ماجدة الحجيلي – الرياض
نظّمت مكتبة صوفيا مؤخرًا أمسية أدبية حوارية استضافت خلالها الكاتبة لولوة المتيعب، التي قدّمت قراءات من نصوصها الشعرية، وتحدثت عن تجربتها في كتابة الشعر المنثور، وذلك ضمن لقاء أدبي أدارت تفاصيله الكاتبة آمال الخطيب، بحضور نخبة من الأدباء والمهتمين بالشعر والإعلام.
في مستهل اللقاء، أكدت المتيعب أن “النص الأدبي لا يُعد عملاً أدبيًا حقيقيًا ما لم يحمل فكرةً عميقةً، وخيالًا حيًّا، وعاطفة صادقة”، مشيرة إلى أن العاطفة عنصر جوهري لا يُمكن الاستغناء عنه في النصوص الإبداعية.
وفي حديثها عن تطور النص الأدبي، شددت على أن الأدب قابل يتبدل ويتشكل وفق الزمان والمكان والظروف المحيطة، قائلة: “الأدب ليس قرآنًا منزلاً نقول فيه سمعنا وأطعنا، بل هو مرآة العصر والمجتمع، ولو لم يتغير، لبقينا نكتب على نمط الجاهليين حتى اليوم”.
كما تطرقت إلى العلاقة بين الحقيقة والخيال، معتبرة أنه لا غنى للكاتب عن أحدهما، فهما “وجهان لعملة واحدة”، ومن خلالهما يتشكل النص بكل أبعاده الفنية والإنسانية.
وعن مصادر الإلهام، أوضحت المتيعب أن كتاباتها تتولد من تفاصيل الحياة اليومية، ومن المواقف العابرة التي تشاهدها أو تسمعها، مشيرة إلى أن كثيرًا من نصوصها تعكس الواقع أكثر مما تعبّر عن تجربتها الشخصية.
أما نقطة التحول في تجربتها الأدبية، فقد تمثلت – على حد قولها – في قرارها بجمع كتاباتها المبعثرة من دفاترها وهاتفها وتوثيقها في دفتر خاص، ما شكّل بداية جديدة نحو الاحتراف والجدية في مسيرتها الأدبية.
وفي ردها على سؤال عن أقرب نصوصها إليها، قالت: “لا أُفضل نصًا على آخر، لكن كتاباتي التي وجهتها إلى والدي -رحمه الله- تبقى الأقرب إلى قلبي وشغاف وجداني”.
واختتمت الأمسية بالحديث عن طقوس الكتابة، حيث أوضحت أن الهدوء يمثل المناخ الأمثل لها أثناء الكتابة، مشيرة إلى أن لكل كاتب طقوسه التي تساعده على استحضار النص.
هذا وقد شهد اللقاء مداخلات ثرية من الحضور، تنوعت بين طالبات الكاتبة ، وكتّاب، وإعلاميين، عبّروا خلالها عن إعجابهم بصدق تجربتها الأدبية وعمقها الإنساني، مما أضفى على الأمسية بعدًا حواريًا دافئًا وجوًا من التفاعل الثقافي البنّاء