الزكاة ركن من أركان الإسلام، وفرض على جميع المسلمين، ويجب على كل مسلم أن يدفع نسبة من أمواله سنوياً للأعمال الخيرية، وللمحتاجين والمساكين، ومن نعم الله علينا أننا بلد يطّبق الشريعة الإسلامية، والزكاة جزء رئيس من صلب الاقتصاد الإسلامي، ومنحها للمحتاجين بمثابة أداة مؤثِّرة في تعزيز الأمن الاقتصادي، وصيانة المجتمع.
وتعظيم روابط العلاقات الاجتماعية، والتواصل الإنساني، فعندما ننظر لموضوع الزكاة، ونتدبر الحكمة منها نشعر بالمهمة الرئيسة لها، حيث إنها تساهم في حل مشكلة الفقر والبطالة، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودعم التعليم، والصحة والسكن، وتوفير الدواء للمحتاجين، ودعم المشروعات الأسرية، وخاصة الحرفية والزراعية.
فالزكاة يتكرر دفعها كل عام لمن يستحقها من المحتاجين، فالإسلام قد حرص على عمل الفرد، والأسرة إلى جانب تسديد حاجته، وتفعيل الحياة الكريمة له ولأسرته، وجعلهم في وضع معيشي أفضل، وللزكاة تأثيراً على الاستهلاك، وعلى توزيع الدخل، ومنعها يؤدي إلى خلق مشكلات اقتصادية، واجتماعية في المجتمع مثل السرقة، والتسول والجريمة.
كما أن الانكماش الاقتصادي يعتبر من أخطر المشاكل التي يعاني منها الفرد، والمجتمع، ويرى فقهاء الاقتصاد الإسلامي أن تفعيل الزكاة هو الحل الأمثل لمعالجة مشاكل الركود، والانكماش الاقتصادي، حيث إن لها أثاراً مهمة في توزيع الثروة، ومحاربة الفقر، ولها تأثير دائم نحو تعزيز الاقتصاد الوطني وتشغيل رأس المال واستثماره.
والزكاة تسهم في تعزيز الاقتصاد، وصيانة الأمن الاجتماعي والسياسي، وإشاعة الأمان بين الناس وخاصة في ظل الرؤية السعودية 2030م، ولهذا فإن للزكاة مردودًا عظيمًا في تطهير الأموال ومضاعفتها، وإننا في بلد الحرمين الشريفين، وبلد الإسلام، والكتاب والسنة، والعلماء الأجلاء، ولذا نحن الأولى بتفعيل الزكاة.
فالزكاة تعتبر من أفضل الطرق التي تحول المجتمع من مجتمع خامل إلى مجتمع منتج اقتصادياً وهي إعلان حرب على اكتناز الأموال التي تتسبب في ركود الاقتصاد، وهذا هو أهم أهداف الاقتصاد في الإسلام، فإن الزكاة سوف تكون أداة فاعلة في توزيع الدخل على جميع طبقات المجتمع، وتقليل الفوارق بين الطبقات الغنية والفقيرة.
والزكاة تعمل على سرعة دوران رأس المال، وتشجع صاحب رأس المال على استثمار أمواله حتى يتحقق فائض يؤدي منه الزكاة، وبذلك فقد استفاد صاحب المال من استثماره بالربح، وأفاد المجتمع بأداء حق المستحقين من الزكاة، والزكاة تعد وسيلة فعالة من وسائل إعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع على أساس عادل.
فيفترض أن تساهم أموال الزكاة في حل مشكلة الفقر، وسكان ذوي الدخل المحدود، والفقراء والمحتاجين وإدخال السرور على الأفراد، والأسر الفقيرة، ودعم مشروعاتهم الفردية، والأسرية الحرفية، والزراعية وخاصة في ظروف الحرب، والكوارث الطبيعية، ولا بد من تفعيل الزكاة، ودفعها إلى مستحقيها من المحتاجين والفقراء والمساكين