زبيدة حمادنة
يفخر فندق “إرث“ أبوظبي بالإعلان عناستضافة معرض “الناس ومكتبة الإسكندرية“، الذي تنظّمه مجموعة“سنوهيتا” العالمية المُتخصّصة في الهندسة المعمارية والتصميم،بالتعاون مع الاستوديو الإبداعي “سلاش” ومقرّه في أبوظبي.
بعد أن تمّ افتتاحه لأول مرة في معرض الأرشيف التابع لـ“سنوهيتا” في أوسلو، ينطلق معرض “الناس ومكتبة الإسكندرية” في أبوظبي يوم16 مايو 2025 في فندق “إرث” أبوظبي، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر.
يستكشف المعرض حياة وميراث مكتبة الإسكندرية الجديدة، أحد أبرزالمعالم الثقافية في مصر، ويسلّط الضوء على روابطها الوثيقة والدائمةمع دولة الإمارات العربية المتحدة.
بدأت حكاية هذا المعلم الثقافي التاريخي في عام 1988، عندما أطلقتمنظمة اليونسكو والحكومة المصرية مبادرة مشتركة لإحياء مكتبةالإسكندرية القديمة، وتُبرز هذه القصة دوراً قلّما تطرّق إليه التاريخ، ألاوهو الدور الجوهري للأب المؤسّس لدولة الإمارات العربية المتحدة،المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
فبفضل تقديره للأدب والثقافة، قدّم الشيخ زايد أحد أكبر التبرعاتالمالية لدعم المشروع، مساهماً في تحويله من فكرة إلى واقع ملموس. وقد شكّل دعمه حجر الأساس لافتتاح مكتبة الإسكندرية الجديدة فيعام 2002، إيذاناً بنهضة جديدة لهذا الصرح التاريخي وتأكيداً علىالتزام مصر بالمعرفة والتعليم والتبادل الثقافي.
اليوم، تقف مكتبة الإسكندرية الجديدة شامخة بالقرب من موقع المكتبةالقديمة، وتُعد من أكبر المكتبات والمشاريع الثقافية في العالم، إذ تضمّواجهات من الحجر المنحوت يدوياً بمساحة تقارب 6,000 متر مربع،وتحتضن أكثر من خمسة ملايين كتاب في مجموعتها. لكنها ليستمجرد مكتبة بحثية عامة؛ بل هي مركز ثقافي نابض بالحياة، تحتضنمتاحف ومساحات عرض ومراكز تعليمية وغيرها الكثير. وتستقبلالمكتبة سنوياً حوالي 1,500 برنامج ومحاضرة وفعالية، تستقطب مايقارب المليون زائر، غالبيتهم من فئة الشباب.
ويستعرض المعرض في “إرث” أبوظبي، المُتاح مجاناً للجمهور منخلال الحجز المسبق، المسيرة المعمارية للمكتبة منذ عام 1989، حينفازت “سنوهيتا“، وكانت آنذاك شركة ناشئة وغير معروفة، في المسابقةالدولية التي نظّمتها اليونسكو لإحياء المكتبة القديمة. كما يُبرز الدورالمحوري للشيخ زايد “رحمه الله“، وارتباط الإمارات الأوسع في إعادةإحياء هذا المعلم التاريخي العريق لمواكبة عصرٍ جديد.
لم يعكس هذا المشروع رؤية الشيخ زايد والتزامه الراسخ بالتبادلالثقافي والحفاظ على التراث، وإيمانه بالتعليم وتبادل المعرفة فحسب،بل ألهم أيضاً قادة آخرين ودولاً حول العالم للانضمام إلى هذهالمبادرة، ممّا رفع مكانة المكتبة لتُصبح رمزاً عالمياً للتعاون المشترك.
ومن هذا الإرث المعماري، تنبع سلسلة من القصص الشخصية والصورالأرشيفية والمقابلات، التي ترصد التأثير الاجتماعي العميق للمكتبة،تُروى بأصوات من عاشوا التجربة ولامسوا أثرها. كل تفصيلة في هذاالصرح، من واجهته المنحوتة بعناية إلى برامجه وشراكاته ومشاريعه التعاونية، تنطق بروح التواصل الإنساني والتجارب المشتركة، مؤكدةكيف تواصل مكتبة الإسكندرية الجديدة تشكيل حياة الأفرادوالمجتمعات على حدٍّ سواء.
يمثّل معرض “الناس ومكتبة الاسكندرية” المرتقب تكريماً لهذه الرواية الخالدة والإرث المُتجدّد، واحتفاءً بالمكتبة كمركز مجتمعي نابض بالحياة، وملاذٍ للتعلّم، ومنارة للمعرفة.