
ما الرسالة التي تودين أن تبقى بعد عشر سنوات؟
“لا توجد كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء.”
هل الكتابة علاج أم سلاح؟
علاج داخلي يعيد ترتيب الفوضى في الداخل.
منطقة الرماد.. حيث تتقاطع المشاعر
تتحدث العسيري عن تلك المنطقة الرمادية بين الخير والشر، الحزن والفرح، فتقول إنها تجسدها من خلال شخصيات معقدة وحوارات عميقة، تمنح القارئ فرصة ليتأمل نفسه، وليدرك أن التناقض جزء من إنسانيتنا، وأن الجمال قد يولد من بين الصراعات.
ختامًا
“مفكرة ذاتك حياتك” ليست كتابًا يُقرأ فحسب، بل صوتٌ هادئ يرافق القارئ في طريقه الطويل نحو ذاته.
إنه عمل يذكّرنا بأن التفاؤل ليس حالة عابرة، بل اختيارٌ يوميّ، وأن الإيمان بالقدرة على النهوض هو أعظم ما يمكن أن يكتبه الإنسان في مفكرة حياته.