قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
الشاعر / أحمد شوقي
بهذه الأبيات الرائعة نستهل حديثنا الذي أصبح رمزًا خالدًا ليصف قدر المُعلّمُ عبر الأجيال، فعندما كانت مهنة التعليم من أكثر المهن انتشارًا وأكثرها طلبًا ، استطاع النخبة من المعلمين المتميزين أن يوجدوا الفرق في حياة تلاميذهم لتتمثل قيم الإخلاص ، التقدير ،العطاء ، التميز و الإبداع في نفوسهم خلال رحلة العمر المجيد ، ليصبح تقدم أحدهم في الحياة ثمرة جهود غُرست من الماضي ، ليبقى بهم الحاضر مضيئًا ، و المستقبل شعلة أمل تنير لهم الطرقات ، وتزيح عنهم ظلمات الجهل والضلال.
ليس ” المُعلّمُ” فقط من اعتلى منصة التدريس في المدارس والجامعات وقام بتخريج الدفعات، بل المعلم تجده في مواقف مختلفة و أماكن أخرى في مدرسة الحياة ، والتي قد يتمثل في أحد أفراد أسرتك ، أو في إمام مسجد ، أو في صديق مخلص ، وقد تجد ضالتك من مريض طريح الفراش بالمستشفيات ،،،، ليستنير العقل ، و تستشرق النفس بالعزيمة و الاصرار ، لتنطلق عبر مضمار الحياة و تحقق الحلم الذي تريد… وغيرها الكثير والكثير.
بالعطاء ” اللامحدود ” يستطيع “المُعلّمُ” أن يغرس كل ما هو سامٍ وفريد في أحدهم ، وأن يقدم المزيد من أجل تحقيق التطلعات المشتركة بينهم من أجل استمرار التقدم ، التميز و النجاح ، وأن يعمل بشغف المحبين المخلصين لتمكين أبناء الوطن ، و تنمية المجتمع وتربية الأجيال القادمة على أسس علمية سليمة ومتكاملة في مختلف مجالات الحياة، لتُترجم رسالتهم الخالصة إلى العالم و التي تضمنت مبادئ الأخلاق الكريمة والإنسانية النبيلة لإعمار الوطن ولا يتأتى ذلك إلا من خلال بناء الانسان من الداخل.