رشاد اسكندراني
يعتبر المؤتمر والمعرض العالمي لشبكات الاتصالات النقالة ذات النطاق العريض الذي استضافته هواوي بالتعاون مع منظمات عالمية وشركاء دوليين أبرزهم الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول، وGTI ومجلس سامينا للاتصالات، أحد أبرز المحافل الدولية المتخصصة في عالم شبكات الاتصالات المتقدمة. ونظمت نسخته الرابعة عشرة في دبي يومي 10 و11 أكتوبر بحضور تنفيذيي شركات الاتصالات والهيئات التنظيمية لقطاع الاتصالات وقادة الاتصالات من مختلف القطاعات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وحشد كبير من محللي الصناعة وشركاء النظام البيئي من جميع أنحاء العالم لاستكشاف فرص المرحلة المقبلة من النجاح الذي تحقق على ضوء إطلاق شبكات الجيل الخامس منذ عام 2019 ونشر تطبيقاته التجارية. ومن أبرز المحاور التي ركز عليها المؤتمر الاستفادة من قدرات المرحلة الحالية لشبكات الجيل الخامس المتقدمة أو ما يعرف بالجيل الخامس والنصف (5.5G) المتوقع أن يحدث فارقاُ كبيراً على مستوى كفاءة أعمال ونوعية الخدمات المقدمة من مختلف القطاعات الأخرى، وبالتالي المساهمة صياغة مستقبل ذكي ونمط معيشة جديد.
استفادت العديد من دول المنطقة وأبرزها المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي على مدى السنوات الأربع الماضية من ميزات شبكات الجيل الخامس، حيث شهدت هذه زخماً كبيراً في مجال إنشاء بنية تحتية قوية لتقنية الجيل الخامس. وهناك حاليًا 17 شبكة تجارية من شبكات الجيل الخامي في المنطقة، تغطي 48 مليون نسمة، تمت من خلالها تغطية العديد من المدن الكبرى مع وجود خطط طموحة للتوسع في الضواحي والمناطق الريفية على المدى القريب. وعلى المستوى العالمي، بحلول يونيو 2023، كان هناك أكثر من 260 شبكة 5G تجارية في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 1.2 مليار مستخدم و 50000 تطبيق صناعي لشبكات الجيل الخامس.
وترى هواوي بأن شبكات الجوال المستقبلية تحتاج إلى امتلاك ست ميزات أساسية، تتمثل في سرعات تنزيل عالية تصل إلى 10 غيغابت في الثانية، وسرعات تحميل تصل إلى 1 غيغابت في الثانية، بالإضافة إلى دعم مفهوم الشبكات الحتمية، ودعم عدد هائل من عمليات الاتصال التي قد تصل إلى مئة مليار عملية اتصال بأجهزة إنترنت الأشياء، وتضمين إمكانيات الاستشعار والاتصالات المتكاملة، بالإضافة إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي الأصلية. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، فإن على شركات الاتصالات والجهات المعنية مواصلة تحسين إمكاناتها في سيناريوهات الاستخدام الأساسية الثلاثة المتمثلة بالنطاق العريض المتنقل المعزز ونظام الاتصالات من نوع الجهاز الشامل وخدمة الاتصالات فائقة الموثوقية ذات زمن الوصول المنخفض، وستحتاج أيضًا إلى تطوير ثلاث إمكانات جديدة كذلك، بما في ذلك نظام الاتصال للنطاق العريض المركزي لمعدل سرعة التحميل ونظام الاتصال للنطاق العريض في الوقت الفعلي.
وأكد لي بنغ، النائب الأول لرئيس شركة هواوي، ورئيس قسم أعمال هواوي لشركات الاتصالات خلال المؤتمر على الدور الحيوي والمتصاعد لتقنية الجيل الخامس في مجال تعزيز التطور التقني ودفع عجلة التحول الرقمي لشركات الاتصالات والمساهمة بالارتقاء بمستقبل أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات الأخرى. وأوضح في خطابه بأن الشركة تخطو في مسار صحيح فيما يتعلق بنجاح الأعمال الخاصة بالجيل الخامس، مؤكدًا بأن تقنية شبكات الجيل الخامس المتقدمة (5G-Advanced) هي الخطوة التالية الطبيعية في ثورة الجيل الخامس. كما سلط لي الضوء على شبكات الاتصالات في العصر الرقمي بمحورها الأساسي الإنترنت باتت المحرّك الرئيسي للاقتصاد الرقمي. وحمل المؤتمر في طياته العديد من النقاشات البناءة حول ضرورة تظافر الجهود من أجل تعزيز تطوير بيئة متكاملة للأجهزة والتطبيقات مع التحقق من سيناريوهات حالات الاستخدام وتسريع إضفاء الطابع التجاري على نطاق واسع على تقنيات الشبكات الواسعة النطاق.
