تقرير / منيرة الربيعة
تزخر المملكة العربية السعودية بتراث غني في مجال الحرف اليدوية، ومن أبرز هذه الحرف “حرفة النسيج”، التي مارستها فئات متعددة من المجتمع عبر الأجيال.
تُستخدم في هذه الحرفة عدد من الآلات التقليدية، التي تختلف من حيث الشكل، وطريقة الاستخدام، ومكان الانتشار، والخامات المستخدمة.
في هذا المقال نسلط الضوء على ثلاث من أبرز آلات النسيج المرتبطة بالتراث السعودي:
⸻
🧶 أولًا: آلة السدو (الآلة البدوية الأصيلة)
تُعد آلة السدو من أقدم آلات النسيج في الجزيرة العربية، وهي آلة بدوية بامتياز، انتشرت بين أهل البادية، خاصة في المناطق الصحراوية.
يُستخدم في صناعتها أعواد الخشب أو الحديد لتكوين الهيكل العام، وتُثبت على الأرض أفقياً، وتمتد لمسافات قد تصل إلى 40 مترًا.
تُنسج باستخدام خيوط غزل الماعز، أو صوف الغنم، أو وبر الإبل، وتنتج منها مفارش، بسط، وخيام بألوان ونقوش غاية في الإتقان.
ثانيًا: آلة عيدان الصناعة (آلة الحاضرة)
تنتشر هذه الآلة في المناطق الحضرية، خاصة جنوب المملكة.
تشبه النول التقليدي من حيث المبدأ، إلا أنها أكبر حجمًا وتُثبت عادةً في أحد أركان المنزل.
يُستخدم فيها صوف الغنم ووبر الإبل، وتنتج منها أغطية وملبوسات ومفارش بألوان زاهية، ولكن بنقوش وغرز أبسط من تلك الموجودة في السدو.
🔲 ثالثًا: آلة النول (الآلة الوافدة للتدريب)
آلة بسيطة وخفيفة الوزن، تتكون من إطار خشبي يمكن حمله بسهولة.
ليست من الأدوات التراثية الأصيلة في السعودية، ولكنها دخلت الاستخدام في السنوات الأخيرة، وتُستخدم حاليًا في تدريب المبتدئين على حرفة السدو.
رغم أنها لا تُغني عن آلة السدو ولا تحل محلها، فإنها تُعد وسيلة فعّالة لفهم أساسيات النسج والغرز.
✨ خاتمة
تعكس هذه الآلات الثلاث تنوع البيئات في المملكة، بين البادية والحاضرة، وبين التراث الأصيل والأدوات التعليمية الحديثة.
يُعد الحفاظ على هذه الأدوات وتوثيق استخدامها مسؤولية ثقافية مهمة، تسهم في صون الهوية وتوريث الحرفة للأجيال القادمة