“دار فيصل ” 190 لوحة أثرية مابين الماضي والحاضر

صالحه آل بيهان القحطاني

مشاهدة المقتنيات متعة عظيمة تُنَمي الحس لدى الزائر بإلتقاط مواطن الجمال ، ويبدو ذلك في عرض اللوحات والذكريات ،
ويُعد المعرض الشخصي هو الهوية المميزة للعارض التي من خلالها يستطيع تقديم نفسه وترك بصماته في معرضه .

دشن الأستاذ / فيصل بدوي معرضه الشخصي الذي يُعدُ الأول من نوعه على مستوى منطقة عسير تحت مسمى ” دار فيصل ” ، وبحضورٍ مميز من الشخصيات الأعتبارية والأجتماعية والثقافية والإعلامية والأصدقاء والمهتمين ، مساء الأحد 2024/10/27 الموافق 1446/4/24 ،
في منزله الكائن في أبها ،

ورحب جيران فيصل بحي الصفاء بأبها بالضيوف وتقدم نيابة عنهم الشيخ عبدالله بن عطره الاحمري
نائب قرية الصرة بلحمر .

وقد أستهل الأستاذ فيصل بدوي التدشين بكلمة ضافية رحب فيها بالحضور وعبر فيها عن شكره وامتنانه للجميع مُعرفاً بهوية ورسالة “دار فيصل .. رحلتي في الحياة ”
التي عَبرَ فيها محطات في حياته بمشاركة أُناس مسيرة حياته التي دامت 45 عاماً من العطاء واستمراره بحب الناس له وعون الله وأن هذه الدار تحمل من الذكريات الجميل والأجمل .

وعلق الدكتور عبدالرحمن فصّيل حيث قال ؛
أستمتعنا الليلة بأفتتاح جزء من تاريخ عسير من خلال هذه الدار كما أسماها “دار فيصل ”
مارأيته لا يخصه فقط بل يخص كل شخص في هذه المنطقة ، سعيدٌ برؤية هذا الأرشيف المعروض بطريقة حديثة وجميلة. ، استمتعنا بما رأينا من عبق التاريخ لمنطقة عسير وتاريخ المملكة ،
أشكر الأستاذ فيصل بدوي ، فقد شجعني أنا بالذات أن أعمل شيئاً مشابه لما قام به فيصل بدوي من أجل الحفاظ على التاريخ .

وقد ألقى الدكتور مبارك حمدان كلمة عن هذه المناسبه وقدم هدية من مبادرة والده ووالدته رحمها الله والتي تهتم بتكريم الرواد والمعلمين والمبدعين .

ومكرمة مهداة من الأستاذ فيصل بدوي حيث جعل هذه الدار مفتوحة للجميع ، من أراد عمل مبادرة أو مشروع خيري أو تذكاري .

الجدير بالذكر أن الأستاذ / فيصل بدوي ،
كان من أوائل من عمل في شركة أسمنت المنطقة الجنوبية منذ عام ١٤٠٠هـ ،
رجل مبادرات ومؤسس عدد من الجمعيات الخيرية واللجان الإجتماعية ،
صاحب عدد من المبادرات المجتمعية التي تحمل اسم ” لمسة وفاء ” .

وفي “دار فيصل ” يقف الزائر أمام أكثر من “190” تحفة تاريخية وأثرية وفنية وشهادات شكر ودورات تدريبية ومذاكرت شخصية في “9” أقسام تعرضها “دار فيصل ” وفي مقدمتها الهوية والرسالة ، وهي حصيلة 45 سنة .

