مقال للكاتب والخبير الاقتصادي أحمد بن عبدالرحمن الجبير بعنوان (( الزكاة ودورها الاقتصادي))

استمع الى هذا الخبر

الزكاة فريضة من فرائض الإسلام، وركن من أركانه، ولها آثارها الإيجابية على الفرد، والمجتمع والاقتصاد الوطني، فهي تطهر النفس والمال، وتعالج التضخّم، ومن نعم الله علينا أننا بلد يطبّق الشريعة الإسلامية، والزكاة أداة مؤثِّرة في معالجة الركود الاقتصادي، وصيانة الأمن الاجتماعي، وتعظيم روابط العلاقات بين الجميع، والتواصل الإنساني.

وعندما ننظر للزكاة، والحكمة منها فإن الزكاة تعتبر من أفضل الطرق التي تحول المجتمع من مجتمع خامل إلى مجتمع منتج اقتصادياً، وهي إعلان حرب على الاكتناز، وحبس الأموال، والركود الاقتصادي، ولذلك فإن الزكاة سوف تكون أداة فاعلة في توزيع الثروات، والدخل على جميع الأفراد والأسر والمجتمع، والاقتصاد الوطني.

فالإسلام قد حرص على عمل الفرد، والأسرة إلى جانب تسديد حاجتهم، وتفعيل الحياة الكريمة لهم وجعلهم في وضع معيشي أفضل، وللزكاة تأثير على الاستهلاك، وعلى توزيع الدخل، ومنعها يؤدي إلى خلق مشكلات اقتصادية، واجتماعية في المجتمع مثل السرقة والتسول. والزكاة يتكرر دفعها كل عام لمن يستحقها من الفقراء المحتاجين.

ومنع الزكاة يسبب المصائب الاجتماعية، والمصاعب الاقتصادية، ويزيد من التضخم، والزكاة تجب على كل مسلم، حيث يدفع نسبة من أمواله سنوياً للأعمال الخيرية، كما أن تفعيل الزكاة له دور في معالجة الركود الاقتصادي، وعلى الجميع دفع الزكاة لمستحقها، خاصة الشركات، والبنوك من أجل محاربة الفقر والبطالة، وتعزيز الأمن، والاقتصاد الوطني.

كما أن الزكاة تدعم المشروعات، والصناعات الصغيرة والمتوسطة، ودعم التعليم والصحة، والسكن لذوي الدخل المحدود، والفقراء والمحتاجين، ودعم مشروعاتهم الأسرية، والحرفية والزراعية المنتجة خاصة في ظروف الحرب والكوارث الطبيعية، ولابد من تطوير مؤسسات الزكاة في إطار هندسة مالية واقتصادية إسلامية، واضحة وشفافة.

ويرى فقهاء الاقتصاد الإسلامي أن تفعيل الزكاة هو الحل الأمثل لمعالجة مشكلات الركود الاقتصادي حيث إن الزكاة لها آثار واضحة في توزيع الدخل، وهذه السلوكيات الحميدة التي تؤكد إيماننا بالله سبحانه وتعالى، وتمسكنا بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واحترامنا وتقديرنا لقيادتنا الحكيمة والرشيدة.

لذا فإن للزكاة مردود عظيم في تطهير الأموال، ومضاعفتها لقول الله سبحانه وتعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا)، لذا يجب تفعيل الزكاة، ودفعها إلى مستحقيها من المحتاجين والفقراء والمساكين، وحل مشكلة الفقر، والسكان ذوي الدخل المحدود، والفقراء والمحتاجين، وإدخال السرور على الأفراد، والأسر الفقيرة.

ونتمنى من هيئة الزكاة والدخل أن تسهم في تطوير التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وتسهيل طرق دفع الزكاة على قطاع الأعمال، وتخفيض التكاليف عليهم، وتعزيز الوضوح، والشفافية للزكاة وتطوير الأنظمة الإلكترونية، حيث إن معالي المحافظ المهندس سهيل أبانمي حريص على تطوير برامج الهيئة، وإنشاء أفضل الأنظمة والخدمات الإدارية في الهيئة.

زر الذهاب إلى الأعلى