الذكاء الاصطناعي سيهيمن على طموحات المدن الذكية في المملكة العربية السعودية

استمع الى هذا الخبر

زبيدة حمادنة
يتوسع مشهد العقارات في المملكة بوتيرة متسارعة، مما يخلق مشكلة لمديري المباني وفرصة لا مثيل لها لشركات ومتخصصي إدارة المرافق

دبي، الإمارات العربية المتحدة،06 فبراير 2025: تزامناً تحول المشاريع العملاقة المبتكرة في المملكة العربية السعودية إلى حقيقة واقعة، يتوسع مشهد العقارات في المملكة بوتيرة هائلة، مما يخلق مشكلة لمديري المباني وفرصة لا مثيل لها لشركات ومتخصصي إدارة المرافق التقدميين والبارعين تقنيًا.
وسيكون استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتشغيل هذه الهياكل المستقبلية أمراً ضرورياً للغاية، ونتيجة لذلك، سيتعين على مديري المرافق أن يكونوا على دراية بكيفية عمل هذه المباني ذات التقنية العالية، من أجل تحسين الكفاءة والاستدامة والسلامة.

تشارك جافيريا إيجاز المديرة الإدارية لشركة “هاي تك” المتخصصة في تقديم الخدمات التكنولوجية بمنطقة الشرق الأوسط، والتابعة لمجموعة “فارنك”، أفكارها ورؤاها حول واقع الذكاء الاصطناعي في سوق إدارة المرافق في المملكة العربية السعودية، وتحدد أهم 5 توجهات تكنولوجية مهمة في عام 2025.
حيث تشهد المملكة في الوقت الحالي تنفيذ الكثير من المشاريع العملاقة والمبتكرة في ظل النمو السريع للقطاع العقاري، ما قد يشكل تحديات للمسؤولين عن إدارة المباني ويوفر من الناحية الأخرى فرصاً متوعة وواعدة لشركات إدارة المرافق التي تقدم خدمات تكنولوجية متطورة.
وسيكون استخدام التكنولوجيا المتقدمة في هذه المشاريع المستقبلية أمراً ضرورياً للغاية، وينبغي على العاملين في إدارة المرافق أن يكونوا على دراية بكيفية عمل هذه المباني المتقدمة تقنياً من أجل تحسين مستويات الكفاءة والاستدامة والسلامة.
وبطبيعة الحال أصبح توظيف الذكاء الاصطناعي ضرورة قصوى لإدارة التوقعات وتحقيق التميز المطلوب للمدن الذكية في المملكة العربية السعودية، وذلك بفضل قدراته الواسعة ودوره المهم في إحداث نقلة نوعية في مجال صيانة المباني من خلال تحسين العمليات وخفض التكاليف وتعزيز سلامة وراحة المستأجرين.

ومن خلال توظيف تقنيات إنترنت الأشياء والتعلم الآلي والتحليلات التنبؤية والأتمتة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم مجموعة متنوعة من الفوائد التي تعمل على تحسين كفاءة وفعالية أنظمة إدارة المباني.
وهذه أهم خمسة توجهات تكنولوجية لسوق إدارة المباني في المملكة العربية السعودية في عام 2025:

1. الصيانة التنبؤية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي
الاتجاه: تحلل الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي البيانات في الوقت الفعلي من خلال أجهزة استشعار إنترنت الأشياء أو أنظمة إدارة المباني (BMS) باللتنبؤ باحتمال فشل المعدات وتحسين العمليات. ويمكن للذكاء الاصطناعي التكامل مع أنظمة أتمتة المباني للتحكم في الإضاءة وتكييف الهواء والتدفئة والأمن وغيرها من الخدمات الأساسية بناءً على البيانات في الوقت الفعلي من أجهزة الاستشعار وتوقعات الطقس وأنماط الإشغال.
التأثير: التقليل من أوقات الأعطال والتوقف عن العمل ووزيادة العمر المفترض للأصول وتخفيف تكاليف التشغيل.
ويمكن للأنظمة المتكاملة مع الذكاء الاصطناعي مراقبة أنظمة تكييف الهواء والتدفئة للتنبؤ بالأعطال وجدولة عمليات الصيانة الاستباقية. كما يمكن لأجهزة الاستشعار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي اكتشاف انخفاض جودة الهواء الداخلي، مما يؤدي إلى تحفيز أنظمة تكييف الهواء والتدفئة لزيادة التهوية وضمان أن تكون جودة الهواء ضمن نطاق صحي محدد مسبقاً، وهو أمر مهم بشكل خاص في المستشفيات والمباني المكتبية.