يجد الزائر نفسه في جولة عبر التاريخ والأبداع والأتقان والمذكرات والمبادرات المجتمعية والعطاء ، فيجلس في حضرة جزء من تاريخ المملكة من خلال صور أسرة “بدوي ” الجد والوالد والعم ،
وتبهرنا صور لجده ” أحمد بدوي ” أحد رجالات الملك عبدالعزيز – رحمه الله – وقائد حامية عسير ووكيل قائد القوات المسلحة السعودية أنذاك ، وصور تحمل ذكريات الجيش السعودي وبعض الطلبة المبتعثين للدراسة في كلية ” ساند هيرست ” العسكرية الملكية وصور لوالده العقيد ركن “رائف أحمد بدوي “حيث كان قائد التدريب والتجنيد وقائداً لمنطقة خميس مشيط ومساعد قائد المنطقة العسكرية في الطائف ، وعمه العقيد ” فيصل أحمد بدوي ” الملحق العسكري لسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن ومدير إدارة التدريب الحربي بوزارة الدفاع والطيران سابقاً ، وصور للجد أحمد بدوي مع أبناؤوه وبناته ، وصور للعم اللواء ” محمد نيازي ” أخ الوالد ” رائف بدوي ” من الأم وكان مدير قلم المرور بجده ومساعد مدير عام الخدمات الطبية بوازرة الداخلية ومدير عام السجون ومدير شرطة المدينة المنورة .
وعمه النقيب ” أمين أحمد بدوي ” ملحق عسكري بسفارة خادم الحرمين الشريفين بواشنطن للقوات الجوية الملكية السعودية ،

وتتواصل رحلة الزائر حين يصادف خريطة لمدينة أبها في لوحة تضم أحياء أبها قديماً منذ عام 1385هـ – 1965م –
وقد تزينت اللوحة بصور أُمراء منطقة عسير وصور أخرى تحمل الماضي والحاضر لمدينة أبها .

وما أن يحاول الزائر العودة بنظره حتى يقف أمام شخصيات كان لها الأثر في حياة الأستاذ فيصل بدوي ، شكروا وعبروا وأثروا وكرموا ،

وصور تحكي مراحل حياة الأستاذ فيصل بدوي ، والفعاليات التي قام بها والإهداءات التي حصل عليها من شركة أسمنت الجنوب ودروع وشهادات تكريم وصور الفعاليات التي شارك فيها ، وصور مع الأمراء ومنهم الأمير خالد الفيصل – أمير منطقة عسير سابقاً والأمير فيصل بن بندر ، ورئيس أعضاء الغرفة التجارية في أبها ومدير مرور منطقة عسير ، وغيرهم من الشخصيات المهمة .

يمتعُ الزائر نظره بالمقتنيات القديمة التي لم يفرط فيها الأستاذ فيصل بدوي التي تكاد تضم حتى القصاصة مما حصل عليه .

وعلى الرغم من أن جميع أعمال ومبادرات الأستاذ فيصل بدوي معروضة في جميع المنصات إلا أنه لم يمنعه ذلك من عرض مبادراته وأعماله المجتمعية الخيرية على شاشة تلفاز ليكمل الزائر هذه التحفة بالأستمتاع بما يرى ،
وللكتب المُهداة نصيب في دار فيصل حيث تم عرضها في ركن جميل منفرد ،

ويشارك الفن التشكيلي بصورة مهداة للأستاذ فيصل ،

ونجد الدار تتزين بصور لفعاليات وشهادات دورات ومشاركات مجتمعية حيث كان لها النصيب الأكبر في المعرض ، وتوشحت “دار فيصل ” بلوحة من جلعود بن دخيل يُفصلُ فيها اسم فيصل بدوي ولوحة مهداة من صاحب متحف ” بن دحيم التراثي” في سراة عبيدة تتحدث عن شخصية فيصل بدوي .

وتألقت الدار بلوحة تحمل مبادرة اجتماعية من “لمسة وفاء ” لصاحبها فيصل بدوي والتي كانت مع أحد المعاقين في مستشفى عسير الشاب عبدالرحمن عادل مغاوي – رحمه الله –

ويختم الزائر تجواله ويغادر ولكنه يستدير ويقف مرغماً لإلقاء نظرة أخيرة عله يحتفظ بهذا المشهد الآسر في ذاكرته ، يغادر وفي ذاكرته صور لا تُنسى وربما يطرح تساؤلاً حول كيفية احتفاظ واقتناء الأستاذ فيصل بدوي لكل هذه الدرر في عالم مليئ بالذكريات الجميلة والثرية .

زر الذهاب إلى الأعلى