زبيدة حمادنة
أعلنت وزارة التراث والسياحة بسلطنة عُمان عن إدراج أربعة معالم تاريخية عُمانية ضمن السجل العربي للتراث المعماري والعمراني، وذلك خلال مشاركتها في الاجتماع العاشر لمرصد التراث المعماري والعمراني في الدول العربية، المنعقد في الجمهورية اللبنانية خلال الفترة من 28 إلى 30 يوليو 2025، بمشاركة عدد من الدول العربية. ويُعد مرصد التراث المعماري والعمراني أحد البرامج التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ويُعنى بتوثيق التراث المعماري والعمراني في الدول العربية، وتعزيز التعاون بينها في مجالات الحفظ والصون، إلى جانب تبادل الخبرات ووضع سياسات مشتركة لحماية هذا التراث باعتباره جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية العربية.
ويجسد إدراج هذه المعالم العُمانية الأربعة تقديرًا إقليميًا لمكانة سلطنة عُمان في مجال حماية وصون التراث، ويعكس جهودها المستمرة في إبراز ملامحها المعمارية والتاريخية على المستويين العربي والدولي.
وشمل الإدراج جامع آل حمودة، المعروف محليًا بـ “جامع القباب” في ولاية جعلان بني بوعلي، والذي يُعد من أقدم المساجد في محافظة جنوب الشرقية، ويمتاز بطرازه المعماري التقليدي الذي يجسد روح العمارة الإسلامية العُمانية. كما تم تسجيل قلعة صحار الواقعة في محافظة شمال الباطنة، وهي واحدة من أقدم الحصون الساحلية في السلطنة، وقد لعبت دورًا محوريًا كمركز إداري وسياسي في فترات تاريخية مختلفة.
ومن بين المعالم المدرجة أيضًا قلعة نزوى في محافظة الداخلية، التي تُعد من أبرز رموز العمارة الدفاعية العُمانية، وكانت تمثل مركزًا للعلم والإدارة خلال فترات تاريخية مختلفة، وتُعد اليوم من أبرز المعالم الثقافية والسياحية في الولاية. كما تضم القائمة مسجد الشواذنة في قرية العقر الأثرية بولاية نزوى، الذي يتميز بجمال محرابه الجصي ودقة تفاصيله المعمارية، ويُجسد خصائص العمارة الدينية التقليدية في عُمان.
ويعد الحفاظ على التراث التاريخي أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الهوية الوطنية، حيث يفتح هذا الإرث الثقافي الأصيل فرص السياحة الثقافية، ويُسهم في ترسيخ صورة السلطنة كوجهة تجمع بين الأصالة والحداثة، مما يعزز مكانتها محليًا وعربيًا وعالميًا.