مقال بقلم علي تركي البكر بعنوان ((السعودية تعزف و تنظم .. والأعلام يلهم))

مع اقتراب استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034، تلوح في الأفق فرصة تاريخية لا تقتصر على تنظيم حدث رياضي استثنائي، بل تمتد لتكون منصة عالمية إعلامية تروي من خلالها المملكة قصتها، وتعرض هويتها الحضارية والثقافية المتفردة أمام العالم أجمع.

لن يكون كأس العالم في السعودية مجرد بطولة كروية، بل تجربة إنسانية وثقافية متكاملة، تتجسد فيها قيم الضيافة العربية السعودية الأصيلة، وتتكامل مع أحدث معايير التنظيم العصري الذي اعتادت المملكة العربية السعودية تقديمه في كبرى الفعاليات العالمية. وهنا يأتي دور الإعلام الرياضي، الذي سيضطلع بمسؤولية كبيرة في تسليط الضوء على الوجه الحقيقي للمملكة: مدنها النابضة بالحياة، وتنوعها الجغرافي والثقافي، وتراثها العريق، وتقدمها التكنولوجي، وبنيتها التحتية المتطورة. قد يجذب كبار المستثمرين بسبب الإعلام

كل مدينة سعودية ستستضيف البطولة ستكون بمثابة قصة تُروى، من الملاعب الحديثة إلى المواقع التاريخية، من الأسواق الشعبية إلى ناطحات السحاب. ستتحول كل مباراة إلى محطة ضمن رحلة ثقافية يعيشها الجمهور من مختلف أنحاء العالم، داخل وخارج الملاعب.

وفي قلب هذه الرحلة الثقافية، سيكون للموروث السعودي حضورٌ لافت، حيث تُقدَّم القهوة السعودية للضيوف كرمز للضيافة وكرم النفس، تفوح منها رائحة الهيل التي باتت علامة على الترحيب الأصيل. وعلى أطراف الملاعب والمناطق التفاعلية، ستنتشر لمسات من عبق الصحراء، من خلال زهور الخزامى التي ترمز للبيئة السعودية، وتبعث في الزائرين شعورًا بالانتماء للأرض وروحها. ولن تغيب بيوت الشعر عن المشهد، تلك الخيام العربية التي تحتضن الزوار لتمنحهم تجربة بدوية حية، تدمج بين الماضي والحاضر، بين سكون الصحراء وحيوية المونديال.

وهنا يمكن أن يتجلى دور الإعلام الرياضي في نقل كل هذه التفاصيل الدقيقة والملهمة، ليروي للعالم ليس فقط ما يحدث داخل المستطيل الأخضر، بل ما يدور حوله من صور ثقافية وإنسانية تنبض بروح المملكة. عبر تقاريره ولقاءاته وتغطيته الشاملة، سيكون الإعلام هو الجسر الذي يعبر من خلاله المشاهد العالمي إلى عمق التجربة السعودية، فيدرك أن كأس العالم 2034 هو أكثر من مجرد بطولة؛ إنه احتفال بهوية وطن يتحدث بثقافته إلى العالم بثقة واعتزاز.

كما سيسهم الإعلام في إبراز البُعد الاجتماعي والإنساني للبطولة، من خلال تسليط الضوء على مبادرات الاستدامة، وتمكين الشباب والمرأة، وإشراك المجتمع المحلي في التنظيم والفعاليات المصاحبة. إن كأس العالم في السعودية سيكون شاهدًا على نموذج تنموي شامل، يعكس طموحات وطن يمضي بثقة نحو المستقبل، ويؤمن بأن الرياضة ليست فقط منافسة، بل جسر للتواصل الثقافي، وأداة للتنمية، ونافذة مشرعة على العالم

فالإعلام هو المقياس الرئيسي والنافذة التي يرى من خلالها العالم صورة الدولة المستضيفة، وهو من يصوغ الانطباع الأول ويشكل الذاكرة الجماعية للحدث. ومن خلال المهنية والابتكار في التغطية، يستطيع الإعلام أن يعكس حجم الجهد المبذول، ويُبرز عناصر التميز، ويُظهر للعالم أن المملكة لا تستضيف فقط بطولة عالمية، بل تقدم تجربة إنسانية وثقافية متكاملة، تُعبر عن وطن طموح، وهُوية أصيلة، ورسالة حضارية تتجاوز حدود الملاعب إلى عمق الوعي العالمي
واصلي يابلادي .. فالعالم ينظر إليك ، والله معك في كل خطوة نحــو المجد .

علي تركي البكر
ماجستير الادارة التنفيذية الرياضية
جامعة الملك سعود

زر الذهاب إلى الأعلى