حائل
سعداء العنزي
دشنت جمعية أدبي حائل يوم السبت 7 ديسمبر 2024 ، ديوان الشاعر ( أبو زُويّد ) بعنوان “خلف بن دخيل الرخيص بين الفروسية والفراسة” في قرية حفر الرخيص شمال حائل مسقط رأس الشاعر بحضور وتدشين رئيس الجمعية الدكتور نايف المهيلب، وعدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمؤثرين في المنطقة.
وتقع قرية حفر الرخيص شمال حائل وسط النفود على بعد 140 كلم .. آية في الجمال وآسرة، يتفتح على جنباتها الخيال .. تشكل واسطة العقد في النفود، والتي تعرف باسم ( رمال عالج ) يحدها شمالاً الشقيق التابع لمنطقة الجوف على بعد 130 كلم، ويوجد فيها آبار مطوية قديمة بُنيت في زمن الهلالات يقدر عمقها إلى 45 بوعاً ( 80 ) متراً تقريباً، ويمر فيها طرق الرحالة القدامى إلى الجوف المسمى (طريق الجوبة ) .
مكث الباحث الدكتور نايف المهيلب في قرية حفر الرخيص يوماً كاملاً يتأمل.. يشرب من مائها، ويتعفر من ترابها .. يرتشف القهوة مع رجالها .. يعانق تاريخها، ويكتشف تفاصيلها حتى جمع كل قصص وتفاصيل هذا المكان كاملاً .. فأشجارها وربيعها تروي القصص، وعمق آبارها یکشف عمق أهلها، وهدير دلائها يعزف إيقاعه شاهداً على الأحداث والأزمان، شروق الشمس فيها شروق مختلف أما خيوط الأصيل فهي تحكي أصالة ونباهة النبهانيين فيها .
يذكر أن الشاعر خلف أبو زويد لُقب بـ “حكيم شمر” ، والذي جمع بين الفطرة السليمة والذائقة الصحيحة، اعتلى صهوة الشعر فكان شاعراً فحلاً، له رصيد من الفراسة.. يقرأ لغة الجسد، وأخاديد الوجه، ولغة العيون لديه قدرة هائلة في معرفة الرجال، وسبر ،المال يربط بين الزمان والمكان يتساءل مع ذاته، يطرح الأسئلة الصعبة العميقة، ويستشرف المستقبل، ويتنبأ وفق رؤيته العبقرية، وتجربته الثرية، التي مكنته من سرعة البديهة والإجابات المفحمة والمسكتة، ولعل مما عمق تجربته الشعرية هو عمره المديد وتجربته الشعرية النادرة، حيث عُمّر أكثر من مائة عام تقريباً، وكان شاهداً على كثير من تلك التحولات والتغيرات.