يحظى الاستثمار بالتراث الوطني في جميع مناطق المملكة بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- وتولت المملكة الاهتمام الكامل بالتراث الوطني، ومواقع التراث العمراني، وتم تأسيس المجلس الأعلى للآثار، وأُنشئت إدارة الآثار، والمتاحف في كل مناطق المملكة.
وعملت المملكة على تأهيل المواقع الأثرية، والثقافية في السعودية، وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي من خلال نظام تقني متطور، وتوثيق مواقع التراث العمراني، والثقافي بحسب المستوى والمعلومات والمواصفات، وترميم التراث وإحيائه، وبناء المتاحف على مستوى عالمي، وتشجيع القطاع الخاص لبناء المتاحف الأثرية والنوعية.
كما تم استرجاع الآثار المسروقة الى المملكة، وعرض آثار المملكة في معارض دولية، وأثرية تجوب العالم كله من خلال رؤية جديدة تقوم على كيفية استثمار الآثار الوطنية، ولكي تصبح سلعة ذات فائدة نقدية، وتعود بعائد مادي كبير على اقتصاد المملكة من خلال تسجيل كثير من المواقع الأثرية في قائمة المتاحف، والتراث العالمي.
فالمتحف الوطني بالرياض هو صرح معماري، ويعرض روائع الآثار السعودية، وتشير الآثار المعروضة إلى أن المملكة بدأت تخرج كثيراً من أسرار الماضي بعد الاهتمام الأخير بالآثار، مما جعل كل مواطن سعودي يفتخر بتاريخه، وتعظيم بلاده، حيث بدأت حركة سياحية داخلية، وخارجية تزداد، ولا سيما في زيارة المواقع الأثرية، والمتاحف الوطنية، والخاصة النوعية.
حيث إن التراث الوطني، والذي يشمل المباني التاريخية، والمواقع الأثرية، والفنون التقليدية يمثل موردًا ثمينًا للاقتصاد الوطني، ويساهم في عمليات التنمية الاقتصادية، والمحافظة على التراث الوطني، ولذا أطلقت المملكة العديد من المشاريع، والمبادرات عن التراث الوطني، وهو ما مكن المملكة من التعرف على العديد من التراث العمراني والثقافي.
والتراث رمز للهوية، والإنسانية بين الشعوب المختلفة، وأسلوب حياة، ومصدر اقتصادي وثقافي، حيث ساهم التراث في تعزيز الاقتصاد، خاصةً اقتصادات المحافظات المحلية، ونمو السياحة الى المملكة وزيادة معدلات التنمية الاقتصادية والثقافية، وزيادة فرص العمل، والخبرات العملية، والتي سوف تساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما يساهم التراث في تعزيز الروابط بين الماضي والحاضر، ويساعد على استمرارية المجتمعات وتغيير هيكل المجتمع، ويحتل التراث مكانةً مهمةً في حياتنا، لما له من رابط في زيادة التماسك الاجتماعي، والمساعدة على تعزيز السلام، ولابد من بذل جهود جبارة للمحافظة عليه من الضياع من خلال حمايته على الصعيد الوطني.
ونأمل تشجيع الباحثين من مختلف مناطق المملكة على استكشاف المزيد من التراث الوطني، وخاصةً المدفون، وحمايته من الضياع، ومضاعفة مشاركة علماء الآثار، والجيولوجيين، والمؤرخين لاكتشاف المزيد من الآثار، للتوسع في الاكتشافات وحفظ آثار وطننا الكبير