كتاب الرأي

 ساعة النشاط بين آمال وزير وواقع ٍ مرير

يتفق الجميع على أنه ليس هناك اعتراض على قرار فيه تطوير حقيقي للتعليم ولن يقف أحد ضد الإصلاح والتجديد ولا يختلف أحدٌ منا على أهمية احتواء النشء وتنمية المهارات ومحاولة اكتشاف المواهب وتقفي خطوات المبدعين في مدارسنا لأن هؤلاء هم المستقبل الواعد للوطن بهم نتقدم ونرتقي بين الأمم و الإهتمام بكل طالب/ـة مبدع موهوب واجب وأمانة عظيمة في عنق كل معلم/ ــة مخلص/ـة ولــكن هل مقارنة التعليم لــدينا بتـــجربة التعليم في دول منـظمة الــتعاون والتــنمية الاقتـصادية ( OECD ) مقارنة عادلة !! ؟ ماذا لو أدرك وزير التعليم قبل إقرار تنفيذ ساعة النشاط في المدارس واقع البيئة التربوية المحبطة و المجهضة لتحقيق آماله؟ فهل يعلم وزير التعليم إنه لا توجد قاعات ولا ملاعب مجهزة ولا قاعات للحاسب ولا مكتبات ولا أمكان مخصصة و مهيأة لتناول الطعام زد على ذلك ليس هناك وجبات صحية تقدم أثناء اليوم الدراسي وأن تلك الأساسيات الضرورية لا تتوفر في أغلب المدارس ناهيك عن أن بعض المدارس تشارك المباني مع الروضات كيف تكون تلك البيئة مانحة وجاذبة لأبناءنا الطلاب؟ ما الغايات المرجو تحقيقها من ضم الطلاب بأعداد كبيرة في أحد فروع النشاط في مكان غير مناسب ؟وهل هناك مصلحة يدركها عاقل من بقاء الطالب/ ـة ساعة إضافية في تلك الأجواء السلبية الطاردة للإبداع؟ ناهيك أن وضع المعلم/ ـة طرأ عليه الجديد في السنوات الأخيرة بالأمس القريب كانت مهمة المعلم/ ـة تتمركز حول تدريس المنهج الدراسي وبعض المهام مثل وضع الأسئلة و التصحيح و المراجعة و المناوبة و الاحتياط والريادة والإذاعة المدرسية لكن الآن يكلف المعلم / ـة بأعباء إضافية وأعمال مرهقة جداً فأصبح /ت المعلم / ــة شريكا في تفعيل المنظومة التعليمية وتطبيق التعلم النشط وما يترتب على ذلك من تطبيق الاستراتيجيات و البرامج الإثرائية و الدورات التطويرية والدروس التطبيقية واللقاءات…….الخ طوال العام الدراسي و كذلك توكل للمعلم /ـة مهام إدارية تسجيل الغياب وطلب الإجازات على نظام فارسالخ

وكل تلك المسؤوليات تقع على عاتق من؟ المعلم/ـة !!!

وجاءت ساعة النشاط لتزيد العبء و المهام الأساسية للمعلم /ـة لكن خارج الجدول !!! تشارك المعلم/ـة في ٤ حصص نشاط ترتب على ذلك زيادة نصاب الحصص أسبوعياً ليصل إلى ٢٤   حصة لكن لا تحتسب حصص النشاط من ضمن الجدول!! والسؤال لماذا تراجعت وزارة التعليم عن احتساب ساعة النشاط بحصتين في الجدول الدراسي ؟ هل أدركت الوزارة بعد إندفاعها في إقرار ساعة النشاط صعوبة تطبيق ذلك على أرض الواقع ؟ تلك هي الحقيقة لإن أنصبة المعلم/ـة مكتملة أو شبه مكتملة بحصص الاحتياط والمهام الجانبية .

ولذلك فإن إقرار ساعة النشاط قبل تجهيز المدارس لن يأتي بالنتائج المأمول تحقيقها وكان على وزارة التعليم قبل الشروع في تطبيق ساعة النشاط أن:

١–  تهيىء البيئة التربوية والتعليمية المتكاملة من قاعات وملاعب حتى يقضي الطالب/ ـة يوماً دراسياً ممتعاً .

٢–  توفير الامكانات المادية اللازمة لتوفير متطلبات ساعة النشاط .

٣أن تكون ساعة النشاط في زمن اليوم الدراسي بدون أي زيادة في ساعات اليوم الدراسي و أن تكون في حصص التربية الفنية و التربية الأسرية والمهارات الحياتية والتربية الصحية و النفسية وتكون تلك المواد اختيارية حسب ميول الطالب / ـــة .

٤–  فصل المدارس المشتركة مع الروضات مما يسمح للمدارس بالتوسع في المرافق .

٥–  تقديم دورات في الابتكار العلمي وتطوير الذات للمعلم / ـة .

٦العمل على إيجاد حلول لتوفير وجبات صحية وتهيئة مكان لائق لتناول الطعام .

المعلم /ـة هم حجر الأساس لبناء المجتمعات وتقدم الأمم والانتقاص منهم والتقليل من شأنهم وتضخيم بعض السلبيات الفردية من قلة من منسوبي التعليم لا يصب في خدمة التعليم بأي حال من الأحوال والمعلم / ـة هم الفئة الأكثر حظاً من بين موظفي المؤسسات الأخرى فهم تحت مجهر الرقيب طوال العام الدراسي من إدارة المدرسة ومكاتب الإشراف و ديوان المراقبة العامة وزد على ذلك متابعة يومية من أولياء الأمور بعدد طلاب الفصل فالمقصر يتم التعامل معه بحزم أول بأول وتُطبق بحقه لوائح النظام .

لطفاً : أمنا الرؤوم وزارة التعليم لا نريد راتب تقاعدي ولا إجازة أمومة مثل دول منظمة التعاون والتنمية الاِقتصادية ( OECD ) نريد تقدير لائق يحفظ الكرامة لمن أمتهن مهنة الرسل نريد اهتمام يضخ الأمل في النفوس اليائسة فوزارة التعليم تمثل المعلم /ـــة أمام وزارة الخدمة المدنية وأمام وزارة المالية لهذا يقع على عاتقها تأييد قرار مجلس الشورى بالموافقة على احتساب خدمة من عملوا على بند ١٠٥  لمن ثبتوا على وظائف رسمية لأغراض التقاعد لم تحسب لهم سنوات الخدمة قبل التثبيت هناك آلاف العالقين والعالقات منذ سنوات فليس من العدل أن يتم تحسين ونقل من تم تعيينهم العام الماضي على المستوى المستحق لهم!! وهناك آلاف من عام ١٤١٤ هـ لم تحسب لهم سنوات من عملهم ولكن تم احتسابها فقط لمن عمل في المدارس الأهلية كدرجات إضافية واحتسابها كخبرات مكتسبة لخدمة التقاعد لمن كانوا قبل ١٤٢٧ هـ أما من كانوا بعد عام  ١٤٢٧هـ تم احتسابها خبرات مكتسبة في خدمة التقاعد!! حسب نظام الخدمة المدنية !! لماذا لم تـُحتسب خدمة موظفي البنود الحكومية في وزارة التعليم كخبرات مكتسبة؟ !! اليس ذلك سلب للحقوق !! اليس ذلك إخلالاً للعدالة! وكما أن الكثير من منسوبي ومنسوبات وزارة التعليم اجتهدوا وثابروا وضحوا بالمال والوقت للحصول على درجات علمية وهم على رأس العمل ومنهم من حصل على البكالوريوس أو الماجستير أوالدكتوراة وكان يحذوهم الأمل في منحهم ما يستحقون من رتب ودرجات وظيفية ولكن وللأسف تحطمت أحلامهم بالواقع المر وتمر السنوات وهم ينتظرون العدالة والإنصاف و التفات وزارة التعليم لهم ومنحهم حقوقهم الضائعة .

وأخيراً .. لقد سعد الجميع بخبر سن وزارة التعليم الدليل الإجرائي لحماية المؤسسات التعليمية ومنسوبيها وأتمنى أن نسعد جميعا بتبني وزارة التعليم كل ما من شأنهُ النهوض بجودة التعليم وتهيئة البيئة التعليمية المحفزة لإبداع وابتكار المعلم / ــة و الطالب / ـة للوصول إلى مستوى متميز ينعكس على تحسين مخرجات التعليم وتحقيق التطلعات والآمال المرجوة لقيام صناعة تعليم مستدامة تسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى