أخر الأخبار

في فضاء X “ تويتر “ .. المخالفون في الرأي متهمون بـ”الانبطاح”

عبدالرحمن العلي
ظاهرة متكررة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُستخدم التخوين أو وصف الآخر بعبارات مثل “منبطح” كوسيلة لإسكات الأصوات المخالفة. هذه الممارسات تعبر عن إشكالية في إدارة الخلاف، إذ يُستبدل الحوار العقلاني بالتخوين والإقصاء.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة اكس، تصاعدًا في حدة الخطاب الذي لا يحتمل الاختلاف، حيث بات من يخالف التوجهات السائدة أو يبدي رأيًا مغايرًا يُتهم فورًا بـ”الانبطاح” أو “الخضوع”. هذا التوجه يثير تساؤلات حول مستقبل الحوار المجتمعي وقبول التنوع الفكري، ويعكس أزمة عميقة في إدارة الخلافات الفكرية والثقافية على هذه المنصات.

إلغاء الحوار لصالح التخوين

اكس ” تويتر “، كمنصة مفتوحة للنقاش، يُفترض أن يكون مساحة لتبادل الآراء بحرية وشفافية. ومع ذلك، باتت بعض الفئات تميل إلى استغلاله لتصفية الحسابات الفكرية من خلال إلصاق تهم التخوين والاتهام بالخضوع أو “الانبطاح” لكل من يعارضها. هذه الظاهرة تعكس حالة استقطاب حاد، حيث يُقسم الأفراد إلى “مع” أو “ضد”، دون مساحة للتفاهم أو النقاش العقلاني.
الأسباب خلف هذا الخطاب
1.تسييس النقاشات العامة: بعض القضايا الاجتماعية أو السياسية أصبحت تُستغل لتحقيق مكاسب أيديولوجية، ويُتهم المخالف بالرأي بأنه غير وطني أو فاقد للمبادئ.
2.ضعف ثقافة الحوار: افتقاد كثير من النقاشات إلى الأسس العقلانية والموضوعية يدفع بالبعض إلى استخدام التخوين بدلاً من الرد بالحجج.
3.الهيمنة العاطفية: الحماس العاطفي المفرط يجعل البعض غير قادر على التمييز بين نقد الفكرة والهجوم على الشخص.
4.البحث عن الشعبية: في بعض الأحيان، يكون التخوين وسيلة لكسب التأييد على اكس ” تويتر “، إذ ينحاز الجمهور لصوت أكثر صخبًا وعدوانية.
التبعات السلبية لهذه الظاهرة
•خنق التنوع الفكري: الاتهام بـ”الانبطاح” يدفع الكثيرين إلى تجنب التعبير عن آرائهم خوفًا من الهجوم.
•إضعاف الثقة المجتمعية: يتسبب هذا السلوك في تعميق الشروخ الاجتماعية، حيث يُفقد الحوار جوهره في تعزيز الثقة بين الأطراف المختلفة.
•تحويل النقاشات إلى صراعات شخصية: مع غياب المساحات الآمنة للنقاش، تصبح الخلافات حول الأفكار مواجهات شخصية مليئة بالإهانات والتخوين.
الحل: تعزيز ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الآخر
لإعادة التوازن إلى منصات التواصل الاجتماعي، لا بد من:
1.تشجيع النقاشات الهادئة والبنّاءة: الاختلاف في الرأي جزء من أي مجتمع صحي، وعلينا قبوله كعامل إيجابي.
2.تجنب الانجرار وراء التخوين: يجب على المستخدمين مقاومة إغراء الهجوم الشخصي والتخوين، والتركيز على الفكرة المطروحة.
3.التوعية بثقافة الحوار: نشر الوعي بأهمية النقاش الموضوعي واحترام اختلاف الآراء.
تضل اكس منصة قوية للتعبير وتشكيل الرأي العام، ولكن الحفاظ على هذا الدور يتطلب تعزيز ثقافة الاحترام والتسامح في الحوار. الاتهام بالانبطاح لمجرد الاختلاف لا يخدم سوى مزيد من الانقسام، بينما المجتمعات الحية والقوية تُبنى على قبول التنوع والاحتفاء به، لا محاربته.
زر الذهاب إلى الأعلى