عرفته زميلاً بجامعة الملك سعود سبقني في تمثيل منتخب الجامعة.
رياضي بمعنى الكلمة يلعب بحماس، ولا يرضى بالخسارة، لكنه يمتلك روحاً وفروسيةً وأخلاقا رياضيةً عاليةً.
أتذكر وقتها. وَجهنا أحد الأساتذة بحكم التخصص … قال لنا أنت يا حسن يناسبك مجال التحكيم وأنت.
يا عبدالعزيز يناسبك التدريب!.
اتجه للتحكيم، واشتهر وأصبح حكماً دولياً، وبعد سنوات من التخرج تقابلنا في إحدى المباريات هو حكماً للمباراة وأنا مدرب لنادي سدوس قال لي (أحمد ربك إنك ما جيت معنا للتحكيم والله إنه غثاء وتعب ومسؤولية عظيمة).
بعد فترة وهو في قمة توهجه الرياضي قرر أن يعتزل التحكيم بسبب عدم أخذ القرار الصحيح في حالة تحكيمية تضرر منها أحد اللاعبين بإصابة خطيرة.!! قابلته بعدها متغيراً جداً، ولا تسمع منه إلا الحمد لله والشكر لله.
عبدالعزيز..يقول لي (كنت لا أسمع إلا سب وشتم وألفاظ سيئة من المدرجات.! واليوم من العمل لمغسلة الأموات والصلاة، ومن بعدها المقبرة والمشاركة في الدفن والوقفة مع أهل الميت.
وأصبحت لا أسمع …إلا الله يجزاك خير.الله يرحم والديك. الله يثيبك).
(أبشرك أنا في أحسن حال مرتاح الضمير دعوات الناس ، لا تنقطع كأني أسمعها كل لحظة. ويقسم أنه في سعادة لا يمكن وصفها).
في أحد الأيام كنت بصحبة أحد الرياضيين يشتكي من إصابة ويراجع في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي مقر عمل الأخ حسن حيث نطلب منه المساعدة وبابتسامته الجميلة والمعتادة يقول (أبشر ..حاضر) .
في هذه اللحظة دخل رجل كبير بالسن على كرسي متحرك واحد أبناءه يرفع الصوت يطلب المساعدة .
التفت لنا الأخ حسن، وقال ( معليش لحظة برجع لكم بشوفه بساعد هذا وارجع) بسرعة دفع الكرسي، وأوصل المريض.
رجع لنا وهو في غاية السعادة وهو يردد..( الحمد لله دبرناه ودخلناه على الطبيب).
رحم الله أخونا الغالي أبا تركي، وأسكنه فسيح جناته.
انقطع عن الناس في خدمة الناس والتخفيف عنهم ومساعدتهم.
أبا تركي.. ابداً لن ننساك جهودك في عمل الخير من خلال مسجد ووقف الراجحي ، ومن خلال مغسلة الموتى ومقبرة النسيم.
الجميع يغبطك والجميع يدعو لك.
إذا كانت الصلاة على الميت قيراط واتباع الجنازة قيراطان
كما جاء في الحديث ، كم قيراط جُزيتها؟
وكم حسنة ؟ وكم من الأجور والدعوات؟.
عن أنس بن مالك أن النبيُّ -صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم- قال.
(إذا أرادَ اللَّهُ بعبدٍ خيرًا استعملَهُ فقيلَ: كيفَ يستعملُهُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: يوفِّقُهُ لعملٍ صالحٍ قبلَ الموتِ).
أخي الغالي أبا تركي : عرفتك زاهداً ورعاً، ومن القلب محباً للخير باذلاً من مالك وجهدك ووقتك وعلمك.
والله أنني سمعتك تقول إن برنامجك اليومي لأكثر من 20 سنة (العمل الرسمي ثم الخروج إلى مسجد الراجحي حيث مغسلة الأموات ومن ثم صلاة العصر والصلاة على الجنائز والذهاب معهم إلى المقبرة ثم العودة إلى البيت والجلوس مع العائلة ) .
بعد التقاعد تفرغ تماماً لهذه المهام دون كلل أو ملل!!
ويقسم أنه في سعادة لا يمكن أبدا وصفها.
(هذا والله من توفيق الله).
لا أزكي على الله أحد لعلك أخي ابا تركي أحببت لقاء الله فأحب الله لقاؤك ..
وكنت تعمل لذلك بكل إخلاص نحسبك كذلك ولا شك أن التفرغ والاستمرارية وعدم الانشغال بالدنيا دليل على ذلك!!
رحمك الله ابا تركي..
قدمت دروساً في البذل والعطاء ودروساً في العمل الخيري ودروساً في خدمة الناس دون منّة أو كلل أو ملل!
رحمك الله.. أبا تركي
وأسكنك فسيح جناته وجمعنا وإياك ووالدينا وأحبابنا في جنات النعيم.