علي القرني
أكد منصور الرميح، مؤسس ومدير تنفيذي شركة تقارب، أن مستقبل المؤسسات يتجه بخطى ثابتة نحو الذكاء المؤسسي الإلكتروني، مشيرًا إلى أنه لم يعد مجرد خيار تقني، بل ضرورة استراتيجية تعيد تعريف أداء المؤسسات من جذوره.
وأوضح الرميح أن العالم يشهد اليوم حركة رقمية غير مسبوقة، ليس فقط في مجالات التقنية، بل حتى في أنظمة الإدارة الحديثة، مشيرًا إلى أن الذكاء المؤسسي الإلكتروني يُمثل بعدًا جديدًا للخدمات البشرية، حيث لا يقتصر على دمج الأدوات التقنية في بيئة العمل، بل يقوم على فلسفة شاملة لتحويل البيانات إلى بصيرة، والبصيرة إلى قرارات، والقرارات إلى تحولات مؤثرة ومستدامة، دون تدخل بشري مباشر.
وأضاف الرميح: “مستقبل الذكاء المؤسسي يحمل ثورة حقيقية، حيث ستصبح بيئة العمل قادرة على قراءة سلوك الموظفين والعملاء، وتوقّع احتياجات السوق، وتوجيه الموارد لحظة بلحظة بدقة فائقة”.
وأشار إلى أن هذه التقنية ستمكّن المؤسسات من التعلّم الذاتي، عبر تحليل الأنماط واكتشاف الفجوات وتقديم التوصيات في الوقت الحقيقي.
وفيما يتعلق بالتكامل، شدد الرميح على أن الذكاء المؤسسي لن يكون مقتصرًا على أدوات تحليل البيانات، بل سيكون جزءًا لا يتجزأ من كل قرار وكل تفاعل وكل خدمة داخل المؤسسة، مضيفًا: “سنشهد بناء مجتمعات تخصصية افتراضية، مدعومة بذكاء انتقائي، ومقاطع مرئية تفاعلية، ونماذج محاكاة تصمم وتطور الخدمات باستمرار”.
كما تناول الرميح الأثر العميق للذكاء المؤسسي في إعادة تعريف الموارد البشرية، موضحًا أن المؤسسات ستكون قادرة على تخصيص المسارات المهنية لكل موظف وفق قدراته وتفاعلاته وأدائه، مما يحوّل الموظف إلى عنصر حيوي متجدد.
وفي جانب مهم، لفت الرميح إلى أن الذكاء المؤسسي الإلكتروني سيسهم بشكل غير مسبوق في تطوير خدمات ذوي الإعاقة، عبر أنظمة ذكية تقيس الأداء وتكتشف التحديات وتقترح تدخلات علاجية أو تطويرية مبنية على بيانات حقيقية ومحدثة باستمرار.
وحذر الرميح من أن التحدي الأكبر قد لا يكون تقنيًا، بل ثقافيًا بالدرجة الأولى، حيث يتطلب الذكاء المؤسسي تغييرًا في طريقة التفكير وقبولًا بالتحول من الإدارة التقليدية إلى قيادة قائمة على الابتكار والثقة في التقنية، مؤكدًا أن “الذكاء لا يهدد الإنسان، بل يعزز دوره”.
واختتم الرميح حديثه قائلاً:
“لقد أحرزنا تقدمًا مذهلًا في الذكاء المؤسسي الإلكتروني خلال السنوات الماضية في شركة تقارب، ونعمل على إطلاق خدماته قريبًا. تخيّل أن تبني نموذجًا افتراضيًا لإدارة بحجم مستشفيات الملك فيصل التخصصية أو وزارة كاملة كوزارة التعليم أو الصحة، بكل فروعها، وتتمكن من إدارتها بسهولة كما لو كانت لوحة فنية حيّة، تتضاعف فيها الإنتاجية وعمق الخدمات مقارنة بالنمط التقليدي”