سيدات المغرب يطاردن أول لقب إفريقي أمام نيجيريا الكاسحة

تقترب سيدات الأطلس من تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، عندما يواجهن منتخب نيجيريا في نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات “المغرب 2024″، يوم السبت، على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط، وسط طموحات كبيرة تحرك لاعبات المنتخب المغربي، الساعيات للتتويج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخهن، في مواجهة خصم هو الأكثر تتويجًا (9 ألقاب) والأكثر هيمنة على الساحة الإفريقية.
‎وقد شقت سيدات المغرب طريقهن إلى النهائي بجدارة، بعد تصدرهن المجموعة الأولى بأداء طبعته بعض الهفوات الدفاعية، بفوزين وتعادل وحيد.
‎ليقدمن بعد ذلك في ربع النهائي أداءً هجوميًا قويًا بتغلبهن على مالي برباعية لهدفين، وهو أكبر فوز لهن في الأدوار النهائية في تاريخ البطولة.
‎أما في نصف النهائي، فقد أظهرت اللبؤات صلابة ذهنية استثنائية حين حوّلن تأخرهن أمام غانا إلى تعادل (1-1) في مباراة مشحونة انتهت بركلات الترجيح، تفوّق فيها المنتخب المغربي 4-2 بفضل تألق الحارسة خديجة الرميشي وتصويبات مثالية للاعبات حنان آيتالحاج، ابتسام الجرايدي، كنزة شابيل وأنيسة لحماري.
‎ وما ميز لبؤات الأطلس هذا العام، هو الاستقرار الفني تحت قيادة المدرب الإسباني خورخي فيلدا، الذي اعتمد نفس التشكيلة الأساسية في جميع المباريات، باستثناء مباراة الدور نصف النهائي التي رسم خلالها كل من سناء امسودي وإيلودي النقاش، مع توزيع ذكي للأدوار بين عناصر الخبرة والشابات.
‎اللاعبات مثل فاطمة تاكناوت، سكينة أوزراوي، ياسمين كاتي أمرابط وابتسام الجرايدي اللواتي قدّمن مستويات لافتة، إلى جانب الأداء التكتيكي المنضبط والدعم الجماهيري المكثف، الذي كان عنصرًا حاسمًا في تحقيق الانتصارات.
‎وسجل المنتخب المغربي في كل مبارياته العشر الأخيرة في البطولة القارية، وهي أطول سلسلة تهديفية له، كما أظهر القدرة على الحسم من نقطة الجزاء، بتحويل جميع ركلاته بنجاح إلى أهداف خلال هذه النسخة، ما يعكس صلابته الذهنية العالية.
‎لكن المهمة في النهائي لن تكون سهلة، فالخصم هو نيجيريا، الفريق الذي خاض جميع نسخ البطولة وبلغ نصف النهائي 13 مرة من أصل 15، وحقق الفوز في 11 مباراة من أصل 14 في الأدوار النهائية.
‎المنتخب النيجيري الذي سحق زامبيا بخماسية نظيفة في ربع النهائي، قبل أن يقصي حاملة اللقب جنوب إفريقيا في نصف النهائي (2-1)، يملك تشكيلة قوية هجوميًا، بأحد عشر هدفا في خمس مباريات، سجلتها سبع لاعبات مختلفات، أبرزهن تشينويندو إيهزوو وشينيدو أوكورو، وكان هدف جنوب إفريقيا في نصف النهائي هو الهدف الوحيد الذي استقبلته شباكه، لكن التاريخ يمنح الأمل للبؤات، فقد تمكنّ في نصف نهائي نسخة 2022 من إقصاء نيجيريا بركلات الترجيح، في سيناريو مشابه لهذه النسخة. المغرب أيضًا لم يخسر أي مباراة في هذه النسخة، وأظهر مرونة تكتيكية وقدرة على التكيف مع ضغوط البطولة.
‎وستكون هذه المرة الثانية التي يبلغ فيها المغرب نهائي كأس إفريقيا للسيدات، بعد خسارته في النسخة الماضية أمام جنوب إفريقيا. على أرضه، ليمشي بذلك على غرار خصمه النيجيري نحو النهائي، الذي بلغ بدوره النهائي مرتين متتاليتين على أرضه.
‎ويسعى المدرب الإسباني خورخي فيلدا، الذي قاد منتخب إسبانيا النسوي إلى تحقيق أول لقب لكأس العالم في تاريخ “لا روخا”، إلى كتابة صفحة جديدة من المجد مع منتخب المغرب للسيدات.
‎كما يهدف بدوره لتعزيز إنجازاته الشخصية بعد هذا التأهل إلى نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، في فرصة ذهبية ليتوج مسيرته الحافلة بلقب قاري ينضاف إلى الإنجاز العالمي. وبفضل خبرته الكبيرة وصموده أمام التحديات السابقة، يملك فيلدا كل المقومات ليقود المنتخب المغربي إلى لحظة تاريخية سابقة من نوعها.
‎ وعليه، سيكون النهائي المرتقب مباراة مفتوحة على صراع بين تاريخ نيجيريا الكبير بالمسابقة القارية وطموح المغرب الأكبر.
‎فهل يشهد الملعب الأولمبي لحظة تتويج تاريخية، تقلب المعادلات الإفريقية، وتمنح المغرب أول ألقابه في كرة القدم النسائية؟

زر الذهاب إلى الأعلى