زبيدة حمادنة
أعلنت “مراكز بيانات إيجنكس من داماك” خلال مؤتمر ليب السعودية 2025، عن خططها المستقبلية لتوسيع استثماراتها في مراكز البيانات في المملكة بطاقة استيعابية إجمالية تصل إلى 500 ميجاواط وذلك بحلول عام 2030، مع التركيز على مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
من خلال هذا الإعلان، ستساهم مجموعة داماك في تعزيز النمو المتنامي للاقتصاد الرقمي في المملكة، وذلك من خلال خبرتها في هذا المجال، حيث تمتلك محفظة استثمارية في مراكز البيانات تتوزع على 10 دول هي: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، وتايلند، وماليزيا، وإندونيسيا، واليونان، وإسبانيا، وفنلندا، وإيطاليا، مع طاقة استيعابية متوقعة تتجاوز 1,000 ميجاواط.
وتشمل مراكز البيانات التشغيلية الحالية أكثر من 15 ميجاواط في السعودية (الدمام والرياض) و12 ميجاواط في تايلند، والتي من المتوقع أن تبدأ التشغيل بحلول الربع الأول من عام 2025. وبحلول عام 2026، تسعى الشركة إلى تحقيق طاقة تشغيلية تتجاوز 300 ميجاواط عالمياً.
سيسهم هذا الإعلان في توفير العديد من فرص العمل ذات القيمة العالية في مجالات التكنولوجيا والهندسة، بالإضافة إلى إشراك منظومة متكاملة من الموردين تشمل المهندسين والاستشاريين ومصنعي المعدات والمقاولين، مما سيعزز أيضاً نمو الصناعة المحلية.
سوق واعدة وفرص هائلة للتوسع والنمو
يشهد سوق مراكز البيانات في المملكة العربية السعودية نمواً سريعاً ومستداماً، مدفوعاً بمزيج فريد من الرؤية المستقبلية الواعدة للقيادة، والقوانين المرنة والمتطورة، والطلب المتزايد على الخدمات الرقمية. ووفقاً لتقرير صادر عن “رولاند بيرجير لأبحاث السوق”، تستفيد المملكة من وجود إطارٍ تنظيمي متطور، يشمل تنظيم الحوسبة السحابية وقانون حماية البيانات، مما يوفر بيئة جاذبة للاستثمارات في مراكز البيانات. وتعزز هذه السياسات، إلى جانب الأهداف الطموحة للتحول الرقمي في رؤية 2030، مكانة المملكة كمركز عالمي للصناعات القائمة على البيانات.
ومن المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي في المملكة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 29% بحلول عام 2030، في حين يُتوقع أن ترتفع نفقات الخدمات السحابية العامة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 23% حتى عام 2029. تعكس هذه المؤشرات بوضوح مكانة المملكة كبيئة خصبة لتطوير مراكز بيانات عالمية المستوى.
في هذا المناسبة، قال حسين سجواني، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة داماك: “ترسم المملكة العربية السعودية ملامح مستقبل البنية التحتية الرقمية، من خلال مزيج من السياسات والقرارات الاستراتيجية التي تستشرف المستقبل، مع التطور المتسارع الذي تشهده على كافة الأصعدة. إن الإطار التنظيمي للمملكة وأهداف رؤية 2030 يهيئان أسساً متينة لتحقيق نمو غير مسبوق وتحول هائل في مختلف المجالات، كما أن الطلب المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة يعزز مكانتها كوجهة رائدة للاستثمار في مراكز البيانات. هذه فرصة نادرة لبناء بنية تحتية متطورة تقود مستقبل الابتكار الرقمي على مستوى العالم.”
البناء على النجاحات العالمية
يمثل هذا الإعلان من شركة إيجنكس على هامش مؤتمر ليب 2025، خطوة جديدة للشركة في إطار توسعها العالمي، حيث كشفت مؤخراً عن استثمارات بقيمة 20 مليار دولار لبناء مراكز بيانات في الولايات المتحدة، وذلك في مؤتمرٍ صحفي مشترك جمع بين حسين سجواني مؤسس مجموعة داماك والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وهو ما يعكس رؤيتها الاستراتيجية لإعادة تعريف المشهد الرقمي، ودفع عجلة الابتكار في أحد أكثر الأسواق ديناميكية في العالم.
وفي أوروبا، أعلنت الشركة العام الماضي عن بناء مركز بيانات متطور في العاصمة الإسبانية مدريد بكلفة تطويرية تقدر بنحو 400 مليون يورو، استجابةً للطلب المتزايد في المنطقة على بنية تحتية رقمية متطورة ومستدامة. كما عززت إيجنكس وجودها في جنوب شرق أوروبا من خلال الدخول في مشروع مشترك بقيمة 150 مليون يورو في اليونان مع الشركة العامة للكهرباء (PPC)، مما يؤكد التزامها الاستراتيجي بتطوير أنظمة مراكز البيانات في الأسواق الدولية الرئيسية.
وفي جنوب شرق آسيا، وتحديداً في تايلند وإندونيسيا، أعلنت الشركة عن استثمار بقيمة 3 مليارات دولار لتلبية احتياجات واحدة من أسرع الاقتصادات الرقمية نمواً في العالم.
رؤية مستقبلية
إن إطلاق مشاريع في المملكة العربية السعودية بطاقة استيعابية تصل إلى 500 ميجاواط، يدعم توجهات حكومة المملكة نحو تحقيق ريادة عالمية في الابتكار الرقمي والاستدامة. ومن خلال إنشاء بنية تحتية متطورة واستقطاب الكفاءات وتمكينهم، فإن أهداف إيجنكس تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030، وهو ما يعزز من مكانة المملكة في طليعة الدول المتقدمة عالمياً في الاقتصاد الرقمي.
–