معرض الفنادق والضيافة في المملكة العربية السعودية ينطلق وسط توقعات بمساهمة المملكة في إعادة رسم ملامح قطاع السياحة

زبيدة حمادنة

انطلقت يوم الثلاثاء النسخة الثالثة عشرة من معرض الفنادق والضيافة في المملكة العربية السعودية، بمشاركة مجموعة كبيرة من صناع القرار والتغيير والمبتكرين الذين يعملون على استكشاف ومناقشة وممارسة الأعمال التجارية، في ظل المساعي لإعادة رسم ملامح قطاعي الضيافة والسياحة في المملكة.

وتم افتتاح المعرض الذي يساهم في وضع أسس المرحلة القادمة من تطور المملكة العربية السعودية لتتحول إلى مركز سياحي عالمي، والمستمر على مدى ثلاثة أيام، رسمياً بحضور محمود عبد الهادي، وكيل وزارة السياحة لتمكين الوجهات السياحية؛ وفهد بن منصور الهاشم، وكيل وزارة الاستثمار المساعد لتنمية الاستثمار.
واستعرض خبراء قطاع الضيافة في اليوم الافتتاحي من قمة رواد قطاع الضيافة، التطور الذي حققته المملكة والعروض المميزة التي تقدمها للزوار المحليين والدوليين.
وشارك محمد البصراوي، الرئيس التنفيذي للسياحة السعودية الداخلية في الهيئة السعودية للسياحة في جلسة حوار افتتاحية بعنوان “تجربة سعودية أصيلة: توفير تجارب ثقافية وليس إقامات فقط”، حيث قال أمام الوفود المشاركة في المعرض إن السنوات الخمس المقبلة حتى الموعد المحدد لرؤية السعودية 2030، ستكون مهمة في إعادة رسم ملامح قطاع السياحة في المملكة، مسلطاً الضوء على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف قطاعي الضيافة والسياحة.
ومعبراً عن الأفكار والآراء نفسها، شارك في جلسة الحوار الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للاستثمار السياحي “أسفار”، وهي شركة مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة وتتعاون مع شركاء من القطاع الخاص لإنشاء وجهات في جميع أنحاء المملكة. وأضاف أنه مع مطالبة الزوار اليوم بمزيد من التجارب في مجال الضيافة، فإن العامل المهم يتمثل بتوفير خدمات تلبي احتياجات السياح المحليين والدوليين؛ وأن بناء الفنادق وحده لا يكفي لتشجيع الزوار على زيادة فترة إقامتهم وتحقيق النمو الاقتصادي.
وأكد الدكتور مشيط أن الترويج للمدن النائية يواجه بعض التحديات، وسلط الضوء على ميزتها مقارنة بالمدن الأخرى الشهيرة والأكبر حجماً. وقال إنه في حين تكفي ثلاثة أيام لاستكشاف إحدى المدن الكبيرة، يمكن لفريقه تصميم برنامج مخصص من الأنشطة المتكاملة في وجهة مثل حائل، التي تقع بين جبل شمر وجبل سلمى، مما يوفر تجربة مميزة للضيوف تستمر لأكثر من أسبوع.
فالأمر يتمحور حول طريقة تنظيم هذه التجارب وتسويقها وتقديمها.
ومن جهته، قال فهد العبيلان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بان القابضة، إن المملكة العربية السعودية تتمتع بميزة فريدة في قطاع الضيافة، حيث تقدم تنوعاً ثقافياً وغذائياً وديناميكياً في مختلف مناطق المملكة، مما يساعد على تلبية تطلعات الزوار في خوض تجارب جديدة ومختلفة.
كما أكد عبد الرحمن أبا الخيل، الرئيس التنفيذي لشركة دان، على أهمية التجارب والنكهات المحلية في قطاع الضيافة، مشيراً إلى رغبة الزوار في إنفاق مصاريف إضافية تصل إلى 10% لتذوق الأطعمة المحلية.
إحداث نقلة نوعية في قطاع الضيافة
ناقش كلّ من محمد الحاج حسن، المدير الإقليمي لفنادق ومنتجعات ويندام في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا؛ ونديم زمان، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في شركة رؤى المدينة القابضة، التحول الحقيقي الذي شهده قطاع الضيافة في المملكة خلال السنوات الأخيرة خلال جلسة حوار معمقة بعنوان “من خطوط الأفق إلى خطوط الإقامة: التوسع الحضري يعيد رسم ملامح قطاع الضيافة السعودي”.
وقال زمان: “اقتصرت السياحة في الماضي على عدد قليل من رجال الأعمال الذين يزورون المملكة لبضعة أيام. ودفع الإعلان عن رؤية السعودية 2030 عجلة التحول في هذا المجال، إلى جانب انفتاح الاقتصاد، مما أدى إلى انتعاش القطاع بشكل فعلي”، كما أشار إلى زيادة عدد غرف الفنادق من حوالي 100 ألف إلى أكثر من 400 ألف غرفة، وإحداث نقلة نوعية شملت مختلف فئات الأصول.
أوضح قادة قطاع الضيافة كيف ساهمت المبادرات، بما في ذلك سرعة العبور عبر مطارات المملكة، في تعزيز القطاع بشكل فعلي، مما أدى إلى زيادة أعداد الزوار واستقطاب المزيد من المواهب والاستثمارات.
وبدوره، قال محمد الحاج حسن: “ساهمت المبادرات الحكومية بدور كبير في تنويع قطاع الضيافة. ويمكن للزوار في الوقت الحاضر عبور المطار خلال 15-20 دقيقة”، مشيراً إلى القيمة الإضافية التي توفرها السياحة الثقافية والاقتصادية إلى جانب السياحة الدينية في المملكة. كما أوضح الحاج حسن أن حجم العرض حالياً لا يكفي لتلبية الطلب في ظل الاهتمام المتزايد الذي تشهده المملكة.
ويستمر المعرض، الذي تنظمه شركتا دي إم جي إيفنتس وكون العالمية، حتى 10 أبريل في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، ويحظى بالدعم الاستراتيجي من وزارتي السياحة والإستثمار في المملكة. ومن المتوقع أن يستقطب المعرض ما يزيد على 5,000 زائر، مع تأكيد مشاركة أكثر من 135 جهة عارضة من 19 دولة، ويتيح للمتخصصين في القطاع منصة مخصصة لاستكشاف أحدث التقنيات، وبناء العلاقات التجارية، واكتساب رؤى وأفكار قيّمة يقدمها أكثر من 50 متحدثاً من الخبراء ضمن فعاليات قمة رواد قطاع الضيافة السنوية.
ومن جانبه، قال جاسميت باكشي، نائب رئيس قطاع التصميم والضيافة في دي إم جي إيفنتس: ” شهد المعرض نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، وقد واصل اليوم الافتتاحي لهذا العام هذا الزخم، بدءاً من لحظة الافتتاح، مروراً بجلسات القمة الملهمة، وصولاً إلى الأجواء الديناميكية على أرض المعرض. نعيش اليوم فترة مميزة لقطاع الفنادق والضيافة في المملكة، ويشرّفنا أن نكون جزءاً من هذا الحراك النشط والمُلهم, ونتطلع قدماً إلى ما تحمله باقي أيام الأسبوع”.
-انتهى-

