رشاد اسكندراني
ابتكارات جديدة تشمل حماية مشفّرة محسّنة عبر ‘Knox’، وتحديثات على استجابة التهديدات في نظام ‘Knox Matrix’، إضافة إلى شبكة Wi-Fi آمنة ومقاومة لهجمات الحوسبة الكميةـ تعزز الخصوصية وتحكّم المستخدم في هواتف ‘Galaxy’ الذكية المقبلة
أعلنت شركة سامسونج للإلكترونيات اليوم عن مجموعة جديدة من تحديثات الأمان والخصوصية، التي سيتم طرحها مع هواتف ‘Galaxy’ القادمة والمزوّدة بواجهة ‘One UI 8’. وتعكس هذه التحديثات التزام سامسونج المستمر بتقديم تقنيات محمولة موثوقة وقوية في عالم رقمي سريع التطوّر، من خلال إدخال وسائل حماية جديدة للذكاء الاصطناعي على الجهاز، وتوسيع نطاق رصد التهديدات بين الأجهزة، وتعزيز أمان الشبكات باستخدام تقنيات تشفير مقاومة للهجمات الكمية.
أمان من الجيل التالي يدعم تخصيص تجارب الذكاء الاصطناعي على الأجهزة المحمولة
تقدّم سامسونج تقنيتها الأمنية الجديدة[1] ‘Knox Enhanced Encrypted Protection’ (KEEP)، وهي بنية مبتكرة تهدف إلى حماية الجيل القادم من ميزات التخصيص المعزّزة بالذكاء الاصطناعي، وذلك كأحدث ابتكاراتها في مجال أمان الهواتف المحمولة. والتي توفّر بيئات تخزين مشفّرة ومخصصة للتطبيقات داخل المنطقة الآمنة للجهاز، ما يضمن أن يتمكن كل تطبيق من الوصول إلى بياناته الحساسة فقط دون غيرها.
وبدعم من محرك البيانات الشخصية [2]‘PDE’ في ‘Galaxy’، تساعد تقنية ‘KEEP’ في حماية البيانات الشخصية الخاصة جداً للمستخدم، مثل العادات اليومية والتفضيلات، والتي تُستخدم لتفعيل ميزات مثل ‘Now Brief’ و’Smart Gallery search’ وتخصيصها بما يتوافق مع أسلوب كل مستخدم. وتبقى هذه البيانات محفوظة بالكامل على الجهاز، محمية عبر ‘KEEP’، ومعزّزة بحماية إضافية من خلال ‘Knox Vault’، وهو حل أمني على مستوى مكونات الجهاز يقوم بعزل فعلي للمعلومات الحساسة داخل غرفة مستقلة مزودة بمعالج وذاكرة منفصلة. والنتيجة، قاعدة متكاملة لـ ‘Galaxy AI’، توفّر ذكاءً مخصصاً مع بقاء البيانات محمية بإحكام وتحت السيطرة الكاملة للمستخدم.
وتسمح البنية الهيكلية لتقنية ‘KEEP’ على مستوى النظام بالتوسع لدعم ابتكارات ‘Galaxy AI’. فإلى جانب حماية ‘PDE’، باتت ‘KEEP’ الآن تؤمّن ميزات مثل ‘Now Brief’ و’Smart Suggestions’ وغيرها من الميزات التي تعمل على الجهاز وتعتمد على مدخلات مخصصة للمستخدم، ما يتيح تجارب ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً دون المساس بالخصوصية. ومع ‘KEEP’، تعيد سامسونج تعريف كيفية حماية الأجهزة المحمولة للبيانات في الخلفية، لتنتقل الخصوصية من مجرد إعداد اختياري إلى مبدأ أساسي مدمج في تصميم النظام.
استجابة أذكى وأكثر ترابطاً للتهديدات عبر تقنية ‘Knox Matrix’
مع تزايد تكامل الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة ‘Galaxy’ المتصلة، تعمل سامسونج على تطوير وسائل حماية لا تقتصر على تعزيز الأمان فحسب، بل تمنح المستخدمين شفافية وتحكماً أكبر وفي مقدمتها تقنية‘Knox Matrix’ . ومن خلال واجهة ‘One UI 8’، تطوّر سامسونج تقنية ‘Knox Matrix’ لتقديم حماية أكثر استباقية وسهولة لأجهزة ‘Galaxy’ المتصلة. وعندما يتم تحديد جهاز على أنه يواجه تهديداً خطيراً مثل التلاعب بالنظام أو انتحال الهوية، يتم تصميم النظام لتسجيل الخروج تلقائياً من حساب سامسونج، وقطع الاتصال بالخدمات السحابية المرتبطة، لمنع انتشار التهديدات[3]
وعند اكتشاف تهديد أمني، يتلقى المستخدم تنبيهاً عبر أجهزة ‘Galaxy’ المتصلة، من خلال خاصية التحقق من حالة أمان أجهزتك ضمن إعدادات ‘Knox Matrix’، حيث يمكنه مراجعة المشكلة واتخاذ الإجراء المناسب. وحتى الأجهزة التي لا تحتوي على أحدث تحديثات الأمان تُطلق تحذيراً بمستوى “أصفر”، ما يمنح المستخدمين فرصة للاستجابة المبكرة قبل تفاقم الثغرات.
وتشكّل جميع هذه التحديثات حماية أكثر ديناميكية ووضوحاً وسهولة على مستوى منظومة ‘Galaxy’، ما يمنح المستخدمين القدرة على الحفاظ على ثقتهم بجميع أجهزتهم المتصلة، بثقة ووضوح أكبر.
تعزيز أمان شبكة Wi-Fi من خلال تشفير مقاوم للحوسبة الكمية
استمراراً لالتزامها بتوفير أمان مقاوم للحوسبة الكمية، تُقدّم سامسونج التشفير بعد الكم ضمن ميزة ‘Secure Wi-Fi’، مواصلةً النهج الموثوق الذي بدأته مع سلسلة ‘Galaxy S25’ عبر تقنية ‘Post-Quantum Enhanced Data Protection’. ويجري حالياً ترقية [4]‘Secure Wi-Fi’ بإطار تشفير جديد[5] مصمّم لتعزيز حماية شبكة الــWi-Fi ضد التهديدات المستجدة، ولا سيما تلك المتوقعة في عصر الحوسبة الكمية. وتُركّز هذه التحسينات على تأمين عملية تبادل المفاتيح، وهي جوهر الاتصالات المشفّرة، ما يساعد على ضمان حماية قوية للخصوصية حتى عند استخدام الشبكات العامة.
وقد تُشكّل الحوسبة الكمية، عند اكتمال تطوّرها، تهديداً كبيراً لأساليب حماية البيانات المعتمدة حالياً. ومن خلال دمج التشفير بعد الكمي، تم تصميم ميزة ‘Secure Wi-Fi’ لتكون قادرة على مقاومة الهجمات المستقبلية التي تستهدف اعتراض البيانات المشفّرة حالياً بهدف فكّها لاحقاً مع تطوّر تقنيات الحوسبة الكمية، وهي استراتيجية تُعرف بـ “احصد الآن، وفكّ التشفير لاحقاً”. وتعزّز هذه الترقية النفق الآمن بين أجهزة ‘Galaxy’ وخوادم سامسونج، ما يدعم سلامة نقل البيانات، خاصة في البيئات عالية الخطورة مثل شبكات الـــ Wi-Fi العامة.
وبالإضافة إلى هذا الأساس الجاهز للمستقبل، تقدم ميزة ‘Secure Wi-Fi’ مجموعة من ميزات الخصوصية المتقدمة:
‘Auto Protect’: تعمل تلقائياً في الأماكن العامة مثل المقاهي، المطارات أو الفنادق، لتأمين اتصال Wi-Fi دون الحاجة إلى تدخل المستخدم.
‘Enhanced Privacy Protection’ (EPP): تُشفّر حركة الإنترنت وتُمررها عبر عدة طبقات، من خلال دمج تشفير الحزم وإعادة التوجيه لإخفاء معلومات الجهاز والمساعدة في منع التتبع.
‘Protection Activity’: يعرض سجل الحماية، مبيّناً التطبيقات والشبكات التي تم تأمينها، إضافة إلى كمية البيانات التي تم تشفيرها مع مرور الوقت.
منصة موثوقة بوسائل حماية مدمجة
إلى جانب ابتكاراتها الأحدث، تواصل سامسونج تعزيز طبقات الحماية الأساسية التي تدعم تجربة ‘Galaxy’. وتعكس هذه الميزات نهجاً أمنياً متعدد الطبقات، يشمل كلًّا من المكونات المادية والبرمجيات، مع منح المستخدمين رؤية أوضح وتحكمًا أكبر:
‘Knox Vault’: تحمي بيانات الاعتماد الحساسة مثل كلمات المرور، رموز ‘PIN’، والبيانات البيومترية في وحدة مادية منفصلة عن النظام الرئيسي، ما يساهم في الحفاظ على أمانها حتى في حال تعرّض نظام التشغيل الرئيسي للاختراق.
‘Auto Blocker’: توفر حماية افتراضية عبر منع تثبيت التطبيقات غير المصرح بها، وتقييد الهجمات المعتمدة على الأوامر، وتقليل مخاطر التهديدات من نوع ‘Zero-Click’.
‘Advanced Intelligence Settings’: يمنح المستخدمين خيار إيقاف معالجة البيانات عبر الإنترنت ضمن ميزات الذكاء الاصطناعي، بحيث تظل المعلومات الشخصية محفوظة بالكامل على الجهاز وتحت سيطرة المستخدم.
‘Enhanced Theft Protection’: تساهم في حماية البيانات الشخصية حتى في الحالات عالية الخطورة مثل السرقة، من خلال خصائص مثل ‘Identity Check’ و’Security Delay’ لمنع الوصول غير المصرّح به.