لا ننكر أننا بحاجة ماسة لتوعية أبنائنا وبناتنا ضد آفة خطيرة تنتشر في المجتمعات الغربية والأميركية والإفريقية بشكل كبير، ولا يختلف مجتمعنا عن العالم، حيث يسعى تجار المخدرات بشتي الطرق لنشر تلك الآفة المدمرة لعقول شبابنا وشاباتنا والمدمرة للمجتمع برمته في المملكة، وتسعى المملكة من عشرات السنين لمكافحة كل ما يمكن أن يضر بالمجتمع أو بأفراده، حيث أنشأت وزارة الداخلية برنامج “نبراس” كبرنامج توعوي لمكافحة المخدرات، وقامت بتدريب نخبة من الإعلاميين والمثقفين من الجنسين لتوعية ذويهم وأفراد مجتمعهم بنتائج وأضرار المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، وقد أقامت مديرية مكافحة المخدرات بمنطقة مكة المكرمة قبل قرابة الشهر مهرجاناً كبيراً عنوانه (أرض المعرفة والترفيه) في كورنيش جدة افتتحه وكيل إمارة مكة للتوعية بمكافحة المخدرات في مجتمعنا
.
وقد أنشأت المديرية داخل المهرجان خيمة زكية توعوية ومعرضاً تثقيفياً وتوجيهياً، وتعد الخيمة الذكية من أحدث الأساليب التوعوية في العالم حيث تحاكي واقع المتعاطي أو المدمن الحقيقي وكل ما يمر به من مآسٍ خلال مدة التعاطي وحتى الإدمان بمختلف مراحلها ، وكل التوقعات لنهايته المؤلمة لو استمر في الإدمان، أو السعيدة لو بدأ العلاج وبدأ حياة جديدة بعيداً عن تلك الآفة القاتلة،
وتضم الخيمة الذكية قسماً تعليمياً للأطفال، حديث متطور لتعزيز القيم، والمعرض، يعرض فيه كافة أنواع المخدرات ليطلع عليها الزائر، وطرق التهريب، ويبين فيه نشاط المديرية في مكافحة والحد من تهريب المخدرات في المملكة، بالإضافة للعلاج المباشر للمتعاطي أو المدمن من خلال التسجيل في برامج العلاج في المعرض من خلال الأطباء المتخصصين في هذا المجال من مستشفى الأمل بعد التسجيل والكشف على الحالة يتم تحويل المتعاطي أو المدمن مباشرة لمستشفى الأمل لبدء خطة العلاج بسرية تامة لنجاح المقصود، وإعادة الشخص لوضعه الطبيعي وحياته الطبيعية دون ملاحقة المريض قانونياً ودون إبلاغ أحد عن تعاطيه أو إدمانه،
وحرصت المديرية في نفس السياق على إقامة العديد من الدورات التدريبية للإعلاميين والإعلاميات والمثقفين والمثقفات ليأخذوا دورهم في المعرفة ثم القيام بالتوعية لأسرهم ولمجتمعهم، وقد خصصت لذلك قاعة بالمهرجان للتدريب، تحوي ألف مقعد، حيث من المقرر أن يبدأ يوم بعد غدا الأحد 16 جمادي الآخرة رحلة زيارة الطلاب للخيمة الذكية والتعرف على أقسام الخيمة من المتاهة التي تلامس الحياة السلبية للمدمن وحياة السليم المعافى من هذه الأفة مع مشاهدة عرض عن جهود المملكة العربية السعودية في محاربة المخدرات وزيارة المعرض المقام من قبل المديرية العامة لمكافحة المخدرات بمنطقة مكة المكرمة والمعارض المشاركة من الجهات الأخرى. ويبلغ عدد من سيقوموا بالزيارة تتابعاً 12.000 طالب وطالبة من المرحلة المتوسطة والثانوية بجدة، بمعدل 600 طالب وطالبة يومياً طيلة الفترة المخصصة، وحسب ما أفادني به الرجل النشيط والمتحرك في المهرجان المقدم ناصر الزهراني المشرف على برنامج أرض المعرفة والترفيه بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات بمنطقة مكة المكرمة
فشكراً لمدير مكافحة المخدرات في منطقة مكة المكرمة على تلك الخطوة الرائعة لاحتواء أبنائنا من براثن هذا الزائر الفاسد القاتل لحياتهم وتدميرها، وشكراً لكل العاملين من المديرية ومن نبراس ومن كل ذي صلة لإنجاح هذا البرنامج الوطني المميز، ونرجو أن يتم تعميمه في مختلف مناطق ومدن المملكة لتوعية أبنائنا به، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج والله الموفق لسواء السبيل.
بقلم د.جمعة الخياط
رئيس شبكة نادي الصحافة السعودي
