سوريا عند مفترق طرق: هل الدولة المدنية باتت ممكنة؟

 شادية الغامدي

منذ أن تولّى أحمد الشرع رئاسة سوريا في يناير 2025، دخلت البلاد مرحلة انتقالية تحمل في طيّاتها أملًا حذرًا. ورغم التحديات، فإن خطوات ملموسة مثل تبني دستور مؤقت وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية تعكس تحوّلًا محتملاً نحو حكم مدني ومصالحة وطنية.

التحركات لإعادة التواصل مع القوى الكردية، إلى جانب الوعود الرسمية بالتحقيق في أحداث السويداء المؤلمة، تشير إلى وعي متنامٍ لدى القيادة بأهمية العدالة والشمول وحماية جميع المكوّنات السورية دون استثناء.

ورغم عمق الجراح التي خلّفتها سنوات الحرب، فإن نافذة التغيير الحقيقي لا تزال مفتوحة. تقف سوريا اليوم أمام فرصة تاريخية لا لإعادة إعمار الحجر فقط، بل لبناء الثقة والمواطنة والمستقبل المشترك.

الطريق نحو دولة مدنية ديمقراطية لن يكون سهلًا، لكنه ليس مستحيلًا. فإذا اقترنت النوايا الصادقة بالعمل، وإذا مُنح السوريون فرصة المشاركة الفعلية، فقد تتحقق أخيرًا تلك الدولة التي طالما بدت بعيدة المنال.

زر الذهاب إلى الأعلى