2. المباني الذكية والخضراء
الاتجاه: تشكل الاستدامة أهم ركائز رؤية السعودية 2030. وتعمل التقنيات الذكية على تحسين استخدام الطاقة واستهلاك المياه وإدارة النفايات بما يتماشى مع معايير المباني الخضراء، إضافة إلى دورها في تحقيق أهداف صفرية الانبعاثات الصفرية.
التأثير: تقليل البصمة الكربونية وتعزيز كفاءة الطاقة.
يتم تعديل أنظمة الإضاءة والتكييف والتهوية الآلية بشكل روتيني بناءً على مستويات الإشغال والظروف البيئية في الوقت الفعلي.

3. التحول الرقمي وإدارة الصحة والسلامة والبيئة والجودة الذكية
الاتجاه: يتطلب تشييد المشاريع العملاقة في السعودية التركيز على جوانب الصحة والسلامة من خلال الاعتماد على أدوات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في عمليات الصحة والسلامة والبيئة والجودة وأتمتة تتبع الامتثال والتدقيق والإبلاغ عن الحوادث. ويمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات القديمة (مثل حوادث مكان العمل وسجلات صحة الموظفين والعوامل البيئية) للتنبؤ بالمخاطر المحتملة قبل حدوثها. ويمكن للذكاء الاصطناعي من خلال تحديد الأنماط وعوامل الخطر المرتبطة بها مساعدة المؤسسات على اتخاذ إجراءات وقائية.
التأثير: تعزيز السلامة والمراقبة البيئية والامتثال التنظيمي.
يمكن لأدوات التحليل التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مراقبة سلامة مكان العمل والمقاييس البيئية والتنبيه بالمخاطر في الوقت الفعلي. كما يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التنبؤ بموعد ومكان وقوع الحوادث بناءً على البيانات التاريخية والظروف البيئية وسلوك الموظفين، مما يتيح إمكانية القيام بتدابير استباقية مثل التدريب على السلامة وفحص المعدات.

4. القوى العاملة المتصلة بإنترنت الأشياء والأدوات الرقمية
الاتجاه: تعمل الأجهزة التي تدعم إنترنت الأشياء والمنصات الرقمية على تعزيز إنتاجية القوى العاملة وسلامتها. وتضمن الأجهزة القابلة للارتداء والتطبيقات المحمولة تخصيص المهام بسلاسة والتواصل في الوقت الفعلي. ويمكن للأجهزة القابلة للارتداء من خلال الذكاء الاصطناعي مراقبة مستويات الصحة والتعب لدى الموظفين، بالإضافة إلى الظروف البيئية في الوقت الفعلي. ويمكن لهذه الأجهزة أيضاً تتبع المؤشرات الفيزيولوجية مثل معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة ومستويات التوتر لمنع الحوادث الناجمة عن إرهاق العمال أو المشكلات الصحية.
التأثير: زيادة الكفاءة والسلامة وأوقات الاستجابة.
يمكن لتطبيقات إدارة القوى العاملة المحمولة تعيين المهام بشكل ديناميكي بناءً على الموقع والمهارة. وفي القطاعات عالية المخاطر مثل البناء أو التعدين، يمكن للأجهزة القابلة للارتداء التي تعمل بالذكاء الاصطناعي اكتشاف علامات ضربة الشمس أو التعب المفرط أو العلامات الحيوية غير الطبيعية، وإرسال تنبيهات إلى المشرفين أو الأطباء للتدخل بشكل فوري.

5. تحليل مستويات الاستدامة بالذكاء الاصطناعي
الاتجاه: تسهم الأدوات التحليلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتحليل استهلاك الطاقة واستخدام المياه وإدارة النفايات وانبعاثات الكربون في الوقت الفعلي، مما يسهم بتوفير تحاليا مفصلة عن مستويات الاستدامة.
التأثير: دعم شركات إدارة المرافق لتلبية معايير المباني الخضراء والحد من تأثيرها على البيئة والامتثال للقوانين والأنظمة في المملكة العربية السعودية.
يمكن أن توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي رؤى عملية لتحسين استهلاك الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة.
ومن الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في سوق إدارة المرافق في المملكة العربية السعودية في ظل زيادة عدد المباني الذكية والتقدم السريع في مختلف القطاعات التكنولوجية. ويجب على الشركات المتخصصة في مجال إدارة المرافق أن تواكب هذه الاتجاهات بسرعة وإلا فستجد صعوبات كبيرة في مواصلة العمل والنجاح.

زر الذهاب إلى الأعلى