عزة الشهري-الرياض
في الثالث من ديسمبر من كل عام، يحتفي العالم باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، يوم يحمل رسالة أمل ودعم لكل من يعيش تجربة التحدي والإصرار. وبالنسبة لي هذا اليوم ليس مجرد مناسبة عالمية، بل هو محطة تأمل في رحلتي كأم لطفلة كانت تواجه صعوبات منذ صغرها. طفلتي كانت تفتقد الكثير من المهارات التي يتمتع بها الأطفال في مثل عمرها. لم تكن قادرة على القيام بالأشياء البسيطة التي يتقنها الأطفال بعمرها ، وكان نطق أبسط الكلمات “ماما” و”بابا” أمنية صعبة أتمنى تحقيقها ولكن كنت أعيش بين الخوف من أن تبقى تلك الصعوبات حاجزًا دائمًا، وبين الأمل بأن تتخطاها يومًا ما.
بفضل الله أولًا، ثم بدعمي وصبري وعائلتي الجميلة ، بدأت طفلتي تتطور تطورًا ملحوظًا. خطوة بعد خطوة، كانت المفاجآت السعيدة تملأ قلبي في كل مرة نحقق إنجازًا جديدًا، سواء كان ذلك في قدرتها على النطق، أو التفاعل، أو اكتساب مهارات جديدة. اليوم، أنا فخورة بطفلتي التي أصبحت أكثر استقلالية، وما زلنا نأمل في المزيد من التقدم والتطور. لقد علّمتني أن الإرادة تصنع المستحيل، وأن كل تحدٍ يمكن أن يتحول إلى إنجاز إذا وجد الدعم المناسب.
في عالم الإعاقة، نجد تجارب جميلة ونماذج مضيئة ومُلهمة لأشخاص تحدّوا الصعوبات وتجاوزوا القيود ليصبحوا قادة في مجالاتهم ومصدر إلهام للجميع. سواء كان ذلك في الرياضة، أو الفنون، أو التعليم، أو التكنولوجيا، فإن قصصهم تروي لنا حكايات من العزيمة والصبر والعمل الجاد، وتجعلنا ندرك أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل بداية لرحلة مختلفة ومميزة.
ورسالتي في هذا اليوم إلى كل أم وأسرة لطفل من ذوي الإعاقة، أنتم مثال حقيقي للقوة والصبر. محبتكم ودعمكم غير المحدود يضيئان الطريق لأبنائكم، ويمنحانهم الأمل ليواجهوا التحديات بكل شجاعة. أنتم الأساس الذي يرتكز عليه نجاحهم، وأول من يؤمن بقدراتهم.
تذكّروا أن كل خطوة صغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا، وأن كل إنجاز هو قصة كفاح تُكتب بحبكم وإصراركم. أطفالكم هبة من الله، ووجودهم نور وبركة في حياتكم.
وفي هذا اليوم العالمي، أود أن أوجه شكري لكل من ساهم في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات في هذا الوطن الغالي. وهنا أخص بالذكر معلمات ابنتي وأخصائيتها في مركز عبور للرعاية النهارية، اللواتي بذلن جهدهن بكل تفانٍ ومحبة لمساعدتها على اكتساب مهاراتها وتجاوز تحدياتها. شكرًا لهن على صبرهن وإصرارهن وإيمانهن بقدرة طفلتي على التقدم. أنتنّ شعاع الأمل الذي ساعدنا على تخطي الكثير من العقبات، ودوركنّ كان ولا يزال مصدر فخر وامتنان.