تبوك – بدور الأيداء
“في حياة الأمم والشعوب أيام فارقة في مسيرتها، وتواريخ راسخة في أذهان أبنائها، وإن هذه الأيام وتلك التواريخ تتبوأ مكانة خاصة في الذاكرة الجمعية للشعوب، ولا يمحوها مرور الأيام ولا تعاقب السنين.
ولعل ذكرى “يوم التأسيس” هي أجَلُّ ذكرياتنا الوطنية على الإطلاق؛ فهل هناك حركة سياسية أو عسكرية في حياة الأمم أهم من حركة تأسيسها؟!
إن كل نجاح تعيشه بلادنا مدين بالفضل لذلك اليوم، وإن كل ازدهار يحياه شعبنا مدين بالفضل لذلك اليوم.
دعونا نستشرف هنا نسمات يوم تأسيس وطننا الغالي، ذلك اليوم العظيم الذي شهد بداية بزوغ فجر بلادنا العزيزة، ومن بعده- وبسببه- صرنا ما نحن فيه الآن من تقدم وازدهار في كل مجالات الحياة.
نحتفل- قادة وشعبًا- في هذا اليوم المهم بذكرى يوم تأسيس المملكة العربية السعودية، ونستذكر معه تاريخها العريق، ونضال أبنائها الأفذاذ الذين أسسوا ركائز الوحدة والحرية والاستقرار والأمان.
مضى على هذا التاريخ العظيم أكثر من ثلاثة قرون، وما زالنا عامًا بعد عام، وجيلًا بعد جيل، نروي قصة ذلك الصمود والتحدي.
إننا بكل فخار وزهو نتذكر كيف أسهم مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود في توحيد البلاد تحت راية الإسلام الحنيف، وكيف ناضل، وكيف جاهد، وصولًا لتوحيدها التام الراسخ على يد الملك عبد العزيز آل سعود، طيَّب الله ثراه، وجعل الفردوس الأعلى مثواه.
وإذا كان الأمس مجيدًا يستحق أن نفخر به ونباهي بين الأمم، فها نحن اليوم نشهد طفرات غير مسبوقة في مسيرة بلادنا نحن التقدم في كل علوم الدنيا وفنونها؛
إذ إننا اليوم نفتخر بالعيش في هذا العهد الزاهر المبارك، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز- حفظهما الله-؛ ففي ظل قيادتهما الرشيدة نجني ثمار تلك الرؤية الطموحة، ونرى آثار تلك النظرة المستقبلية الثاقبة التي بوأت المملكة أعلى مكانة في الساحة الدولية على كافة الأصعدة، وفي كل المحافل العالمية، وما تزال المملكة- حكومة وشعبًا- تسعى بجد وإصرار واجتهاد لتحقيق نجاحات تاريخية غير مسبوقة عالميًّا.
ولا شك أن الاحتفال بهذا اليوم العظيم يوكد نجاح مسارات الإخلاص، وخطط البذل والعطاء التي سطرتها قيادتنا الحكيمة على مر الزمن، كما أنه يمثل دافعًا قويًّا لأن تحذو الأجيال التالية حذو آبائهم الكرام وأجدادهم العظام؛ من أجل استمرار نهضة بلادهم وتأكيد سؤددها بين دول العالم، كما أنه يعزز عزمنا الأكيد، وإصرارنا الشديد على بناء وتطوير وطننا؛ حتى تظل ذكرى يوم التأسيس مصدر فخر واعتزاز للأجيال القادمة.
وإنني في هذه المناسبة السعيدة أتوجه بأخلص عبارات التهاني إلى قيادتنا الرشيدة، وإلى شعبنا الحبيب، وأسأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار. وأن يحفظ وطننا الغالي وقيادته الحكيمة، وأن تظل راية التوحيد عالية خفاقة.