الرياض _ روزان المطيري
في زمن اعتدنا فيه أن يكون الصراع بين الخير والشر، تأتي رواية خطيئتان لتكسر القاعدة، حيث تضع القارئ أمام سؤال فلسفي عميق: ماذا لو كان الصراع بين الخير والخير؟
✦ رواية تطرح سؤال المستقبل
تدور أحداث الرواية في عالم مستقبلي قاتم، لم تزدهر فيه التكنولوجيا كما تخيلنا، بل ساد فيه الفقر والجوع والمرض. لكن المفارقة أن هذا الحال فُرض على نصف كوكب الأرض فقط، فيما استأثر البطل بالجزء الآخر ليبني مؤسسته الخاصة. وهنا يبرز
السؤال: هل سينجح في الحفاظ على سلطته، أم أن بطلًا آخر سيقف في مواجهته برؤية مختلفة؟
تقول الكاتبة إن الفكرة لم تأتِ من فراغ، بل من تأمل عميق لواقع العالم اليوم، حيث تزداد الهوة بين الطبقات وتتسع الفجوة بين الشعوب. أرادت من خلال الخيال العلمي أن تسلط الضوء على أسئلة إنسانية: العدالة، التوزيع، والسلطة.
✦ هالة حسن هبشان: من النفور من الكتب إلى العيش بينها
وراء هذه الرواية تقف هالة حسن هبشان، شابة يمنية وُلدت في حضرموت – تريم، لكنها لم تعش بصمة الوطن طويلاً، إذ تنقّلت عائلتها بحثًا عن أرض تقدّر العلم والعلماء، خاصة أن والدها عالم ومعلم.
المفارقة أن هالة لم تكن تميل للقراءة في طفولتها، بل كانت تنفر منها. غير أن الصدفة غيّرت مسارها حين اصطحبها والدها إلى مكتبة، فشدّها غلاف كتاب وعنوانه، لتأخذه على غير عادتها. تقول هالة: “لم أعد أنا بعد ذلك اليوم… لقد تحولت تمامًا.”
منذ تلك اللحظة، غاصت في مئات الكتب وسبحت في عوالم مختلفة، حتى قررت أن تحرّك مخيلتها وتخلق عالماً خاصاً بها، فكانت خطيئتان.
✦ التحديات والبحث عن الذات
تصف هالة تجربتها مع الكتابة بأنها “أرق جميل”، إذ تتزاحم الأفكار في عقلها حتى تجد طريقها إلى الورق. لكنها تؤكد أن الطريق لم يكن سهلًا، فكونها كاتبة شابة يعني مواجهة الشكوك والانتقادات، إضافة إلى تحدي الاستمرار. ورغم ذلك، كان شغفها بالخيال الأدبي وفضولها تجاه الأسئلة الكبرى وقودها للمضي.
✦ المستقبل… بين روايات جديدة وأحلام كبيرة
لا ترى هالة أن خطيئتان مجرد تجربة عابرة، بل تعتبرها بداية لمسيرة أطول. تقول: “لدي أحلام كثيرة… أريد أن أكتب عن عوالم لا يراها الناس، عن قضايا نغفلها ونحن نركض خلف الحياة.”
وعن نصيحتها للشباب الذين يحملون بذرة الكتابة لكنها تخيفهم البداية، تقول: “لا تنتظروا اللحظة المثالية… الكتابة مثل البحر، لا تتعلم السباحة إلا إذا رميت بنفسك فيه.”
هكذا، تقدّم لنا هالة حسن هبشان في خطيئتان رواية تثير الأسئلة أكثر مما تقدم الإجابات، وتجعل القارئ يعيد التفكير في مفهوم الصراع ذاته. فهي رواية عن الإنسان بقدر ما هي عن المستقبل، وعن الأمل بقدر ما هي عن القسوة.