رشاد اسكندراني
كل من وقف أمام ثلاجة ويداه ممتلئتان بالمشتريات، أو حاول إخراج الغسيل المبلل بعد انتهاء الدورة، تمنى لو أن هناك من يساعده في فتح الباب. استجابةً لذلك، قدّمت سامسونج للإلكترونيات وظيفة “الفتح التلقائي للباب” في عام 2021، بدايةً مع خاصية الفتح التلقائي للثلاجات بلمسة خفيفة.
واليوم، أصبحت هذه الوظيفة متاحة عبر مجموعة واسعة من الأجهزة، بما في ذلك الثلاجات، والأفران، والغسالات، والمجففات وغسالات الأطباق[1].
تفتح الغسالات والمجففات وغسلات الأطباق أبوابها تلقائيًا عند انتهاء الدورة لتوفير راحة أكبر وتحسين مستوى النظافة. أما غسالة ومجفف Bespoke AI Laundryä Combo 2025 فتتميّز بما هو أبعد من ذلك، حيث توفر خاصية تدوير الهواء لتقليل ما يصل إلى 40%[2] من الرطوبة المتبقية داخل الحوض بعد الغسيل.
وابتداءً من هذا العام، لم يعد المستخدم بحاجة إلى قول “مرحباً Bixby” لتفعيل الميّزة، إذ يكفي أمر بسيط مثل: “افتح باب الثلاجة”.
وقد أجرت غرفة أخبار سامسونج حواراً مع نا-يونغ بارك من مختبر الغسالات في وحدة الأجهزة المنزلية الرقمية، وتشانغ-وو هان من فريق حلول الذكاء الاصطناعي في مركز أبحاث سامسونج، للتعرّف على كيفية تطوير هذه الميزة.
السؤال: ما الذي دفعكم لتطوير ميّزة “الفتح التلقائي للباب”؟
بارك: عند وضع المشتريات في الثلاجة أو تحميل الغسيل في الغسالة، كان المستخدمون يضطرون غالباً لوضع ما يحملونه جانبًا ليتمكنوا من فتح الباب. وبالنسبة للغسالات، فإن ترك الغسيل داخل الحوض بعد انتهاء الدورة يؤدي إلى استمرار الرطوبة وظهور روائح غير مرغوبة. لذا قمنا بتطوير هذه الميزة لتسهيل تلك المواقف مع الأخذ في الاعتبار أيضًا جانب النظافة.
السؤال: ما الجوانب الرئيسيّة التي ركزتم عليها خلال عملية التطوير؟
بارك: أخذنا في الاعتبار عدة عوامل مثل زاوية الفتح وسرعته، لضمان أن يكون فتح الباب سلسًا وطبيعيًا. اختبرنا الزوايا بدرجة واحدة في كل مرة، وعدّلنا الوضعية بدقة لتوفير تجربة لا تبدو بطيئة أو سريعة. وبالنسبة للغسالات، قمنا بقياس تركيز الأوكسجين عند زوايا فتح مختلفة للوصول إلى الإعداد الأمثل لتدوير الهواء، وهو ما يقلل بشكل فعّال من الرطوبة المتبقية داخل الحوض.
السؤال: كيف صُمم فتح الباب عبر الأوامر الصوتية دون الحاجة إلى تفعيل Bixby؟
هان: حتى يتعرّف النظام على الأوامر الصوتيّة دون عبارات تنبيه، يجب أن يبقى في وضع الاستعداد ويستجيب بسرعة. وقد تطلّب ذلك تحقيق توازن بين كفاءة استهلاك الطاقة وسرعة الاستجابة، باستخدام تقنية منخفضة الاستهلاك تتميز بزمن استجابة منخفض. ولتحقيق ذلك، اعتمدنا على تقنية منخفضة الطاقة لـ “اكتشاف الكلمات الرئيسيّة” وتقنية التعرف التلقائي على الكلام (ASR) داخل الجهاز، بحيث يتعرف على صوت المستخدم، ويميز عبارات مثل “افتح باب الثلاجة”، ويفسّرها بدقة ويقوم بتنفيذ الأمر فورًا.
السؤال: ما الجهود المبذولة لجعل تقنية التعرف الصوتي مستقرة وفعّالة؟
هان: يعتمد نجاح التعرف الصوتي على فهم مجموعة متنوعة من الأوامر بدقة، وهذا يتطلب كميات كبيرة من بيانات الصوت المسجّل. ونظرًا لأن جمع تلك البيانات يدويًا يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين، قمنا بتطوير تقنية تحويل النص إلى كلام “Zero-shot text to speech TTS[3]” التي تتيح توليد الجمل المطلوبة بعدة أصوات مختلفة واستخدامها في التدريب. طوّرنا هذه التقنية لدرجة أنها تستطيع استبدال النماذج التي تعتمد على أصوات بشرية حقيقية.
السؤال: ما هو اتجاه التطوير المستقبلي لميزة “فتح الباب التلقائي”؟
بارك: في المستقبل، سنوسع نطاق الميزة لتشمل المزيد من المنتجات. نرغب في تزويد مجموعة أوسع من الأجهزة بهذه التقنية، ليتمكن المستخدم من التفاعل بشكل طبيعي مع أي جهاز من سامسونج. هدفنا هو ابتكار حلول تسهّل حياة الجميع، بغض النظر عن ظروفهم أو حالتهم الجسدية.
هان: هذا العام، قدمنا قدرات جديدة للتعرف الصوتي مثل الهوية الصوتية “Voice ID” التي تميز بين أفراد العائلة، والتحكم الصوتي دون الحاجة لعبارة تنبيه. سنواصل تحسين الأداء وتطوير خدمات أكثر تخصيصًا للمستخدمين.
نجحت سامسونج من خلال ميّزة “فتح الباب التلقائي” في تحويل الابتكار المرتكز على المستخدم إلى تجربة يومية مريحة. وفي المستقبل، ستواصل الشركة توسيع هذه الميزة لتشمل المزيد من منتجاتها، مقدّمة تقنيات مختلفة وتجارب جديدة مع الأجهزة المنزلية، ليحظى المستهلكون براحة وسهولة أكبر في حياتهم اليومية.