تقرير شركة “غلوبانت” يكشف عن تحديات تواجه مستخدمي الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي

زبيدة حمادنة
أطلقت شركة غلوبانت “Globant”، الشركة الرقمية الرائدة في مجال إعادة اكتشاف وتعزيز إمكانيات مؤسسات الأعمال عبر الحلول التقنية المُبتكرة، والمُدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز (GLOB)، عن تقريرها الجديد الذي يحمل عنوان “تجاوز كلمة لكن”، أو “Move Your But”، الذي يهدف إلى تعزيز تبنْي تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، وتسليط الضوء على الإمكانات الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمات الرعاية الصحية وزيادة كفاءتها التشغيلية. ويركز التقرير على التأثيرات اللافتة للذكاء الاصطناعي على منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث من المتوقع أن تصل قيمة سوق الرعاية الصحية إلى 135.5 مليار دولار بحلول العام 2027، كما ستؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى ضخ 320 مليار دولار في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2030.

مواجهة تحديات تبني الذكاء الاصطناعي
يتناول التقرير الجديد تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الرعاية الصحية، وتركز النسخة الأولى منه، والتي صدرت تحت عنوان “تجاوز كلمة لكن”، “Move Your But”، على كيفية التعامل مع الأسباب الشائعة التي عادة ما تستخدمها بعض المؤسسات لتبرير عدم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مستخدمة كلمة “لكن” كبداية لجملة من الأسباب والأعذار والمبررات وراء امتناعها عن اتخاذ الخطوات المناسبة. وتكتسب نتائج التقرير أهمية خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يشهد قطاع الرعاية الصحية تطوراً لافتاً وسريعاً.

ويتناول التقرير أيضاً، التوجهات والتحديات التي قد تعيق تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يقدم حلولاً عملية لكيفية التعامل معها. ورغم الاعتقاد السائد بأن “الرعاية الصحية هي خدمة شخصية”، إلا أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تعزيز هذه الخدمات من خلال أتمتة المهام الطبية الروتينية، مما يتيح لمقدمي خدمات الرعاية الصحية التركيز بشكل أكبر على تقديم الرعاية للمرضى عن قرب. ويُظهر التقرير أهمية تلك الاتجاهات الحديثة في قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي تأثيراً ملموساً لمواجهة تحدي انتشار بعض الأمراض المزمنة مثل السكري. وكشفت دراسة أجريت بالتعاون بين “غلوبانت”، وإحدى المؤسسات المُتخصصة عن مدى اهتمام المرضى بقياس معدل السكري في الدم، إذ أدى الذكاء الاصطناعي، إلى زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يتابعون المحتوى الرقمي المتعلق بإدارة مرض السكري بنسبة 78٪، مما ساعد في تحسين مستوى التزامهم بإدارة حالتهم الصحية والتعامل بكفاءة مع مرض السكري.

وفي هذا السياق، صرح فيديريكو بينوفي، الرئيس التنفيذي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “غلوبانت”: أن “تقنيات الذكاء الاصطناعي تمتلك قدرات هائلة على إحداث تحول جذري في الأساليب والمفاهيم التقليدية المتبعة في مختلف المجالات، وأن قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي مستعد للاستفادة من ذلك. ومع تطور البنية التحتية الرقمية في المنطقة، يستطيع الذكاء الاصطناعي مواجهة التحديات المتعلقة بإدارة البيانات الضخمة وتجاوز القيود المتعلقة بالموارد. كما أن إمكانات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية بدول مجلس التعاون الخليجي باتت واضحة تماماً وبدأت بالفعل في إحداث تأثير ملموس”. وأضاف بينوفي أن “الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في كل شيء بدايةً من الاستشارات الطبية عن بُعد وصولاً إلى خطط العلاج الشخصية وزيادة الكفاءة التشغيلية وضمان سلامة المرضى، ما يرفع معايير الجودة ويعزز إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية في منطقة الخليج. ومع التزام المنطقة بتبني الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، فإن المستقبل يحمل المزيد من التقدم”.

مواجهة تحدي إدارة البيانات والضوابط التنظيمية
ويتناول التقرير التحديات المتعلقة بإدارة البيانات الصحية، إذ يكشف عن التعقيدات التي تتعلق بإدارة البيانات الضخمة لقطاع الرعاية الصحية. وعلى مستوى العالم، ترى 62% من مؤسسات الرعاية الصحية أن تجزئة البيانات، وتقسيمها في أنظمة منفصلة يعيق قيام تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحليلها بشكل فعّال وتحقيق أفضل النتائج. ومع ذلك، يؤكد التقرير قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز تلك التحديات من خلال دمج المصادر المتباينة في نظام موحد يتميّز بالفاعلية والكفاءة. وفي دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تتطور مبادرات الصحة الرقمية بسرعة، يمكن أن تؤدي التحليلات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى زيادة سرعات معالجة البيانات بنسبة 50%، مما يحسن بشكل ملحوظ إدارة البيانات وتقديم الرعاية الصحية للمرضى.
ويُعد هذا التحسن هو أمر بالغ الأهمية، حيث يمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي تحليل مجموعات البيانات غير المُنظمة، مثل الملاحظات السريرية والصور التشخيصية والرسوم البيانية الطبية، مما يمثل تطوراً لافتاً محتملاً في قطاع الرعاية الصحية.

وعلق فيديريكو بينوفي، قائلاً: “نحن نتبنى منظوراً طويل الأمد للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، فمن خطط العلاج الشخصية القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى المساعدين الصحيين الافتراضيين، نشهد تحولاً جذرياً في تقديم خدمات الرعاية الصحية عبر دول مجلس التعاون الخليجي. ومع توقع وصول قيمة سوق الرعاية الصحية عن بُعد في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 22.0 مليار دولار بحلول عام 2030، فإن منطقتنا تمتلك إمكانات هائلة لحلول الذكاء الاصطناعي”.
ويتناول التقرير أيضاً “الضوابط التنظيمية”، حيث يسلط الضوء أيضاً على دور الذكاء الاصطناعي في تبسيط تلك الالتزامات، خصوصاً مع حماية أمن البيانات وخصوصية المرضى، وهو أمر بالغ الأهمية، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تشهد دول مثل الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية تطورات سريعة لتعزيز جاهزيتها التنظيمية وإطارها الخاص بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

تلتزم شركة “غلوبانت” باستمرارية تعظيم إمكانات الذكاء الاصطناعي لتعزيز مجال الخدمات الطبية وعلاج المرضى وتحسين الكفاءة التشغيلية لقطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي تحت إشراف المسؤولين المختصين وبدعم من المبادرات الحكومية والقطاع الخاص. وتسعى “غلوبانت” إلى التعامل مع التحديات الحقيقية للمستخدمين، وضمان استفادة المجتمع من الذكاء الاصطناعي مع تحقيق التوازن بين الابتكار من جانب، واللوائح التنظيمية اللازمة من جانب آخر. ومن خلال اتباع نهج يركز على الذكاء الاصطناعي، يمكن لمؤسسات الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي توقع مستقبل تعزز فيه التكنولوجيا عمل قطاع الرعاية الصحية، لتحسين تجارب المرضى، وتبسيط العمليات التشغيلية، مما يؤدي إلى تعزيز الصحة العامة في جميع أنحاء المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى