أخر الأخبار

جزيرة دارين و عادات رمضانية – بو طبيلة و النقصة و القرقيعان موروث شعبي

 

جابر الكعبي – جزيرة دارين

تتجدد العادات الرمضانية الجميلة بما تحمله من موروث شعبي لدى أهالي جزيرة دارين في شهر رمضان من كل عام، تتخللها نفحات إيمانية، مستذكرين ما كانوا عليه في الماضي وما أصبحوا عليه اليوم حيث ما زال الاهلي يتبادلون الوجبات الرمضانية بينهم في العصر بطابع شعبي مثل الهريس و الجريش و السمبوسة و اللقيمات و الثريد و باقي الاكلات الشعبية المتعارف عليها
واشتهرت جزيرة دارين في شهر الصيام ببعض العادات الاجتماعية المؤصلة لصلة الأرحام، ومنها “الغبقات” الرمضانية وهي نوع من الاجتماعات التي تميز بها الشهر المبارك للأهالي أو الأصدقاء، بطابع شعبي رمضاني، يشارك فيه جميع المجالس او الديوانيات او أفراد الأسرة بطبق أو عدد من الأطباق، وقد تطوّرت هذه العادة في الوقت الحالي حتى شملت الزينة الرمضانية للمنازل، والملابس الأنسب لها وهو زي شعبي (ثوب أو جلابية نسائية)، مع إحضار طبق صغير أو زينة رمضانية.
وأكد المواطن عبدالله مبارك الخالدي حرص أبناء جزيرة دارين على الحفاظ على “القرقيعان”، وإقامته في ذات الوقت من كل عام في النصف من الشهر الفضيل، لما يحمله من موروث شعبي لساحل الخليج العربي.
وأشار إلى أن الأطفال يطوفون بيوت الحي والأزقة في ليلة النصف من شهر رمضان، حاملين معهم حقائب قماشية مصنوعة يدويًّا، مطلقين أهازيج موروثة تقول كلماتها: “قرقيعان وقرقيعان… عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم”، ويقوم الجيران بتوزيع المكسرات، والحلوى على الأطفال بكميات صغيرة، فيما يقوم البعض بتجهيز المقرمشات، والعصير، وبعض التوزيعات المحببة للصغار مع عبارات تحوي أمنيات خيّرة، وحين يعود الأطفال للمنزل يكون اجتماع العائلة.
كما تحرص بعض الأسر على تخصيص الاطفال بضرب الدف (أو الطبل) وتغني للأطفال، والبعض الآخر يستعين بالتقنية الحديثة لتفعيل القرقيعان وإطلاق الأهازيج في لفتة تمد جسور التواصل بين حاضرهم وماضي أسلافهم.
وأوضح المواطن لحدان بن سالم الذوادي من أهالي جزيرة دارين أن الشهر الكريم تميز ببروز عادات التواصل الاجتماعي بطريقة مختلفة فكان الأطفال والكبار يتنقلون بين البيوت في الزمن السابق وفي أيديهم صحون مغطاة تمثل ” النغصة ” وهي مشاركة جيرانهم وجبة الفطور، وهذه عادة لا تكاد تختفي في المناطق الإسلامية كافة، ويتوقع أن يصل بعض المنازل قبيل صلاة المغرب أو صلاة التراويح (نغصة/ نقصة) من البيت المجاور، من باب مشاركة أجر الإفطار وفرحته، والنقصة هي أيضًا ما يجلبه المسافر بعد سفره لشخص أو عدة أشخاص، ولهذا تختص النقصة الرمضانية بالطعام الشعبي، وهي تشمل كذلك إرسال إفطار كامل لبيت مجاور، أو لشخص مغترب، وهي من صور التراحم، والتواصل، والتآلف المجتمعي في المنطقة الشرقية.
بدوره يستذكر المواطن عبدالله البنعلي من أهالي جزيرة دارين أحد العادات التي كانت موجودة في الزمن السابق ولكنها اندثرت مع تطور الزمان شخصية أبو طبيلة “المسحراتي” أو المسحر كما يعرفه أهل شوق و الحوطة و الحالة ، يصدح قبل الفجر مستخدماً الطبل في تنبيه الناس إلى قرب الإمساك بهذه الكلمات التي تنبه النائمين “قوم تسحر يا صايم ووحد ربك الدايم” وهي العبارة التي كان أبو طبيلة يشدو بها بين سكك الأحياء، في مهمة نبيلة وقف نفسه عليها، أداته فيها صوت جهوري وطبلة رنانة، مشيراً إلى أن تلك العبارة تستحضر شجناً خاصاً لدى من أدركها قديماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
View more on Snapchat