دواء مبتكر من شركة “ليلي” بحبة واحدة يومياً عن طريق الفم يُظهر نتائج دراسية واعدة تعادل للمرة الأولى حقن خسارة الوزن في خفض مستوى الهيموغلوبين السكري وتقليل الوزن

د. أشواق الحربي

  • يُعد “أورفورجليبرون” (Orforglipron) أول جزيء صغير من نوعه يعمل على مستقبلات “الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1” (GLP-1)، وينجح في اجتياز المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، حيث أظهر فعالية في خفض مستوى الهيموغلوبين السكري (HbA1c) بمعدل يتراوح بين 1.3% و1.6% عبر مختلف الجرعات.

  • أظهرت الجرعة التجريبية التي تُؤخذ عن طريق الفم مرة واحدة يومياً فعالية في تقليل الوزن بمعدل 16.0 رطلاً (ما يعادل 7.9%) عند أعلى جرعة، وذلك ضمن أحد المؤشرات الثانوية الرئيسية للدراسة.

  • كان ملف السلامة وتحمل المريض لعقار “أورفورجليبرون” (Orforglipron) في الدراسة السريرية ACHIEVE-1 متوافقاً مع ما هو معروف عن العلاجات القابلة للحقن من فئة مستقبلات GLP-1.

 أعلنت شركة ليلي للأدوية اليوم عن نتائج إيجابية بارزة من المرحلة الثالثة للدراسة السريرية ACHIEVE-1، التي تقيّم سلامة وفعالية عقار “أورفورجليبرون” (Orforglipron) مقارنةً بالعلاج الوهمي (البلاسيبو)، لدى بالغين مصابين بالسكري من النوع الثاني ممن لم يتمكنوا من ضبط مستويات السكر في الدم من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة فقط. وتعتبر حبوب “أورفورجليبرون” (Orforglipron) أول محفز لمستقبلات “الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1” (GLP-1) يُتناول عن طريق الفم على شكل جزيء صغير، دون قيود متعلقة بالطعام أو الشراب، ويتمكن من اجتياز المرحلة الثالثة من التجارب السريرية بنجاح. وفي حال اعتماده، تثق الشركة بقدرتها على إطلاق “أورفورجليبرون” عالمياً دون أي قيود تتعلق بسلاسل التوريد، في خطوة تُعزز من التزام “ليلي” بمكافحة الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع 2، والذي من المتوقع أن يؤثر على نحو 760 مليون بالغ بحلول عام 2050.[i]

وفي هذا الصدد، قال ديفيد ريكس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة ليلي: “تعتبر ACHIEVE-1 واحدة من سبع دراسات من المرحلة الثالثة تعمل على تقييم سلامة وفعالية  ’أورفورجليبرون‘ لدى مرضى السكري والسمنة. ويسعدنا أن نرى أن أحدث دواء لدينا يعتمد على هرمونات الإنكريتين يلبي توقعاتنا فيما يتعلق بالسلامة وتحمل المرضى، وضبط سكر الدم، وخسارة الوزن، ونتطلع قدماً لظهور بيانات إضافية خلال العام الجاري. وبجرعة يومية واحدة، قد يمنح عقار ’أورفورجليبرون‘ خياراً جديداً في حال اعتماده، مع إمكانية تصنيعه وتوزيعه على نطاق واسع ليتمكن المرضى حول العالم من استخدامه”.

في أول تجربة سريرية من المرحلة الثالثة ضمن برنامج ACHIEVE، نجح عقار “أورفورجليبرون” (Orforglipron) في تحقيق الهدف الأساسي للدراسة، والمتمثل في خفض مستوى الهيموغلوبين السكري (A1C) بشكل يفوق العلاج الوهمي (البلاسيبو) بعد 40 أسبوعًا من الاستخدام، حيث سجل انخفاضًا متوسطه بين 1.3% و1.6% من خط أساس بلغ 8.0%، وذلك بناءً على مقياس الكفاءة المقدّرة. [ii] وفي أحد المؤشرات الثانوية الرئيسية، تمكن أكثر من 65% من المشاركين الذين تلقّوا أعلى جرعة من عقار حبوب “أورفورجليبرون” من تحقيق مستوى هيموغلوبين سكري يعادل أو يقل عن 6.5%، وهو المعدل أدنى من العتبة المُعتمدة من قبل الجمعية الأمريكية للسكري لتشخيص مرض السكري.[iii] وفي مؤشر ثانوي رئيسي إضافي، سجّل المشاركون الذين تلقّوا أعلى جرعة من عقار حبوب “أورفورجليبرون” متوسط فقدان في الوزن بلغ 16.0 رطلاً (ما يعادل 7.9%). وبالنظر إلى أن المشاركين لم يكونوا قد وصلوا بعد إلى مرحلة استقرار الوزن عند انتهاء الدراسة، يُشير ذلك إلى أن الخسارة الكاملة في الوزن لم تتحقق بعد.

نتائج مقياس الكفاءة المقدّرة

أورفورجليبرون 3 ملغ أورفورجليبرون 12 ملغ أورفورجليبرون 36 ملغ العلاج الوهمي (البلاسيبو)
الهدف الأساسي للدراسة
خط الأساس لمستوى الهيموغلوبين السكري 8.0% 1.3% 1.6% 1.5% 0.1%
المؤشر الثانوي الرئيسي
معدل خسارة وزن من خط الأساس البالغ 90.2 كيلوغرام (198.9 رطل) 4.7% 6.1% 7.9% 1.6%
خسارة وزن من خط الأساس البالغ 90.2 كيلوغرام (198.9 رطل) 4.4 كيلوغرام (9.7 رطل) 5.5 كيلوغرام (12.2 رطل) 7.3 كيلوغرام (16.0 رطل) 1.3 كيلوغرام (2.9 رطل)

ووفقًا لمقياس التقدير القائم على نظام العلاج، أسفرت جميع جرعات عقار “أورفورجليبرون” عن انخفاضات ذات دلالة إحصائية في مستويات الهيموغلوبين السكري. وفي المؤشر الثانوي الرئيسي المتعلق بوزن الجسم، سجلت جرعتا 12 ملغ و36 ملغ انخفاضات كبيرة إحصائياً.[iv]

  • خفض الهيموغلوبين السكري (A1C):

o      1.2%  لجرعة 3 ملغ

o      1.5%  لجرعة 12 ملغ

o      1.5%  لجرعة 36 ملغ

o      0.4%  للعلاج الوهمي (البلاسيبو)

  • نسبة خفض الوزن (%):

o      4.5%  لجرعة 3 ملغ

o      5.8%  لجرعة 12 ملغ

o      7.6%  لجرعة 36 ملغ

o      1.7%  للبلاسيبو

  • مقدار خفض الوزن (كغ / رطل):

o      4.2 كغ (9.3 رطل) لجرعة 3 ملغ

o      5.2 كغ (11.5 رطل) لجرعة 12 ملغ

o      7.2 كغ (15.8 رطل) لجرعة 36 ملغ

o      1.5 كغ (3.4 رطل) للبلاسيبو

كان ملف السلامة العام لعقار “أورفورجليبرون” (Orforglipron) في دراسة ACHIEVE-1 منسجماً مع ما هو معروف عن فئة العلاجات المحفّزة لمستقبلات “الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1. وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً متعلّقة بالجهاز الهضمي، وغالباً ما كانت خفيفة إلى متوسطة من حيث الشدة. ومن بين المشاركين الذين تلقّوا جرعات 3 ملغ، 12 ملغ، و36 ملغ من العقار، تم تسجيل الإسهال لدى 19%، 21% و26% على التوالي، مقارنةً بـ 9% مع العلاج الوهمي (البلاسيبو). كما سُجل الغثيان لدى 13%، 18% و16% مقابل 2% للبلاسيبو، وعسر الهضم لدى 10%، 20% و15% مقابل 7%، والإمساك لدى 8%، 17% و14% مقابل 4%، والتقيؤ لدى 5%، 7% و14% مقابل 1% فقط. أما معدلات التوقف عن العلاج بسبب الآثار الجانبية، فبلغت 6%، 4% و8% على التوالي مقابل 1% فقط لدى مجموعة البلاسيبو. ولم تُسجل أي إشارات تتعلق بسلامة الكبد خلال فترة الدراسة.

ومن المقرر عرض نتائج تجربة ACHIEVE-1 خلال الجلسات العلمية الـ85 لجمعية السكري الأمريكية، كما سيتم نشرها في مجلة علمية محكّمة. ومن المتوقع الإعلان عن المزيد من نتائج برنامج التجارب السريرية من المرحلة الثالثة ACHIEVE في وقت لاحق من هذا العام، إلى جانب نتائج برنامج ATTAIN من المرحلة الثالثة، والذي يقيّم فعالية عقار “أورفورجليبرون” (Orforglipron) في إدارة الوزن. وتتوقع شركة “ليلي” تقديم طلب اعتماد “أورفورجليبرون” لعلاج السمنة إلى الجهات التنظيمية العالمية بحلول نهاية العام الحالي، في حين من المتوقع تقديم طلب الاستخدام لعلاج السكري من النوع الثاني في عام 2026.

حول عقار “أورفورجليبرون” (Orforglipron)

يُعد “أورفورجليبرون” (Orforglipron) مركباً تجريبياً يُتناول عن طريق الحبة مرة واحدة يومياً، وهو من الجزيئات الصغيرة (غير ببتيدية) المنشطة لمستقبلات “الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1” (GLP-1)، ويمكن تناوله في أي وقت من اليوم دون أي قيود تتعلق بالطعام أو شرب الماء. وقد تم اكتشاف “أورفورجليبرون” من قبل شركة “تشوجاي للصناعات الدوائية المحدودة” (Chugai Pharmaceutical Co., Ltd.) وتم ترخيصه لشركة “ليلي” في عام 2018، حيث تعاونت الشركتان في نشر بيانات المرحلة ما قبل السريرية الخاصة بخصائصه الدوائية. وتقوم “ليلي” حالياً بإجراء دراسات من المرحلة الثالثة لتقييم فعالية “أورفورجليبرون” في علاج السكري من النوع الثاني، وكذلك لإدارة الوزن لدى البالغين المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن ممن يعانون من مشكلة صحية واحدة على الأقل مرتبطة بالوزن. كما يتم دراسة العقار أيضاً كعلاج محتمل لانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم لدى البالغين المصابين بالسمنة.

حول دراسة ACHIEVE-1 وبرنامج التجارب السريرية ACHIEVE

تُعد دراسة ACHIEVE-1 (رقم التعريف: NCT05971940) دراسة سريرية من المرحلة الثالثة، تمتد على مدار 40 أسبوعاً، وعشوائية مزدوجة التعمية ومضبوطة باستخدام العلاج الوهمي (البلاسيبو)، تهدف إلى مقارنة فعالية وسلامة جرعات 3 ملغ، 12 ملغ، و36 ملغ من عقار “أورفورجليبرون” (Orforglipron) كعلاج أحادي، مقابل العلاج الوهمي، لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين يعانون من ضعف في ضبط مستويات السكر بالدم باستخدام النظام الغذائي وممارسة الرياضة فقط.

شملت الدراسة 559 مشاركاً من الولايات المتحدة والصين والهند واليابان والمكسيك، حيث تم توزيعهم عشوائياً بنسبة 1:1:1:1 لتلقي إحدى الجرعات الثلاث للعقار (3 ملغ، 12 ملغ أو 36 ملغ) أو العلاج الوهمي (البلاسيبو). وكان الهدف من الدراسة إثبات تفوّق عقار “أورفورجليبرون” (بجرعات 3، 12 و36 ملغ) في خفض مستوى الهيموغلوبين السكري (HbA1c) مقارنة بالبلاسيبو بعد 40 أسبوعاً من الاستخدام، وذلك لدى مرضى السكري من النوع 2 الذين لم يتناولوا أي أدوية مضادة للسكري لمدة لا تقل عن 90 يوماً قبل الزيارة الأولى، ولم يسبق لهم استخدام الإنسولين.

وكانت معايير القبول تتضمن أن يكون مستوى الهيموغلوبين السكري للمشارك بين 7.0% و9.5%، وأن يكون مؤشر كتلة الجسم  ≥ 23 كغ/م². وقد بدأ جميع المشاركين ضمن مجموعات “أورفورجليبرون” بجرعة ابتدائية تبلغ 1 ملغ يومياً، تليها زيادة تدريجية في الجرعة على مراحل كل أربعة أسابيع وصولاً إلى الجرعة التي تم تعيينها عشوائياً لكل مشارك. وشملت خطوات الزيادة ما يلي: جرعة 3 ملغ (عبر مرحلة 1 ملغ)، وجرعة 12 ملغ (عبر مراحل 1 ملغ، 3 ملغ، 6 ملغ)، وجرعة 36 ملغ (عبر مراحل 1 ملغ، 3 ملغ، 6 ملغ، 12 ملغ، و24 ملغ). ولم يُسمح بتعديل الجرعة بشكل مرن خلال الدراسة.

يتضمّن برنامج التطوير السريري العالمي من المرحلة الثالثة ACHIEVE لعقار “أورفورجليبرون” (Orforglipron) أكثر من 6,000 مشارك من المصابين بداء السكري من النوع الثاني، موزعين على خمس دراسات تسجيلية عالمية. وقد انطلق البرنامج في عام 2023، ومن المتوقع الإعلان عن نتائجه خلال العام الحالي ووصولاً لعام 2026.

زر الذهاب إلى الأعلى