مقال بقلم مبارك بن عوض الدوسري بعنوان (( فتيان وفتيات الكشافة.. سفراء الشباب السعودي أمام ضيوف الرحمن ))

في كل عام، ومع تدفق الملايين من الحجاج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، يتألق مشهد من أسمى مشاهد التطوع والعمل الإنساني، حيث يقف فتيان الكشافة السعودية في مقدمة الصفوف، سفراء حقيقيون للشباب السعودي، يقدمون أروع صور العطاء والبذل في خدمة ضيوف الرحمن، يحدوهم الإيمان بواجبهم الديني، والولاء لوطنهم، والاعتزاز بمبادئهم الكشفية الراسخة.
فتيان الكشافة لا يكتفون بالترحيب بالحجاج بابتساماتهم الصادقة التي تخفف عناء الطريق، بل يتواجدون في كل موقع يحتاج إلى دعم ومساعدة؛ في الطرقات يوجهون التائهين، وفي المستشفيات يساندون المرضى، وفي الحرمين الشريفين يساعدون كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، يجسدون بذلك روح “الواجب نحو الله، والواجب نحو الآخرين، والواجب نحو الذات”، وهي الركائز الثلاث التي تقوم عليها الحركة الكشفية العالمية، والتي تشربها هؤلاء الفتية في برامجهم وتدريباتهم.
وليس غريباً أن نجد هذا التميز من شباب الكشافة، فهم أبناء وطن جعل من خدمة الحرمين الشريفين شرفاً ومسؤولية، ونشأوا على دعم واهتمام من ولاة الأمر، فلقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – من أوائل الداعمين للشباب ومؤسساتهم، ومن ذلك قوله في عام 1427هـ: “إن الشباب هم بلا شك عدة الأمة وحاضرها ومستقبلها، وعليهم أن يتسلحوا بالعلم ويأخذوا بأدوات العصر”، وهي كلمات تجسد رؤية القيادة السعودية في الاستثمار في شبابها.
كما أن رؤية المملكة 2030، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –، وضعت الشباب في صميم مسيرتها، من خلال تمكينهم، وتوفير الفرص لهم، وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل، وقد انعكس هذا الدعم في المبادرات التي عززت دور الكشافة وجعلت منهم واجهة مشرفة للوطن.
إن فتيان الكشافة خلال موسم الحج لا يمثلون أنفسهم فقط، بل يمثلون كل شاب سعودي يحمل في قلبه حب الوطن، وفي سلوكه أخلاق الإسلام، وفي عمله الإخلاص.. هم صورة حية لمجتمع يتكاتف من أجل خدمة الآخرين، ويؤكد للعالم أن شباب المملكة ليسوا فقط عماد المستقبل، بل فخر الحاضر أيضاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى