الرياض – دلال العتيبي
إن فيلا الحجر التي تُعَدَ أول مؤسسة ثقافية فرنسية-سعودية، و«فيلهارموني باريس» التي تُعدُ مجمعاً ثقافياً مخصصاً للموسيقى على اختلاف أشكالها، تشتركان لتنظيم ورشات توعوية وتعليمية لممارسة الموسيقى في محافظة العُلا بالمملكة العربية السعودية.
وسيستفيد أطفالٌٌ ومراهقون وشباب من منطقة العُلا الواقعة شمال غرب المملكة في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2025، من هذه المبادرة المشتركة التي تهدف إلى أن تكون جسراً بين الثقافات والأجيال.
وسيستكشفون عوالم موسيقية متنوعة، وسيتمكنون من الاطلاع على مجموعة غنية من الآلات الموسيقية التي تمثل تقاليد وممارسات موسيقية متعددة، وذلك رفقة معلمين موسيقيين يتحدثون العربية والإنجليزية وتلقّوا تعليمهم في فيلهارموني باريس.
وسيتم تقديم أربع ورشات، تُناسب كل منها فئة عمرية معينة وتشمل أبرز أنماط الموسيقى: التوعية الموسيقية، الموسيقى الكلاسيكية، الموسيقى التقليدية في شبه الجزيرة العربية، والموسيقى المعاصرة. وستُختتم هذه الورشات بعروض عامة مفتوحة للعائلات ولأفراد منطقة العُلا.
شراكة تهدف إلى نقل المعارف الموسيقية
تؤكد فيلا الحجر، من خلال هذه الشراكة، سعيها إلى جعل تعليم الموسيقي وسيلةً لتعزيز الشمولية والإبداع والتبادل الثقافي.
كما أن تطوير ممارسة الموسيقى ونشر المعارف حول الموسيقى وتراثها يقعان في صميم مهام مؤسسة “فيلهارموني باريس”، إذ طورت هذه الأخيرة نهجًا تعليمياً مبتكرًا وخبرة فريدة ستُقدّمان لأول مرة في المملكة العربية السعودية.
وستُقام الورشات في فيلا الحجر التي ستفتح أبوابها لاستقبال جمهور العُلا خلال عام 2025. وبالإضافة إلى الفضاءات الإبداعية المخصصة للمبادرات الثقافية، فإن فيلا الحجر ستضم كذلك إقامة فنية واستوديوهات للفنانين، وقاعة للعروض، وأجنحة لتنظيم ورشات لفائدة الأطفال والمراهقين، وكذلك أول سينما مغطاة واستوديو لفنون الأداء في المنطقة.
أربع ورشات مصممة بحسب الفئات
ورشة التوعية الموسيقية
مخصصة للأطفال المرفوقين بذويهم والذين تتراوح أعمارهم من سن 3 إلى 7 سنوات، إذ ستقدم لهم هذه الورشة الجماعية تجربة تفاعلية مرحة في عوالم صوتية متنوعة: الموسيقى التقليدية، موسيقى الأوركسترا، الموسيقى المعاصرة والمضخّمة. وستحث هذه الورشة التي تركز على التجريب، المشاركات والمشاركين الشباب على استكشاف تنوع الأصوات والآلات والثقافات من خلال ألعاب جماعية وإبداعية.
ورشة الموسيقى الكلاسيكية
ستتيح هذه الورشة الجماعية مقاربة مبسطة وودّية للعزف على الآلات من خلال الانغماس في عالم الموسيقى الكلاسيكية واكتشاف أهم الآلات الموسيقية. وهي ورشة مخصصة للأطفال ابتداءً من 8 سنوات وللكبار لتعلّم تقنيات العزف على الآلات الوترية بهدف تقديم مقطع موسيقي بصورة جماعية.
ورشة مخصصة للتقاليد الموسيقية في شبه الجزيرة العربية
ستذهب هذه الورشة بالمشاركين في رحلة عبر تقاليد الموسيقى في شبه الجزيرة العربية، من خلال التعرف على الآلات المشهورة في هذه المنطقة، مع تمكين المشاركين من استكشاف ثراء الإيقاعات المختلفة وتقنيات العزف.
وسيُقدّم تدريب تمهيدي على الآلات الإيقاعية للجمهور من الذين تتجاوز أعمارهم 8 سنوات.
ورشة التأليف الموسيقي
هي ورشة مصممة خصيصًا للمراهقين والشباب، تتيح فرصة خوض تجربة جماعية في مجال التأليف الموسيقي بأسلوب البوب والروك. إذ سيتعرف المشاركون على مبادئ التأليف والتلحين بهدف تأليف قطعة موسيقية بأنفسهم.
ويرى أوليفييه مانتي، المدير العام لمدينة الموسيقى – فيلهارموني باريس، في هذا السياق أن:
” هذا التعاون مع فيلا الحجر يمثل امتدادًا لالتزامنا اتجاه تعليم فني متاح للجميع يشجع الحوار بين الثقافات. ويسعدنا أن نساهم في تفعيل الاتفاق الحكومي الموقع عام 2021، بتنظيم نحو خمسين ورشة في العُلا هذا الخريف، موجهة للأطفال، والعائلات، والمراهقين، والبالغين. ويتجلى جوهر روح الفيلهارمونيا من خلال هذا التنوع في الأنشطة: برمجة منفتحة، راقية، وموجهة لنقل المعارف”.
وتضيف فريال فوضيل، المديرة العامة لفيلا الحجر، قائلة:
“تعكس هذه الشراكة مع فيلهارموني باريس بوضوح رغبتنا في جعل فيلا الحجر جسراً ثقافيًا بين المملكة العربية السعودية وفرنسا وما جاورها، فنحن نحرص على تعزيز الانفتاح على تنوع التعبيرات الثقافية، وتنمية مهارات الاستماع والإبداع منذ الصغر، بالإضافة إلى إبراز التقاليد الموسيقية في كلا البلدين، وذلك من خلال تقديم ورشات توعوية وتعليمية موسيقية”.
عن فيلا الحجر
وُلدت فيلا الحجر من رحم الصداقة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وهي مؤسسة مخصصة للتعاون الثقافي. وتقع فيلا الحجر في محافظة العُلا، وهي منطقة شاسعة في شمال غرب المملكة تضم أول موقع سعودي مُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتشتهر بمناظرها الطبيعية الفريدة التي تجمع بين الواحات الخضراء والصخور الرملية المذهلة والمواقع التراثية الاستثنائية.
وتدعم فيلا الحجر الإبداع المعاصر، لا سيّما في مجالات الفنون البصرية، التصميم، السينما، وفنون الأداء، وتسعى لأن تكون مساحة مفتوحة للإبداع والتعليم والتبادل، كما تعمل فيلا الحجر على خلق فرصٍ للتعبير والمشاركة وتسهم في إبراز مكانة منطقة العُلا، وذلك من خلال تشجيع التبادل بين جماهير منطقة العُلا وغيرها من الجماهير عبر العالم.
ولذلك، فقد أطلقت فيلا الحجر، منذ عام 2023، برامجها خارج أسوار مبناها الرسمي في العُلا، لتأخذ مكانها ضمن المشهد الثقافي للمنطقة بفضل سلسلة من المبادرات المتاحة للجميع. وستفتتح فيلا الحجر في عام 2025، موقعها المؤقت وسط منطقة العُلا، ليكون مركزًا نابضًا لبرامجها الفنية والثقافية، وفضاءً للّقاء والحوار والإبداع للفنانين والجماهير.
وتُعد كل من الهيئة الملكية لمحافظة العُلا والوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العُلا الهيئتان المؤسستان لفيلا الحجر.
عن مدينة الموسيقى، “فيلهارموني باريس”
تُعد مؤسسة “فيلهارموني باريس” قطبًا ثقافيًا فريدًا من نوعه على الصعيد العالمي، فهي تسعى إلى جعل الموسيقى في متناول جميع فئات الجمهور. ويعتمد مشروعها الفني والمجتمعي الطموح على برمجة الحفلات والعروض، وعلى سياستها في التعليم ونقل المعارف، بالإضافة إلى متحف الموسيقى.
وتجمع “فيلهارموني باريس” بين:
برنامج استثنائي للحفلات الموسيقية والعروض (بتنظيم أكثر من 450 حفلاً سنويًا) يشمل جميع أنواع الموسيقى؛
فرقة أوركسترا سيمفونية ذات شهرة عالمية، وهي أوركسترا باريس، تحت القيادة الموسيقية لكلاوس ميكيلا، ومعه جوقة الأوركسترا؛
المتحف الوطني للموسيقى، الذي تضم مجموعته الدائمة ما يقرب من 9000 آلة موسيقية وعمل فني، إلى جانب معارضه المؤقتة التي تعرض الأعمال الإبداعية المعاصرة؛
سياسة واسعة النطاق في ميدان التعليم ونقل المعارف في مجال الموسيقى، منفتحة على جميع الأشكال الجمالية وجميع فئات الجمهور، ومشروع فرق أوركسترا شبابية في جميع أنحاء البلاد (ديموس)، وفيلهارموني الأطفال – وهو فضاء مخصص لتنمية الحس الفني لدى الأطفال من الرابعة إلى العاشرة من العمر؛
قسم “المعارف” الذي يدعو إلى اكتشاف الأفكار وتبادلها من خلال برنامج من المحاضرات والندوات والمنتديات، ونشر الكتب، ومجموعة وثائقية مرجعية؛
وتستقطب “فيلهارموني باريس” الفرق السيمفونية من جميع أنحاء المعمورة، بالإضافة إلى أعلام الموسيقى الكلاسيكية، والجاز، والموسيقى العالمية، والموسيقى المعاصرة. وتشكل فرقة أوركسترا باريس، إلى جانب الفرق المقيمة في المؤسسة –”لانسامبل إنتركونتونبوران (l’Ensemble intercontemporain) ، و”ليزار فلوريسان”( Les Arts Florissants)، وأوركسترا غرفة باريس، والأوركسترا الوطني لإيل دو فرانس – القوى المحركة التي يعتمد عليها مشروعها الفني.
وبالإضافة إلى ذلك، تُنظّم “فيلهارموني باريس” العديد من الأنشطة خارج أسوارها في جميع أنحاء فرنسا (مثل عروض الأوركسترا للأطفال ديموس)، كما تقيم شراكات على الصعيد الدولي، وعادة ما يُطلب منها تقديم خبرتها، لا سيّما في المجال التربوي.
وتُقام أنشطتها ضمن صرح معماري مميّز، صممه كريستيان دو بورتزامبارك (مدينة الموسيقى، 1995) وجان نوفيل (فيلهارموني، 2015).