مكة المكرمة _ إعداد وحوار: روزان المطيري
حوار مع الكاتب محمد الجعبي
في إطار تسليط الضوء على الفنون الغنائية التلفون عبيرية، كان لي شرف استضافة الكاتب والممثل محمد الجعبي، وهو من الأسماء المشكورة في كتابة هذا الفن منذ زمن بعيد، حيث يُعد من الأقلام التي أسهمت في تقديم نصوص غنائية واسكتشات ومنولوجات تركت بصمتها على الساحة الفنية.
ولمن لا يعرف، فإن المونولوج هو فن غنائي تعبيري يقوم على أداء فردي أو جماعي على خشبة المسرح، يمتزج فيه التمثيل مع الغناء والحركة المسرحية، ليُقدَّم في قالب كوميدي أو نقدي يسلط الضوء على بعض الظواهر والعادات الاجتماعية. يتميز هذا الفن بكونه شاملاً؛ إذ يجمع بين الشعر والزجل والموسيقى ورشاقة الأداء، ويُعد واحدًا من ألوان المسرح التي تهدف إلى الإمتاع والتوعية في الوقت ذاته.
في هذا الحوار، يفتح لنا الجعبي قلبه ليحدثنا عن موقع المونولوج في المشهد السعودي، والتحديات التي تعيق انتشاره، ورؤيته لإعادة إحيائه بدعم من المؤسسات الثقافية والفنية.
الحوار
س1: كيف تعرّف فن المونولوج وما الذي يميّزه عن غيره من الفنون؟
ج: المونولوج يُعتبر من الفنون الغنائية التعبيرية التي تُؤدى على المسرح بشكل فردي، أو جماعي، أو استعراضي. وهو يعبر عن موقف كوميدي ضاحك يجمع بين الشعر والزجل لنقد عادات أو سلوك اجتماعي، ويصل إلى المستمع بطريقة ممتعة. ما يميزه عن غيره أنه فن شامل يجمع عدة ألوان من الفنون: التمثيل، والغناء، ورشاقة الأداء.
س2: أين موقع فن المونولوج اليوم في الساحة الفنية السعودية والعربية؟
ج: المونولوج اليوم غير موجود، وقد انقرض في العالم العربي وفي الساحة الفنية السعودية، وليس له حضور على الإطلاق.
س3: كيف ترى العلاقة بين المونولوج وفن الستاند أب كوميدي؟
ج: مع احترامي، الستاند أب مجرد أداء مجموعة نكات في موقف فقط، بينما المونولوج يتميز بالموسيقى والحركة الجسدية، ولا توجد أي تشابه بين الشكلين.
س4: هل يمكن إعادة إحياء فن المونولوج من جديد؟ وكيف؟
ج: نعم، إذا استطعنا إرجاع المونولوج إلى الساحة الفنية على أن يكون مطورًا ويتناسب مع الرؤية الحالية. أما إذا قدّمناه بدون كوميديا، فسيتحول إلى أسلوب توعوي لا يتقبله الجمهور بدون أدواته الفنية.
س5: ما أبرز التحديات التي تواجه كاتب المونولوج في السعودية اليوم؟
ج: أبرز التحديات هي الإهمال وعدم الاهتمام بهذا الفن.
س6: ما الدور الذي يمكن أن تقوم به هيئة المسرح لدعم المونولوج؟
ج: اهتمام هيئة المسرح بتكوين لجان للبحث عن المواهب، وإقامة دورات تدريبية، وتقديم هذه المواهب إلى هيئة الترفيه لعرضها على الجمهور.
س7: ماذا يضيف ظهور المونولوج للساحة الثقافية والفنية السعودية؟
ج: ظهور هذا الفن يتيح الفرص للهواة وأصحاب هذه الهواية، إضافة إلى ظهور كتّاب وملحنين في هذا المجال.
س8: ما رسالتك إلى وزارة الثقافة وهيئة الترفيه؟
ج: إذا وجد الاهتمام والرعاية من وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة الترفيه، يمكن إعادة هذا اللون الفني بجيل جديد.
ومتى يا رئيس هيئة المسرح الدكتور محمد علوان نلقى اهتمامكم بهذا الفن؟ لكم التحية والاحترام.
ختام
الشكر موصول لك أستاذي القدير محمد الجعبي، كقامة فنية تركت بصمتها في هذا الفن. قد يغيب أي لون عن الساحة الفنية لاختلاف الذائقة لدى المتلقي، لكن يبقى الفن والإبداع والموهبة هي سيدة المشهد. ولهذا ستبقى دائمًا حاضرًا في الذاكرة الفنية السعودية بما قدمته من عطاءات وإبداعات.