د. أشواق الحربي
أكد سعادة المستشار الدكتور طراد علي بن سرحان الرويس – الخبير الاستشاري في العلاقات الأسرية لدي المملكة العربية السعودية ، أن “المائدة الرمضانية” تعزز تقوية تواصل العلاقات الأسرية العربية في ظل العالم الافتراضي لطالما ارتبط شهر رمضان المبارك بطقوس وعادات دينية واجتماعية متوارثة عبر الأجيال، إلا أن التطور التكنولوجي أحدث تحولات عميقة في طريقة ممارستها، ليظهر مفهوم “رمضان الرقمي”، حيث أصبحت التطبيقات الذكية، والمنصات الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من التجربة الرمضانية الحديثة.
وأضاف الخبير الاستشاري في العلاقات الأسرية لدي المملكة العربية السعودية لقد أصبحت الهواتف الذكية أداة رئيسية لمساعدة المسلمين في أداء عباداتهم خلال شهر رمضان، كما وفرت تطبيقات القرآن الكريم مثل “Ayat” و”Quran Majeed” تجربة قراءة سهلة مع تلاوات متنوعة وتفسيرات متعددة اللغات، بينما قدمت تطبيقات الأذكار مثل “Muslim Pro” و”Athan” إشعارات بالأذكار اليومية وأوقات الصلاة بناءً على الموقع الجغرافي للمستخدم. وأصبح بالإمكان متابعة الدروس الدينية عبر منصات مثل “يُسر” و”Bayyinah TV” التي وفرت محاضرات في التفسير والحديث والتزكية، ما عزز الوعي الديني دون الحاجة إلى حضور حلقات العلم التقليدية في المساجد. ومنذ قرون، ارتبط شهر رمضان بصوت المسحراتي الذي جاب الشوارع ليلًا لإيقاظ الصائمين للسحور، إلا أن هذا التقليد بدأ في التراجع لصالح التكنولوجيا الحديثة، حيث ظهرت تطبيقات حاكت صوت المسحراتي مثل “Musaharati”، إضافة إلى الرسائل النصية والتنبيهات الصوتية التي وصلت إلى الهواتف لتذكير المستخدمين بالسحور.
وأشار المستشار الدكتور طراد علي بن سرحان الرويس إلي منصات التواصل الاجتماعي التي لم تقتصر على الترفيه والتواصل، بل أصبحت ساحة للأنشطة الدينية والثقافية خلال رمضان. إذ انتشر عبر “تيك توك” و”إنستجرام” محتوى متنوع شمل تلاوات قرآنية قصيرة، ونصائح دينية، وتجارب شخصية مع الصيام. في الوقت ذاته، اعتمدت المؤسسات الدينية على منصات مثل “يوتيوب” و”فيسبوك لايف” لبث الخطب والدروس الرمضانية مباشرة، ما منح المسلمين في جميع أنحاء العالم فرصة متابعة علماء الدين والمشاركة في الفعاليات الدينية بسهولة. وأدى انتشار تطبيقات التوصيل مثل “طلبات” و”جاهز” و”Uber Eats” إلى تغيير مفهوم إعداد موائد الإفطار والسحور، حيث بات بإمكان الصائمين طلب وجباتهم بسهولة من المطاعم أو شراء المكونات الغذائية عبر الإنترنت دون الحاجة إلى زيارة الأسواق المزدحمة.
واكد الخبير الاستشاري في العلاقات الأسرية لدي المملكة العربية السعودية أن شهر رمضان يعد فرصة ذهبية لأعمال الخير، وقد وُصِف في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان. ومع تقدم التكنولوجيا في عام 2025، أصبح من الممكن استخدام التقنيات الحديثة لخدمة القيم الرمضانية وتعزيز العمل الخيري. ولقد أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من حياتنا، ولا سيما في شهر رمضان، حيث تسهل علينا العديد من الأنشطة الرمضانية اليومية. فمن خلال التطبيقات الذكية، يمكننا متابعة أوقات الصلاة والإمساك بسهولة، ومتابعة البث المباشر للدروس الدينية، وحتى التواصل مع علماء الدين مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أكد الخبير الاستشاري في العلاقات الأسرية لدي المملكة العربية السعودية أن علاقة الترابط الأسرى واجب دينى واجتماعى وراحة نفسية كبيرة؛ فهى مهمة متعددة الأطراف، ونوع من التكامل الاجتماعي، لذا لا بد من تبادل الزيارات العائلية دون تكلف، فالهدف من اللقاء ليس الطعام، ولكن أهم شيء الروحانيات التى تعطينا الفرصة لنجتمع فى توقيت واحد ومائدة واحدة، وهى فرصة كبيرة لا بد أن نستغلها لنجتمع مع الناس والأهل، بعد أن اتسعت بيننا وبينهم المسافات، ويجب أن تنتهى شكل العزومات والولائم والكلفة فى ظل ظروف اقتصادية صعبة، بل لابد أن نبحث فى هذه الموائد عن اللمة والتراحم والمساندة وتبادل المشاعر الإيجابية التى تغذى الروح. ويجب أن يتعرف الأبناء على أجدادهم وأفراد عائلتهم الكبيرة؛ لذلك يجب ألا يقف الغلاء وزيادة الأسعار حائلًا أمام العزومات واللقاءات، ولكن آن الأوان أن نغير عاداتنا السلبية فى إعداد الولائم، التى تحمل نوعًا من التباهى والمظاهر الكاذبة، ونعود للهدف من تلك العزومات، وهو إحياء روح التقارب النفسى بين أفراد العائلة.