زبيده حمادنه
أقامت سفارة جمهورية طاجيكستان لدى المملكة العربية السعودية يوم أمس الثلاثاء 24 سبتمبر 2024م بقصر الثقافة في حي السفارات بالرياض احتفالية بمناسبة الذكرى الثالثةِ والثلاثينَ لاستقلالِ جمهوريةِ طاجيكستان والذكرى الثلاثينَ لإقرارِ دستورِهَا، وذلك بحضور معالي الدكتور/ فيصل بن عبد العزيز السديري وكيل إمارة منطقة الرياض، ومسؤولي وزارة الخارجية السعودية ورؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المملكة والإعلاميين والمثقفين ورجال الأعمال السعوديين وأبناء الجالية الطاجيكية.
وخلال كلمته في الحفل أشار السفير/ أكرم كريمي سفير جمهورية طاجيكستان لدى المملكة إلى احتفالات المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ 94 وقدم تهانيه للشعب السعودي بهذه المناسبة العطرة، متمنياً للمملكة دوام الاستقرارِ والرخاءِ والتقدمِ تحتَ قيادةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمان بن عبد العزيزِ آل سعود ملكِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وصاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ محمد بن سلمان آل سعود وليِّ العهدِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ.
وذكر السفير طاجيكي أن بلاده نالت استقلالـَهَا في 9 سبتمبر عام 1991م ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى ثلاثٍ وثلاثينَ سنةً مضتْ تسير طاجيكستان بقوةٍ وعزيمةٍ في مسيرتِها لحفظِ استقلالها وسيادتها وتحقيقَ ما تصبو إليه من إنجازاتٍ في درب البناءِ والعطاءِ والتقدمِ والرُّقِي، تاركةً وراءها محطاتٍ تاريخيةً ومواقفَ مضيئةً ومشرفةً، وتحدياتٍ جسيمة.
وأضاف السفير كريمي أنه من الخطواتِ التاريخيةِ التي اتخذتها القيادةُ في طاجيكستان في السنواتِ الأولى من الاستقلال هو إجراءُ استفتاءٍ شعبيٍّ لإقرارِ دستورٍ جديدٍ للبلادِ، وذلك في 6 نوفمبر عام 1994م، مؤكداً أن طاجيكستان تمضي اليوم تحت قيادة قائدها الهمام فخامة الرئيس إمام علي رحمان – زعيم الأمة الطاجيكية – بخطىً ثابتةٍ نحو مستقبلِهَا الزاهرِ في إطارِ البرامج والرؤى والإستراتيجيات المتوسطة والبعيدة المدى التي اعتمدتها الحكومة الطاجيكية على مدى السنوات السابقة، بما فيها الإستراتيجية الوطنية للتنمية حتى عام 2030م التي ترتكز على أربعة محاور رئيسية وهي الطاقة والاتصالات والأمن الغذائي والصناعة.
وأفاد السفير الطاجيكي أن طاجيكستان يتصاعد دورُها على المستويين الإقليمي والدولي، ولها عدةُ مبادراتٍ دولية تتمثل في إدارة الموارد المائية ومكافحة الإرهاب وتحقيق التكامل والاندماج الإقليمي، وهي تعرف كدولة رائدة عالميًّا خاصةً في قضايا المياه وإدارتها، وذلك من منطلق استحواذها على موارد مائية هائلة وأنهار جليدية تشكل أكثر من 60 في المائة من الموارد المائية في منطقة آسيا الوسطى.
وعن العلاقات الثنائية مع المملكة َالعربية السعودية أكد السفير/ أكرم كريمي أن المملكة كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال وسيادة جمهورية طاجيكستان، ومن ثمّ بادرت بإقامة العلاقات الدبلوماسية معها، وأن طاجيكستان تعتبر المملكة العربية السعودية شريكًا مهمًّا وتتطلع إلى تعزيز التعاون معها على كافة الأصعدة، مضيفاً أن العلاقات المتميزة بين دوشنبه والرياض تنبني على الصِلات الروحية والتاريخية، وكذلك على العلاقات الأخوية بين قيادتي البلدين الشقيقين.
هذا وأشار السفير الطاجيكي لدى الرياض إلى التنسيق الدائم والتعاون الوثيق بين طاجيكستان والمملكة في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأشاد السفير كريمي بدور المملكة المشهودٌ في دعم مسيرة طاجيكستان التنموية، وذلك عبر المؤسسات المالية والصناديق التنموية، مثل البنك الإسلامي للتنمية والصندوق السعودي للتنمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وذكر كريمي أن الجانبين الطاجيكي والسعودي يعملان في الوقت الراهن على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين، معرباً عن تطلعه إلى الحضور الاستثماري السعودي المنشود في بلاده، وأضاف أنه في إطار هذه الجهود يتم التحضير الآن لعقد الدورة القادمة للجنة الطاجيكية السعودية الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني ، وتنظيم منتدى الأعمال الطاجيكي السعودي في مستقبل قريب بالرياض.
وفي ختام كلمته رفع سفير طاجيكستان الشكر والتقدير إلى مقامِ خادمِ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على توجيهاتهما الكريمة ودعمهما المستمر لتنمية وتوثيق علاقات التعاون بين جمهورية طاجيكستان والمملكة العربية السعودية.
وقد تضمنت الاحتفالية برنامجاً ثقافيا وفقرة موسيقية غنائية قدمتها فرقة من المطربين والفنانين الطاجيك.
