تحتفي المملكة العربية السعودية هذا العام بذكرى اليوم الوطني الخامس والتسعين، الذي جاء بهويته الرسمية تحت شعار “عزّنا بطبعنا”، في تجسيدٍ حيٍّ للأصالة المتجذّرة في طباع السعوديين، وما يتحلون به من كرمٍ وطموحٍ وفزعةٍ وأصالةٍ وجودةٍ، صفات صنعت من الإنسان السعودي نموذجاً للفخر والاعتزاز، ورسّخت مكانته مواطناً واعياً ومسؤولاً يسعى لبناء مستقبل وطنه وتحقيق رؤيته الطموحة.
ويمثل اليوم الوطني مناسبة وطنية راسخة في وجدان المواطنين، وفرصة لتجديد الولاء والانتماء للقيادة والوطن، واستحضار دور المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – في توحيد الكيان ولمّ الشمل، والدور التاريخي لأبنائه الملوك من بعده في البناء والتنمية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – حيث تتواصل مسيرة النهضة والعطاء.
وفي هذا السياق، تولي الحركة الكشفية في المملكة أهمية كبرى لهذه المناسبة، إذ تُسهم جمعية الكشافة العربية السعودية في ترسيخ القيم الوطنية من خلال الفعاليات والأنشطة التربوية التي تستهدف الناشئة والفتيان والشباب من أعضائها، وتعمل على تفعيل دور الكشافة في التربية الوطنية وخدمة المجتمع؛ فالمنهج الكشفي يتضمن مجالاً خاصاً بالتربية الوطنية، ويطرح أنشطة فردية وجماعية تعزز الهوية الوطنية، وتغرس القيم الأصيلة في نفوس النشء، بما يسهم في إعدادهم مواطنين صالحين ومسؤولين.
ولا تقتصر رسالة الكشافة على الاحتفاء بالمناسبة عبر الفعاليات الرمزية، بل تمتد إلى برامج الخدمة العامة والعمل التطوعي، التي تُنمّي روح المسؤولية الاجتماعية وتُشجّع الشباب على التعبير عن آرائهم وأفكارهم، والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة وطنهم دون مقابل مادي، وهي ممارسة عملية لمبادئ الحركة الكشفية التي تؤكد على الواجب نحو الوطن والآخرين والذات.
إن إحياء اليوم الوطني في أوساط الكشافة يوفّر بيئة تربوية تُجسّد معاني الولاء والانتماء، وتُحفّز الناشئة على التمسك بهويتهم، واستلهام تاريخ وطنهم المشرق، ليظلوا أوفياء لقيادتهم، مُعتزّين بماضيهم، ومُستعدين لمستقبل يُواكب طموحات المملكة ورؤيتها الواعدة.
ويبقى اليوم الوطني، بما يحمله من قيم ومعانٍ سامية، مدرسة مفتوحة لتربية الأجيال على حب الوطن، وتجديد العهد على السير قُدماً نحو مستقبل يليق بمكانة المملكة وإنسانها.
مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3