شهدت منصة “إكس” (تويتر سابقاً) قبل ايام تداولًا واسعًا لهاشتاقين متضادين، الأول بعنوان #متلازمة_أنا_الوطن، والآخر بعنوان #أنا_الوطن. وقد أثار كلا الوسمين جدلًا واسعًا بين المستخدمين حول مفهوم الوطنية وكيفية التعبير عنها، وسط تبادل للاتهامات والإساءات بين الأطراف.
#متلازمة_أنا_الوطن: كشف المستور
جاء هذا الوسم ليعري -وفق رأي مستخدميه- أولئك الذين يتخفون تحت عباءة الوطنية لتوجيه الهجمات ضد الأفراد والدول الشقيقة والصديقة للمملكة العربية السعودية. ويعكس هذا الطرح استياءً من استغلال الوطنية كذريعة لنشر الكراهية أو تصفية الحسابات الشخصية، في صورة لا تعكس قيم المملكة وسياساتها القائمة على تعزيز العلاقات الأخوية مع دول المنطقة والعالم.
#أنا_الوطن: دفاع أم إساءة؟
في المقابل، ظهر الوسم #أنا_الوطن كرد فعل مضاد، حيث حاول بعض مستخدميه الدفاع عن أنفسهم ضد الانتقادات الواردة في الوسم الأول. لكن، بدلاً من تقديم رؤية وطنية نقية، لجأ البعض إلى مهاجمة شخصيات وأفراد آخرين، مما أسهم في خلق المزيد من الانقسام، بدلاً من تحقيق هدف الدفاع عن الوطن.
الوطن أكبر من الشعارات
في خضم هذه الحرب الكلامية، يجب أن نتذكر أن الوطن أسمى وأرقى من هذه التصرفات. لا يمكن اختزال الوطنية في شعارات أو اتهامات متبادلة على منصات التواصل الاجتماعي. فالوطنية الحقيقية تظهر في أفعال تخدم المصلحة العامة وتعكس قيم الاحترام والتسامح التي تشدد عليها القيادة السعودية.
دعوة إلى الترفع والإبلاغ عن الإساءة
إن التعامل مع أي إساءة تمس المملكة أو الدول الشقيقة والصديقة يجب أن يتم من خلال القنوات الرسمية. وعلى كل من يشهد تصرفًا مسيئًا أن يتوجه إلى الجهات المختصة او الهيئة العامة لتنظيم الإعلام لتقديم بلاغ رسمي، بدلًا من الانخراط في نشر الإساءة أو الرد عليها عبر المنصات الاجتماعية.
ختامًا، ندعو الجميع إلى الترفع عن هذه المهاترات، وتغليب صوت العقل والحكمة في التعبير عن حب الوطن، فالوطن ليس شعارات تُرفع، بل أفعال تسهم في بنائه وحفظ مكانته بين الأمم.