الغاط – أحمد الحيدر
حقق مركز عبدالرحمن السديري الثقافي ممثلا بدار الرحمانية في محافظة الغاط جائزة ميثاق الملك سلمان العمراني عن مسار المشاريع المبنية في نسختها الأولى من خلال تطبيق معايير ميثاق الملك سلمان العمراني والالتزام بقيمه، وذلك خلال الحفل الذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملكسلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-.
وبهذه المناسبة رفع مدير عام مركز عبدالرحمن السديري الثقافي سلطان بن فيصل بن عبدالرحمن السديري الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة لهذه الجائزة، وأن هذه الرعاية الملكية تدل على الاهتمام الكبير بقطاع العمارة والتصميم، بهدف ترسيخ المسار والإرث الثقافي الأصيل للمملكة، لخلق هوية عمرانية أصيلة تمثل البيئة المحيطة بها، كما قدم شكره لهيئة فنون العمارة والتصميم على عنايتها واهتمامها بهذا الإرث العمراني من خلال هذه الجائزة.
وأشار السديري إلى أن تصميم مبنى دار الرحمانية أخذ في الاعتبار البيئة الريفية التي تمثل التراثالمحلي بالمملكة، وسط أشجار النخيل، فظهر بطابع نجدي، تتجلى فيه المباني الطينية والأقواس النجدية، والمسجد ذا المصلى المفتوح على الفناء.
كما ركز تصميم المبنى على المزج بين التراث والابتكار، لخلق بيئة ملهمة تعزز الروابط الاجتماعية والثقافية، وتحافظ على هوية المكان وروحه، ما يهدف إلى تحسين جودة الحياة لدى السكان، وهو مايعكسه تصميم بناء دار الرحمانية كمركز ثقافي واجتماعي حيوي بهدف إيجاد بيئة تفاعلية تلبي احتياجات وتطلعات الأفراد والمجتمع المحلي.
وأضاف أن من أبرز ما يميز مبنى دار الرحمانية استخدام مواد طبيعية في البناء، أكثرها من البيئة المحليةالمحيطة بالغاط، مثل مكعبات القش في تشييد الجدران وأبراج التهوية، مع الطين، واستخدام جريدالنخيل والأخشاب في الأسقف، وحجر الغاط في تكسية أرضية المبنى، بالإضافة إلى استخدام الخيمةسقفا لقاعة المحاضرات.
وأكد أن هذا الأسلوب في العمارة أسهم في رفع خواص العزل الحراري للمبنى، كما خفض تكاليف الطاقة الكهربائية المستخدمة في التبريد وذلك باعتماده على أبراج التبريد الطبيعي؛ ما عزز علاقته بأصالة البناءالتقليدي في أبنية الغاط التراثية ولخّص الرسالة الأساس لدار الرحمانية، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 باعتبار أن الاستدامة وكفاءة الطاقة من البرامج الرئيسة فيها. الجدير بالذكر أن دارالرحمانية بـمحافظة الغاط هي الفرع الثاني لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي، تقع وسط بستانالعرنية، المزرعة التي أوقفها عبدالرحمن بن أحمد السديري لوالديه –يرحمهم الله– وخصص ريعه لتمويل الدار