حائل
سعداء العنزي
بدأت نورة الشاوي رحلتها الاستثنائية في عالم تربية النحل، وسط جبال أجا وسلمى وسهولها، حيث كانت البداية خلية نحل واحدة وحلمٌ كبير، لكن ما كانت تراه مجرد هواية تقليدية، تحوّل مع الوقت إلى قصة ريادة وتمكين ألهمت النساء في كل أرجاء الوطن.
نورة الشاوي، أول نحّالة على مستوى المملكة، لم تكتفِ بتحقيق سبق نسائي في هذا المجال، بل مضت أبعد من ذلك، فأصبحت أول رئيسة جمعية للنحالين، واضعةً بصمتها في مجال كان محصوراً حتى وقت قريب في أيدي الرجال.
ومع انطلاق برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة (ريف) بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، التحقت نورة بالبرنامج التدريبي النوعي: “تدريب قادة في مجال تربية نحل العسل” في منطقة الباحة، ضمن مشروع “تعزيز قدرات وزارة البيئة والمياه والزراعة” لتنفيذ أهداف التنمية الريفية.
وبفضل خبرتها العملية وشغفها بالتعلّم، لم تكن نورة مجرد متدربة عادية، بل تحولت إلى نموذج قيادي ملهم، لتنتقل لاحقاً من مقاعد التدريب إلى منصات التدريب، وتصبح مدربة معتمدة تنقل المعرفة والخبرة لجيل جديد من النحالين والنحالات.
اليوم، تُعرف نورة في المجتمع الريفي والساحات الزراعية، ليس فقط كأول نحالة، بل كقائدة تغيير، كسرت الصورة النمطية، وأثبتت أن المرأة الريفية قادرة على أن تقود، وتنتج، وتبني اقتصاداً متجدداً ومستداماً.