الرياض – رؤى الحسيني
يُعد برنامج شاعر المليون واحدًا من أبرز المنابر الشعرية في العالم العربي، بل نافذة مشرعة تُطل على عوالم البادية وصوت القصيدة النبطية. انطلق البرنامج ليعيد الاعتبار للشعر الشعبي، وليمنح الشعراء مساحة يتنفسون فيها إبداعهم أمام ملايين المشاهدين.
على مسرح البرنامج، تتلاقى الأصوات والأحلام؛ شاعرٌ يكتب بمداد الحنين، وآخر يصوغ قصيدته من نار التجربة، وثالث يفتح بابًا للغزل أو للوطن. وهنا تكمن فرادة شاعر المليون: أنه جمع بين المنافسة والمتعة، بين التراث والحداثة، ليصبح الشعر حديث المجالس ومادة يتداولها الصغير والكبير.
لم يكن البرنامج مجرد مسابقة، بل مدرسة حقيقية، تعلّم فيها الشعراء كيف يواجهون الجمهور، وكيف ينسجون أبياتهم بحضور قوي وصوت واثق. كما ساهم في إبراز أسماء جديدة أثرت الساحة الأدبية، وأعادت للشعر هيبته في زمن كثرت فيه الوسائل وقلّت فيه المنابر الأصيلة.
إن شاعر المليون ليس فقط مهرجانًا للقصيدة، بل هو احتفاء بالهوية والذاكرة، وإحياءٌ لقيم الفخر والانتماء. وكل موسم جديد منه يؤكد أن الشعر لا يشيخ، وأن القصيدة النبطية ما زالت قادرة على أن تجمع القلوب وتثير الدهشة