السعودية تقود الحج نحو المستقبل: بين شرف الخدمة وذكاء الابتكار

صالحة آل بيهان القحطاني

مع إشراقة موسم الحج 1446هـ ، أكدت المملكة العربية السعودية للعالم أجمع أنها لا تكتفي بإدارة الحشود، بل تقود تجربة الحج إلى مستقبل ذكي وإنساني، تحفه التقنية وتغلفه الرحمة، ويستظل فيه ضيوف الرحمن بخدمات تتطور عامًا بعد عام.

وقد جاء تصريح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ليجسد هذا التوجه بقوله:

“سوف تواصل المملكة، بعون الله وتوفيقه، خدمة ضيوف الرحمن، مدركةً عِظم المسؤولية، وشرف الخدمة.”

تصريح ليس عابرًا، بل رسالة دولة تؤمن أن خدمة الحاج ليست وظيفة، بل شرفٌ تتوارثه الأجيال، وأمانة مقدسة لا تنفصل عن هوية المملكة ومكانتها الدينية والسياسية.

🔹أرقام تُترجم النجاح
• 1.8 مليون حاج أدّوا المناسك هذا العام، وسط تنظيم محكم وخدمات عالية الكفاءة.
• أكثر من 213 ألف عنصر أمني شاركوا في إدارة الحشود وتنظيم الحركة.

• انخفاض في أعداد المخالفين بنسبة تفوق 90% نتيجة حملة “لا حج بلا تصريح”.

• توزيع ملايين الوجبات والمياه المبردة في المشاعر، في ظل درجات حرارة فاقت الـ47 درجة مئوية

️ “الحج الذكي”
تجربة متقدمة تحاكي المستقبل

تقدمت المملكة بخطوات جريئة نحو إدخال التقنية في الحج دون المساس بجوهر الشعيرة، فشهدنا في موسم هذا العام:

1- الدرونز في المشاعر؛

نجاح أول تجربة طبية من نوعها لنقل الأدوية عبر الطائرات المسيّرة “الدرونز”، والتي اختصرت وقت التوصيل من 90 دقيقة إلى 6 دقائق فقط، ما أسهم في تسريع الاستجابة للحالات الحرجة كضربات الشمس والإجهاد الحراري.

2-الذكاء الاصطناعي وإدارة الحشود ؛

• أنظمة مراقبة ذكية للتنبؤ بالكثافات البشرية وتنظيم التدفق.
• كاميرات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد السلوك الخطر والحالات الصحية.
• توجيه فوري للكوادر الطبية بناءً على تحليل البيانات اللحظي.

3. خدمات إرشادية ذكية ؛
• روبوتات ناطقة بلغات متعددة داخل الحرم والمشاعر.
• تطبيقات إلكترونية تتيح تتبع مواقع الحجاج وتقديم الإرشادات الصحية والفقهية.

*دمج بين القيم والتقنية؛

هذا الإنجاز لا ينبع من استعراض تكنولوجي، بل من فلسفة تجمع بين قدسية الخدمة وفعالية الابتكار.
المملكة تؤمن أن الحج تجربة إيمانية يجب أن تسودها الراحة والأمان، وأن التقنية ما هي إلا وسيلة لتكريم الحاج وتخفيف مشقته

وفي الختام ؛
خدمة ضيوف الرحمن ليست شعارًا، بل مشروع وطني وروحي متكامل.
في ظل رؤية السعودية 2030 تتجلى في دمج التنظيم بالتقنية لخدمة أعظم شعيرة إسلامية
والمملكة اليوم تقدم نموذجًا عالميًا في إدارة التجمعات البشرية، بأسلوب يحتذى به عالميًا .

ولا شك أن تصريحات سمو ولي العهد جاءت لترسّخ هذه المعاني، ولتؤكد أن الحج في يد أمينة، وأن السعودية تخدمه كما خدمته منذ عهد المؤسس بعين الإيمان، وقلب المحبة، ويد التقنية الذكية

زر الذهاب إلى الأعلى