لماذا غيّرت جمعية العوامية هويتها البصرية

في مساء الاثنين الماضي، بدأت جمعية العوامية صفحة جديدة في تاريخها بإطلاق هويتها البصرية الجديدة، التي مثّلت أول تغيير جذري في خطوط شعارها. ورغم أن الحدث قد يبدو بسيطًا في ظاهره، إلا أنه يحمل في طياته تحولًا عميقًا في طريقة التفكير والتواصل، إذ أعلنت الجمعية – بعد شهر من التشويق والترقّب – دخولها مرحلة جديدة من الحضور المؤسسي والتفاعل المجتمعي.
بالنسبة لجمعية العوامية الخيرية، لم يكن التغيير مجرّد تجميل أو تحديث شكلي، بل جاء استجابة حقيقية لتحوّلات أوسع. فالهويّة البصرية، كما يوضح رئيس القسم الإعلامي في الجمعية الأستاذ عبدالعال آل ربح، لم تعد تقتصر على الشعار أو الألوان، بل أصبحت انعكاسًا لقيم المؤسسة ورسالتها ولغتها في التواصل مع الجمهور.
“كنا بحاجة إلى هوية تعبّر عنا اليوم، لا عن البدايات فقط”، يؤكد آل ربح.
هذا التوجه لا يقتصر على جمعية العوامية، بل يعكس اتجاهًا متناميًا في المملكة، حيث تسعى العديد من العلامات التجارية – بما في ذلك المؤسسات غير الربحية – إلى تطوير حضورها البصري بما يواكب رؤية السعودية 2030، التي تدعو إلى التميز المؤسسي والابتكار في الأداء والتواصل. كما أن تغيّر الجمهور المستهدف وتطور أدوات الإعلام الرقمي فرضا على المؤسسات إعادة التفكير في صورتها العامة.
وقد جاءت الهوية الجديدة لجمعية العوامية بخطوط وألوان أكثر عصرية ووضوحًا، وشعارٍ يحمل رمزية الانتماء والتكافل، في تصميم يعكس قيم الجمعية ويعزّز من قدرتها على إيصال رسالتها بشكل فعّال .
نماذج لتغيير الهوية البصرية في القطاع غير الربحي
في السياق نفسه، بادرت عدة جمعيات خيرية في السعودية بإعادة تشكيل هويتها البصرية تماشيًا مع التحول المؤسسي والحوكمة والاحترافية في الأداء.
ففي عام 2023، أعلنت جمعية البر بالرياض عن هويتها البصرية الجديدة التي عكست توسع خدماتها وبرامجها المجتمعية، بينما كشفت جمعية نماء الخيرية في جدة عن تحديث شامل لهويتها بما يتماشى مع تحولها الرقمي وامتدادها الجغرافي.
كذلك دشّنت جمعية البر بالأحساء وجمعية إكرام لرعاية كبار السن هويات بصرية جديدة تُعبّر عن تجدد رسالتها المجتمعية، وتؤكد التزامها بلغة تواصل أكثر وضوحًا وشمولاً.
هويات جديدة في جمعيات القطيف
شهدت محافظة القطيف خلال العامين الماضيين حراكًا ملحوظًا في مجال الهوية البصرية، إذ أعادت عدة جمعيات تعريف نفسها بصريًا لتعزيز حضورها وتحقيق أهدافها.
فقد دشّنت جمعية القطيف الخيرية هويتها البصرية الجديدة في 7 أبريل 2024، فيما أطلقت جمعية تاروت الخيرية في يونيو 2025 مسابقة وطنية لتصميم هويتها البصرية الجديدة، موجّهة للمصممين السعوديين وشركات التسويق، بهدف دعم الهوية المجتمعية وتعزيز التواصل الرقمي. وقد حُدّد الموعد النهائي للمسابقة في 31 يوليو 2025.
علامات تجارية بهويات جديدة
ولم يقتصر هذا التغيير على الجمعيات الخيرية، بل شمل أيضًا عددًا من العلامات التجارية البارزة في المملكة.
فعلى سبيل المثال، أطلقت شركة الاتصالات السعودية (stc) هوية جديدة أكثر بساطة وعصرية، تعكس تحولها الرقمي. وأطلق بنك الرياض هوية بصرية تتماشى مع استراتيجيته الجديدة في الابتكار المصرفي، كما أعادت الخطوط الجوية السعودية تصميم شعارها وخطها البصري ضمن خطة تحديث شاملة لطراز الخدمة وتعزيز الهوية الوطنية.
وفي الوقت الذي تُعيد فيه الجمعيات الخيرية في القطيف والمملكة تشكيل صورتها البصرية، فإنها تعيد أيضًا بناء جسور ثقتها مع المجتمع، بهويةٍ تفهم الحاضر وتتطلع إلى المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى