مع اقتراب المؤتمر الكشفي العربي الـ 31 في الإمارات العربية المتحدة، يترقب المهتمين تشكيل اللجان الكشفية العربية الفرعية، التي يعوَّل عليها في قيادة العمل الكشفي العربي نحو مستقبل أكثر إشراقًا، ومن الضروري أن يُبنى الاختيار وفق معايير دقيقة تضمن فاعلية هذه اللجان، بعيداً عن المجاملات أو المحاصصة غير المنتجة التي عانينا منها كثيراً خلال الفترة الماضية، فليس من الضروري أن يكون لكل جمعية وطنية ممثل في كل لجنة، فالأهم هو أن يكون الأعضاء أصحاب كفاءة وخبرة تتناسب مع المهام الموكلة إليهم، وبالتالي فإن على اللجنة الكشفية العربية وهي المعنية بالاختيار بعد أن ترشح الجمعيات الوطنية مرشحيها أن تبتعد عن فكرة أن لكل جمعية كشفية عربية حقًّا ثابتاً في التمثيل داخل اللجان، لأن الهدف الأسمى هو التطوير وليس المجاملة، فهناك أشخاص ترشّحهم جمعياتهم رغم ضعف أدائهم داخل جمعياتهم الوطنية، فكيف نتوقع منهم النجاح على المستوى العربي؟! لذا، لا بد أن يكون الاختيار قائماً على معايير واضحة، من بينها الكفاءة والخبرة العملية، فلا يكتفى أن يكون المرشح عضواً نشطاً، بل يجب أن يكون قد أثبت نجاحه داخل جمعيته الوطنية في المجال الذي سيتم تكليفه به عربياً، ولا بد أن يكون على إدراك بالتوجهات الكشفية العالمية فمن غير المقبول أن يتم أختار شخص لمنصب في التخطيط الاستراتيجي، وهو غير مطلع على الأهداف العالمية الثلاثية للحركة الكشفية أو توصيات المؤتمرات الكشفية السابقة، وكذلك من المهم المواءمة بين الشباب والخبرة فلا بد من دعم القيادات الشابة ذات الكفاءة مع عدم إغفال أهمية الاستفادة من ذوي الخبرة، لتحقيق التوازن بين الإبداع والتوجيه، وأرى أنه من المهم جداً البحث عن الكفاءات بشكل استباقي فإذا كانت هناك شخصيات متميزة، فيجب طلبها بالاسم من جمعياتها الوطنية، وليس انتظار الترشيحات العشوائية.
أن الطموح والآمال كبيرة التي نتمناها من اللجان الكشفية العربية الفرعية التي أرى أنه يجب أن تكون مواكبة للعصر، متطورة في فكرها وأدواتها، تمتلك رؤية واضحة، وتعمل وفق منهجية حديثة في مجالاتها المختلفة، سواء في البرامج وتنمية المراحل ، أو تنمية القيادات وتشجيع التطوع، أو تقنية المعلومات والتطوير والتكنلوجيا ، أو الاعلام والاتصال، أو الحماية من الأذى، أو المالية وتنمية الموارد، أو التنوع والاندماج، أو التنمية المؤسسية والتخطيط الاستراتيجي، أو تنمية المجتمع والمسؤولية الاجتماعية، أو اللجنة القانونية ، أو التطوع ، أو الأوسمة والقلائد، فليس من المنطقي كما قلت آنفاً أن يُكلف شخص غير ملمٍّ بأحدث التطورات التكنولوجية بلجنة معنية بتقنية المعلومات، أو أن يُكلف شخص بلا رؤية واضحة بلجنة التخطيط الاستراتيجي، إن علينا أن نقيّم المرشحين بناءً على سجلهم الفعلي وليس على أقدميتهم أو علاقاتهم، وعليه أقول وأنا أرمي الكرة في ملعب اللجنة الكشفية العربية القادمة أن التغيير هو الأساس.. نحو كشفية عربية أفضل، وأن المرحلة القادمة تتطلب قيادات تدرك أهمية التغيير وتطبّق مبادئ التحوّل المؤسسي كما صاغها “جون كوتر”، بدءاً من خلق مناخ للتغيير، مروراً ببناء التحالفات، وصولًا إلى تحقيق المكاسب السريعة والاستدامة.
لقد آن الأوان لنفض الغبار عن النهج التقليدي في العمل الكشفي العربي، والانتقال إلى مرحلة من التطوير الحقيقي الذي يخدم الأجيال القادمة، يجب أن يكون الاختيار مبنياً على العمل والإنجاز، وليس على المجاملات أو التوازنات الشكلية، فمستقبل الكشافة العربية يستحق قيادات تمتلك الرؤية والطموح والإصرار على تحقيق الأفضل.
فلنبدأ التغيير الآن، فالكشفية تستحق الأفضل!
مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3