هكذا بدأت رحلتي مع التسويق الشخصي رائد الأعمال : ابراهيم العتيبي

الرياض _ روزان المطيري 

في خضم التحولات المتسارعة في عالم التسويق الرقمي، يبرز نمط جديد من الاستثمار الذاتي، تقوده رؤى فردية وشغف لا ينتظر الإمكانيات المثالية. إذ تبيّن أن بعض المستثمرين المحليين لا ينتظرون تأسيس فرق عمل أو توفير أدوات إنتاج احترافية، بل يباشرون بأنفسهم تأسيس قسم التسويق في مشاريعهم، معتمدين على ما هو متاح من أدوات بسيطة، وأحيانًا بمساعدة محيطهم الشخصي.

هذا النهج، الذي يتقاطع فيه الطموح مع الابتكار، يُعد نموذجًا متقدّمًا للتسويق الشخصي الفطري، حيث يتجاوز المنتج ذاته، ليصبح صاحب المشروع هو الرسالة والصوت والوجه. وهنا، تبرز أهمية القصة، والصدق، والتجربة الواقعية كعناصر تسويقية فعّالة لا تقل قوة عن الحملات المليونية.

من بين من خاضوا هذه التجربة محليًا، يبرز اسم السيد إبراهيم العتيبي

وأجاب على تساؤلاتنا بقوله:

لم أدرس التسويق، ولم أكن خبيرًا في أدواته. كل ما كان لديّ هو شغف… ورؤية. كنت أطمح إلى بناء علامة تجارية، ثم اكتشفت أن البداية الحقيقية لا تكون من المنتج، بل من الإنسان الذي يقف خلفه.

ومن هنا، بدأت رحلتي مع التسويق الشخصي؛ لا كخطة مدروسة، بل كفطرة رجل قرر أن يروي قصته بنفسه، لا أن تُروى عنه.

وأكد :

الهوية قبل الإعلان

عندما أسست أول علامة تجارية، أدركت أمرًا مهمًا: الناس لا يشترون منتجًا فقط، بل يشترون الثقة، ويشتركون في قصة.

ولكي يثقوا بي، كان لا بد أن يعرفوني. لم يكن المنتج وحده كافيًا، بل كنت أنا جزءًا من التجربة التي يختارها العميل.

فبدأت أتكلم. أظهر. أشارك التجربة، وليس فقط النتيجة. لم أبحث عن صورة مثالية، بل سعيت للواقعية: شاب بدأ من الصفر، تعلّم من فشله، وصنع من نفسه قصة تستحق أن تُتبع.

التسويق الرقمي: الحاضنة التي وسّعتني

 

وأضاف:

لم تكن لدي ميزانية ضخمة للإعلانات، لكن كان لدي إنترنت، وهاتف، وقصة.

فاستثمرت وجودي على المنصات الرقمية، لا لأروّج فقط، بل لأبني تواصلًا حقيقيًا مع الناس. لم أرد جمهورًا صامتًا، بل مجتمعًا يرى ما يحدث خلف الكواليس: التحديات، المحاولات، الصبر الذي لا يُرى في الصور.

لم أستخدم التسويق الرقمي كمنصة للظهور فقط، بل كأداة للفهم: فهم السوق، سلوك العملاء، وتفاعلهم مع العلامة.

كل منتج أطلقته لم يكن رهانًا من داخل مكتبي، بل نتيجة إصغاء حقيقي لما يقوله المتابعون.

الحضور الرقمي ليس ترفًا

اليوم، حين يسألني أحدهم: “كيف استطعتَ أن تبني أكثر من علامة تجارية خلال سنوات قليلة؟”، أجيب:

لأني لم أنفصل عن جمهوري. لم أجلس في الأعلى، بل كنت بينهم.

الظهور الرقمي لم يكن يومًا ترفًا، بل ضرورة. هو امتداد لصوتك، ومرآة لقيمك.

وكل صاحب مشروع لا يصنع لنفسه هذا الامتداد، يترك فراغًا سيملؤه غيره.

في الختام: أنت البداية

في النهاية، كل شيء يبدأ بك.

قبل أن تصنع منتجك، اصنع نفسك. قبل أن تطلب الثقة، كن جديرًا بها.

التسويق الشخصي ليس عن التجمُّل، بل عن الظهور كما أنت، بما تحمله من شغف، ومعرفة، وتجربة.

لأن العلامة القوية تبدأ من الإنسان الحقيقي الذي يقف خلفها.

زر الذهاب إلى الأعلى