التقنية ثلاثية الأبعاد من دون نظارات
يتطور النظام الأيكولوجي لصناعة التقنية ثلاثية الأبعاد من دون نظارات بشكل سريع. ومن شأن التقدم الباهر في تقنيات مثل التصيير السحابي وإمكانية عرض الأشخاص الافتراضيين بشكل ثلاثي الأبعاد وفي الوقت الفعلي، إنشاء تجربة غامرة تنقلك إلى آفاق جديدة. إذ يمكن من الآن فصاعدًا للعديد من الأجهزة دعم هذه التقنية، مثل أجهزة الجوال وأجهزة التلفاز، وبالتالي تعزيز استهلاك البيانات بمعدل عشرة أضعاف مقارنة بالفيديوهات ثنائية الأبعاد.
المركبات ذاتية التوجيه
بحلول عام 2025، سيكون هناك أكثر من 500 مليون مركبة ذكية على الطرقات. وبفضل الشبكات ذات النطاق الترددي العالي وزمن الوصول المنخفض، ستتمكن المركبات الذكية من مشاركة المعلومات مع الأشخاص والمركبات والطرق والسحابة في الوقت الفعلي. وفي سيناريوهات المساعدة في القيادة، ستسهلك المركبات الذكية أكثر من 300 غيغابايت من البيانات في كل شهر مقابل التدرب على النماذج السحابية وتحديثات الخوارزمية الأسبوعية. أما في سيناريوهات القيادة الذاتية، فإن معدل استهلاك البيانات سيزيد بمعدل 100 مرة.
طرق تصنيع جديدة
مع التقدم الباهر في القدرات مثل تجزئة الشبكة والحوسبة الطرفية، ارتفع عدد شبكات الجيل الخامس الخاصة باستخدام المؤسسات بمقدار مئة ضعف، وشهد حجم السوق نموًا هائلًا، إذ بلغ أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي. ومع ذلك، ونظرًا إلى أن خطوط الإنتاج أصبحت أكثر مرونة وتعتمد بشكل متزايد على الشبكات اللاسلكية، ونتيجة لوجود العديد من أنظمة الإنتاج الأساسية على السحابة، فإن كل هذا يفرض متطلبات أعلى على شبكات الجيل الخامس.
تعميم اتصال أجهزة إنترنت الأشياء
هناك ما يزيد على ثلاثة مليارات اتصال عبر أجهزة إنترنت الأشياء في جميع أنحاء العالم، وتربط تقنية الجيل الخامس الآن الأشياء أكثر مما تربط الأشخاص. وفي المستقبل القريب، ستدعم تقنية الجيل الخامس مجموعة أكبر من تقنيات إنترنت الأشياء، مثل RedCap متوسط السرعة وPassive IoT، الأمر الذي من شأنه توفير خيارات أكثر لسيناريوهات إنترنت الأشياء المختلفة، مما يسمح بتدفق أكثر فاعلية للبيانات والمعلومات وطاقة الحوسبة.
حوسبة ذكية مضمونة في كل مكان
بفضل بزوغ التطورات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، كالنماذج الأساسية مثلاً، سيشهد الطلب على قوة الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي نموًا هائلاً. إذ من المتوقع أن يزيد مستوى الطلب بحلول عام 2025 بحوالي 100 مرة عن المستويات الحالية. ومن أجل إطلاق العنان لقدرات قوة الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بالكامل، تُعد قدرات الشبكة الأكثر تقدمًا أمرًا أساسيًا. إذ ستحتاج الشبكات إلى نطاق ترددي أكبر وزمن وصول أقل لتشغيل الاتصال الذكي. ونظرًا إلى بدء تغير نماذج استهلاك البيانات، ستحتاج الشبكات في المستقبل إلى أن تكون أكثر استقلالية وذكاءً لتقديم تجربة موثوقة.
“دو” و هواوي وتطلقان أول فيلا بقدرات تقنية الجيل الخامس والنصف (5.5G) وسرعات اتصال تصل إلى 10جيجابيت في الثانية
وكشفت دو؛ شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، بالتعاون مع هواوي، خلال المنتدى العالمي الرابع عشر للشبكات المتنقلة واسعة النطاق (MBBF)2023، النقاب عن أول فيلا تجريبية بقدرات تقنية الجيل الخامس في العالم، والتي تعتبر نموذجاً للمنازل الذكية المستقبلية المدعومة بشبكات اتصالات تصل سرعتها إلى 10 جيجابيت في الثانية.
وتجسد الفيلا الجديدة التكامل السلس بين أحدث التقنيات، حيث تقدم تجربة استثنائية للمنزل الذكي مزودة بتطبيقات متقدمة، ومنها تقنية العرض ثلاثية الأبعاد بالعين المجردة، وتقنيات الواقع الممتد (XR). ومع تطور المحتوى والتطبيقات نتيجة تنامي رغبة المستهلكين بخوض تجارب مميزة، تزداد الحاجة إلى تعزيز قدرات الشبكات. وتلبيةً لهذه الاحتياجات المتنامية، يجد مشغلو الشبكات أنفسهم مضطرين إلى تطوير الشبكات المنزلية إلى سرعات تصل إلى 10 جيجابيت في الثانية.
وقال فهد الحساوي، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة “دو”: “منذ بداية عصر الجيل الخامس، أصبحت تقنية الوصول اللاسلكي الثابت عاملاً محورياً للتحول، وقد مكنتنا من تقديم حلول متطورة لعملائنا الكرام. ونحن كشركة رائدة، نتشرف بأن نمهد الطريق لمثل هذه الابتكارات الجديدة، ولا سيما بالتعاون مع هواوي التي تربطنا بها علاقة تعاونية طويلة أثمرت دوماً عن إنجازات بارزة. وسيمكننا إطلاق خدمة ² FWAمن إعادة تعريف حدود تجربة المستخدم، وتزويد مشتركينا باتصال إنترنت غير مسبوق في الأماكن المغلقة”.
تسلط فيلا (5G-A) الضوء على الإمكانات اللامحدودة التي تبشر بها تكنولوجيا التجربة الحتمية لمنازل المستقبل. ويظهر استخدام حل FWA² المبتكر من هواوي كيف أصبح الوصول اللاسلكي الثابت في عصر الجيل الخامس أداةً قوية للتوسع السريع لعدد المستخدمين. ومع الانتقال إلى شبكات الجيل الخامس المتقدمة (5G-A)/ شبكات الجيل الخامس والنصف (5.5G)، يَعد حل ² FWA- الذي يشمل FWA Pro، وFWA Lite، و FWA Biz- بتقديم خدمات لا تُضاهى للعملاء المميزين. وقد تم تصميم حل FWA Pro، على وجه التحديد، لتقديم سرعة كبيرة تصل إلى 10 جيجابيت في الثانية، مما يقدم تصوّراً جديداً لمفهوم الحياة المنزلية الذكية ويفتح أبواباً واسعةً لفرص الأعمال.
من نسخته الأولى في أوسلو عام 2010 إلى دبي عام 2023، يجمع المؤتمر العالمي لشبكات النطاق العريض الذي تستضيفه هواوي قادة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جميع أنحاء العالم لمناقشة آخر المستجدات التنموية لصناعة الاتصالات المتنقلة والإمكانيات اللامحدودة للاتصالات المتنقلة المتقدمة التي باتت اليوم ممثلة بما تسميه هواوي شبكات الجيل الخامس والنصف (5.5G) أو المعروف في الصناعة باسم الجيل الخامس المتقدم 5G Advanced . وأهم ما يقدمه المؤتمر فرصة لقاء كافة المعنيين لبناء مزيد من جسور التعاون على طريق بناء النظام الإيكولوجي الشامل والمتكامل لقطاع الاتصالات في المنطقة، والعمل على تعميم ميزات وفوائد الجيل الخامس المتقدم من الشبكات على سائر القطاعات الأخرى.