لمحة حول معرض الفنادق والضيافة:

يُعد معرض الفنادق والضيافة في المملكة العربية السعودية المنصة الأبرز على مستوى قطاع الضيافة المزدهر في المملكة. وتجمع الفعالية السنوية بين المتخصصين في هذا المجال والموردين والمشترين لعرض أحدث الابتكارات والتوجهات والحلول الكفيلة برسم ملامح مستقبل الضيافة. وإذ تواصل المملكة رحلتها الطموحة نحو تحقيق رؤية السعودية 2030، فإن المعرض يلعب دوراً محورياً في دعم نمو القطاع. ويركز المعرض على الضيافة الفاخرة والمأكولات والمشروبات والتصميم والتكنولوجيا وغيرها، ويوفر فرصاً استثنائية للتواصل مع خبراء القطاع. وتفسح الدورة الثالثة عشر للمعرض الفرصة للحضور من أجل التعرف على أحدث التوجهات والابتكارات، والتواصل مع قادة القطاع وصناع القرار، والحصول على المنتجات والخدمات من الموردين العالميين، واكتساب رؤى وأفكار قيمة من المتحدثين الخبراء، وتجربة العروض الحية والمعارض التفاعلية.

لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة: https://www.thehotelshowsaudiarabia.com

زر الذهاب إلى الأعلى