في الحياة، نلتقي بأشخاص تختلف طبائعهم، فمنهم من يحمل قلبًا نقيًا، ومنهم من يختبرك بكلماته القاسية أو تصرفاته الجارحة. بعضهم يسيء بلا سبب، وبعضهم لا يملك من الحكمة ما يكفي ليزن كلماته قبل أن ينطق بها. ومع ذلك، يظل خيارك في التعامل معهم هو ما يعكس حقيقتك لا حقيقتهم.
أن تصبر على الأذى، لا يعني ضعفًا، بل هو قمة القوة. أن تختار الصمت حين يكون الحديث مضيعة للوقت، أن تترك المكان عندما يصبح البقاء فيه استنزافًا لروحك، أن تعفو وأنت قادرة على الرد، هذا هو الارتقاء الحقيقي.
في لحظات المواجهة، قد يتوقع البعض أن تجادل، أن تدافع عن نفسك، أن تنجرف معهم في دوامة الردود، لكنك تختار أن تحفظ سلامك الداخلي، أن تضع مسافة بينك وبين ما يؤذيك، أن تتركهم حيث هم وتمضي بخطوات ثابتة. ليست كل معركة تستحق أن نخوضها، وليست كل كلمة تستحق الرد.
الصبر ليس مجرد تحمل، بل هو وعي بأن الوقت كفيل بكشف الحقائق، وبأن من يؤذيك لن يبقى في حياتك إلا بقدر ما تسمح له. وحين ترفع نفسك عن الدخول في الصراعات الصغيرة، فإنك تمنح نفسك مساحة للنمو، للسلام، وللأشياء الأجمل التي تنتظرك في الحياة