سلمى حسن: عبقرية فنية تمزج الخط العربي بالطابع الآسيوي

عزة الشهري – الرياض

في عالم الفن التشكيلي تبرز أسماء قليلة استطاعت أن تمزج بين تقاليدها الثقافية وأساليب فنية مختلفة لتخلق شيئًا جديدًا ومميزاً . إحدى هذه الأسماء هي الفنانة التشكيلية سلمى حسن. من خلال إبداعها الفريد الذي يمزج بين جماليات الخط العربي وروح الطابع الآسيوي نجحت سلمى في تقديم أعمال فنية تأسر العيون وتثير الإعجاب. رسمت الفنانة سلمى طريقًا خاصًا بها .يتسم بالتفرد والشغف العميق بالخط العربي.
في هذا اللقاء نلقي الضوء على رحلتها الفنية نتعرف على التحديات التي واجهتها ونستعرض المحطات الرئيسية التي شكلت مسيرتها المتميزة في عالم الكاليغرافي. تابعونا لاكتشاف قصة سلمى حسن وإنجازاتها التي جعلتها تتألق في سماء الفن التشكيلي.

حدثينا عن نفسك وعن مسيرتك الفنية. كيف بدأ شغفك بالفن التشكيلي والكاليغرافي؟

أنا سلمى حسن فنانة تشكيلية بصرية متخصصة في فن الكاليغرافي. حصلت على دبلوم في برمجة وتصميم الحاسب الآلي. بدأت مسيرتي الفنية بشكل احترافي في نوفمبر 2018، لكن شغفي بالفن والخط العربي بدأ منذ طفولتي عندما كنت في الثامنة من عمري. كنت دائمًا مفتونة بأشكال الخطوط على لوحات المحلات وأتساءل عن أسباب اختلافها.

ما هي أولى تجاربك مع الخط العربي وكيف اكتشفت موهبتك في هذا المجال؟

بدأت بتجربة أقلام السبورة والفلوماستر وكتبت على الصحف المدرسية والمنزلية. أتذكر أن أول تجربة لي كانت في الصف الثالث الابتدائي عندما كتبت سورة الإخلاص وأهديتها لمعلمة. كانت تلك اللحظة التي أدركت فيها حبي للخط العربي ورغبتي في تعلم المزيد. ومنذ تلك اللحظة بدأت قصة عشقي وتفانيي في تعلم ورؤية نسق الأحرف وشكل الكتابة للجمل والكلمات وبإذن الله تستمر قصة عشقي وعلاقتي بالحرف العربي للأبد.

كيف تطورت مهاراتك الفنية مع مرور الوقت؟ وما هي المحطات الرئيسية في مسيرتك الفنية؟

تطورت مهاراتي مع الممارسة المستمرة والاطلاع على تجارب الفنانين المحيطين بي بدأت بالكتابة والرسم على النسيج والقمصان منذ عشر سنوات تقريبًا ولاقت أعمالي إعجابًا كبيرًا لأنني بدأت بالكتابة بكلمات وعبارات بالعربية على القمصان وهو ما نادرًا ما نرى منتجات مماثلة له. وجدت أعمالي طلبًا وصدى لازال حتى الآن. فيما بعد دخلت مجال الفن التشكيلي وصممت لوحات باستخدام الخط السنبلي والحر وخط الوسام
وكانت أهم محطة في مسيرتي كانت بينالي دبي للخط في أكتوبر 2023.

ما الذي يميز أسلوبك الفني عن غيرك من الفنانين في مجال الكاليغرافي؟

لا شك أنني لست الأولى التي بدأت بكتابة وصياغة عبارات بأسلوب الكتابة الصينية واليابانية بالعربية لكنني ابتكرت تصميم خط وطريقة خاصة وهي الكتابة العمودية المعتادة لكن بصياغة وتراكيب القيمة الهيكلية للحرف العربي بتصميم يشبه ويحاكي بعض المباني الصينية أو اليابانية وأيضًا بعض شكل الأحرف والنقاط بتلك اللغات مع الاحتفاظ بالهيكل الأساسي للحرف العربي. أكتب حرفًا حرفًا وليس ككلمة متصلة أحببت أن أظهر فني على اللوحات الفنية التشكيلية الخاصة بنا كفنانين ورسامين وليس كمخطوطات كلاسيكية فقط. اللوحات التشكيلية تجذب جميع فئات مجتمعنا ككل والحمد لله على توفيقه. كان أول ظهور لي بعملين كبداية في أغسطس 2022 أثناء مشاركتي بمعرض الصيد والصقور، لكن الظهور الرئيسي لأسلوبي كان في ديسمبر 2022 بأسبوع مسك للفنون. أعتقد أن ما يميزني هو ابتكاري لخط عربي مستوحى من الشكل الكتابي للغتين الصينية واليابانية.

كيف جاءت فكرة دمج الخط العربي بالطابع الصيني والياباني؟ وما هي التحديات التي واجهتها في تطوير هذا الأسلوب؟

الفكرة جاءت منذ الطفولة حيث كنت أتابع أفلام الكرتون اليابانية وأتساءل عن الكتابة اليابانية وكيف تبدو. مع الوقت نمت الفكرة في رأسي وقررت دمج الأسلوبين. التحديات تمثلت في المحافظة على جمالية الحرف العربي مع إدخال الطابع الآسيوي وكان الأمر يتطلب الكثير من التجارب والتعديلات.

هل يمكنك أن تحدثينا عن أول عمل فني شعرت بأنه يعكس هويتك الفنية بشكل كامل؟

أول عمل شعرت بأنه يعكس هويتي الفنية بالكامل كان لوحة بخط عربي مبتكر يجمع بين الأسلوبين الصيني والياباني، وكانت تحتوي على آية قرآنية مكتوبة بأسلوبي الخاص. تلقيت الكثير من الإعجاب والتقدير من الجمهور والنقاد مما شجعني على الاستمرار في هذا النهج.

من هم الفنانون أو الشخصيات الذين تأثرت بهم في مسيرتك الفنية؟

تأثرت بالعديد من الفنانين العرب والعالميين في مجال الخط والفن التشكيلي. يبقى الخطاطون الكلاسيكيون مثل حامد الآمدي ومحمد عزت مصدر إلهام كبير لي. كما أنني تأثرت بالخطاطين المعاصرين الذين يجددون في فن الخط العربي وكذلك بفناني الخطوط الكاليغرافي المعاصرين بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى