اعداد وحوار الاعلامية / صالحة آل بيهان القحطاني
سعد الفريح في سطور:
أول من أتاح دخول المخرجين السعوديين للعمل في التلفزيون السعودي من مواليد 1940م .
نشأ وترعرع في مدينة حائل وأكمل المرحلة المتوسطة فيها ثم انتقل إلى الظهران لإكمال تعليمه ودراسة اللغة الإنجليزية في مدارس أرامكو .
ثم عُين في مستشفى أرامكو ومن هنا بدأت علاقته بالتلفزيون .
ابتعث إلى الولايات المتحدة ضمن البعثة الأولى للتلفزيون السعودي 1962 م، ألتحق بمعهدRCA وحصل منه على الدبلوم في الإنتاج و الإخراج وعمليات الأستديو،و درس عناصر المسرح والإنتاج المسرحي والتلفزيوني ودرس الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في BBC لندن ، مثَّل أثناء دراسته في أمريكا في مسرحية (كابتن براس بوند) ومسرحية (ترويض النمرة) لـوليام شكسبير .
الجوائز والتكريم:
أُختير مراراً للقب أفضل مخرج سعودي.
نال جائزة جهازالتلفزيون عام 1979م عن برنامج (الكلمة تدق الساعة).
كُرِم في كثير من المهرجانات والملتقيات الفنية والثقافية ، منها مهرجان الإنتاج التلفزيوني لدول مجلس التعاون الخليجي كرائد من رواد حركة الدراما في الخليج العربي.
مقتطفات من الأعمال التي قام بإخراجها:
الحلقات الأولى لمسرح التلفزيون مسلسل “العيادة “
مسلسل “أيام لا تنسى”
برنامج “وجهاً لوجه “
برنامج “الكلمة تدق الساعة “
برنامج وثائقي “بطل التوحيد و الحضارة “
فيلم سينمائي “تأنيب الضمير”
برنامج “معكم على الهواء”
مسرحية “أنا أخوك أمين”
فيلم “بطاقة عودة من الغربة”
سهرة “حلم بلا ضفاف “.
يُعد المخرج والمنتج السينمائي “سعد الفريح ” أحد رواد صناعة السينما والتلفزيون في الخليج العربي ومن أوائل الدارسين والمتخصصين في هذا المجال في الولايات المتحدة وبريطانيا .
انطلق مع انطلاقة تلفزيون أرامكو والذي يعد ثاني تلفزيون في الشرق الأوسط.
ساهم بعد ذلك في تأسيس تلفزيون المملكة العربية السعودية.
يعتبر من أبرز المثقفين والتنوريين في المملكة.
تخرج من مدرسته الجيل الأول لفناني المملكة.
وضع لبنات الأساس في كل ما يخص الإنتاج وغيره في مجتمعه أنذاك.
اخرج للتلفزون السعودي الفيلم الأول والمسرحية الأولى والمسلسل الأول.
مسيرة استمرت 50 عاماً حتى آخر يوم في حياته ممسكاً بالكاميرا لإنتاج “اوبريت وطني “
قال عنه الملك سلمان مواسياً أبنائه بعد وفاته “أن والدكم كان عزيزاً عليّ جداً وهو مشهود له بالعمل الناجح و المثمر “
في هذا اللقاء نتعمق في حياة الراحل سعد الفريح منتجاً سينمائياً وانساناً مع ابنه القريب منه منذ صغره المخرج والمنتج السينمائي الأستاذ / عبدالعزيز سعد الفريح.
ورحلنا في قصة كفاح وحب وشغف للإخراج والإنتاج السينمائي حيث سرد بعض حياة والده ماتقارب خمسين سنة ولم يسعفنا الوقت للتحدث عنها حيث قال ؛
البطاقة الشخصية : سعد فريح محمد عفنان التميمي .
ولد في 25 نوفمبر 1940 في بلدة السبعان جنوب مدينة حائل شمال السعودية ،ترعرع بين بلدة السبعان ومدينة حائل حيث كان والده فلاحاً ، وقد عُرِف بزراعة النخيل ،كان سعد يساعد والده في الزراعة والري إلى جانب دراسته حتى اكمل المرحلة المتوسطة وكان عمره حينها 15 عاما .
انطلاقة الفريح للعمل:
عمل الفريح في شركة أرامكو وهناك كانت انطلاقته للإخراج على يد مديرته الأمريكية.
في تلك الفترة كانت شركة الزيت العربية الأمريكية والتي تسمى حالياً (أرامكو) وِجْهَةٌ لأهالي منطقة حائل ومناطق المملكة للبحث عن عمل، وقد ألتحق العديد من أقارب سعد الفريح للعمل بارامكو وكانوا يزورن حائل في أوقات العطلات وكان معجباً بلبسهم وبقصصهم التي يرونها عن حياتهم العملية هناك وطبيعة حياتهم الحديثة ، إضافة إلى مشاهدتهم للأفلام السينمائية. قرر بعدها أن يغادر من حائل إلى الظهران مع مجموعة من الشباب .
أكمل سعد الفريح دراسته في مدارس أرامكو إلى جانب اللغة الإنجليزية وبعدها عُين في مستشفى أرامكو كمراسل بين المختبرات والعيادات لنقل عينات التحاليل ومن ثم طلب تغيير موقعه ليصبح سائق لسيارة الإسعاف ومن ثم موظف استقبال في العيادة .
دخوله عالم السينما:
كان تلفزيون أرامكو الذي يعتبر ثاني تلفزيون في الشرق الاوسط آنذاك بعد تلفزيون بغداد ، ينوي عمل برنامج عن التثقيف الصحي وبالمصادفة اختاروا القسم الذي كان يعمل فيه سعد لتصوير بعض المشاهد حينها طلبت مديرة سعد الأمريكية من سعد مساعدتهم في أي شيء يحتاجونه وقد كان معهم طوال فترة تصويرهم ، وكان يساعدهم في حمل الكاميرات ومعداتها وبعدما غادروا اصبح يفكر حينها بهذه المهنة حيث كان مبهوراً بها .
كان شغوفاً بالأفلام السينمائية التي كان يشاهدها في أرامكو سواءً الأمريكية أو المصرية .
بعدها ذهب إلى مديرته الأمريكية بحكم علاقته الجيدة بها أخبرها بشغفه بالتلفزيون وطلب منها أن تتوسط له في أن ينقل خدماته إلى تلفزيون أرامكو حيث كانت تربطها علاقة ممتازة بمديرالتلفزيون آنذاك ، وافق على نقله من مستشفى أرامكو إلى التلفزيون .
كان تلفزيون أرامكو يعتمد على الأفلام السينمائية ودبلجة الأجنبية منها إلى اللغة العربية ، تدرب سعد في تلفزيون أرامكو ما يقارب السنة بعد ذلك عمل سعد مخرجاً، علماً بأن جميع البرامج التي كانت تنتج في تلفزيون أرامكو تبث على الهواء مباشرة لأنه شريط الفيديو لم يستخدم بعد.
ومن البرامج التي أخرجها في تلفزيون أرامكو:
صحتك والسلامة تبدأ بك
زاوية الكتاب
المباراة الثقافية
فنجان شاي
برنامج سهرة الإثنين الذي استضاف به العديد من الفنانين والشعراء والأدباء العرب والخليجيين الذين كانوا رُموزاً في ذلك الوقت ومنهم : طارق عبد الحكيم ،عبدالله محمد، طلال مداح ،عبد القادر حلواني، ومجموعة من الفنانين والمخرجين والممثلين والمبدعين.
خالد الفيصل يحقق حلم الفريح:
طلب الامير خالد الفيصل من المخرج سعد الفريح في عام 1978م أن ينتج فيلماً سينمائيا عن أبها ، وكان بداية البث التلفزيوني الملون.
سافر المخرج سعد الفريح لأبها وبقي فيها شهرا كاملا أنتج فيها فيلماً عن جميع مناطق عسير وأُعجب به الأمير خالد الفيصل ، فقال له أطلب ما شئت فما كان منه الا أن طلب كاميرا سينمائية (أرفيليكس).هذه الكاميرا تصنع فيها أفلام هوليود الأمريكية ولم يطلب بيت او سيارة بل طلب كاميرا من شدة حبه للمونتاج و فعلاً تم طلبها واحضارها من المانيا وكان سعرها في ذلك الوقت 200,000 ريال. استخدمها لمدة سنة ولم يتمكن من الأستمرار في استخدام وذلك بسبب القيود التي فرضتها الدولة أثر حادثة جهيمان عام 1979 م .
المخرج المغمور:
كان محباً للسينما ولكن المتاح كان التلفزيون وكان الناس يقولون مخرج تلفزيوني والحقيقة أنه مخرج سينمائي إذ لم يتمكن من ممارسة العمل السينمائي لإختفاء السينما وظهور التلفزيون .
نقطة البداية فيلم الذباب للمخرج سعد الفرح:
كان أول فيلم أنتجته شركة أرامكو تثقيفي صحي عام 1957 م – عن الأمراض المنتشرة في ذلك الوقت وكان الذباب المسبب الرئيسي حينها فلهذا أُنْتِجْ هذا الفيلم الصحي التثقيفي .
معلومة عن الراحل سعد الفريح لم يتم التطرق إليها:
(ارتباطه الشديد بالكرة) كان المخرج سعد الفريح مشغلاً للسينما في نادي الهلال والنصر والحرس الوطني. كان ارتباطه بالكرة شديداً حيث كان من أعضاء الشرف لنادي الهلال و ارتباطه الوثيق بالأمير ( خالد بن يزيد ) الشاعر العاشق للنادي حيث آحضر معه كابتن منتخب البرازيل “ريفيلينو” من المطار إلى النادي.
كان صديقاً للأمير هذلول بن عبد العزيز -رحمه الله- وكانت الأندية في وقتها رياضية ثقافية اجتماعية ، كان يُقام بعد فوز الهلال حفلاً غنائياً ومسرحيات ، حيث كان المسرح يستقبل الموهوبين ، قدم الفريح اكثر الفنانين وضعهم على بداية الطريق ومنهم الفنان عبدالله السدحان وعبد المجيد عبدالله الذي كان ظهورهم لأول مرة على المسرح وعبادي الجوهر ورابح صقر وغيرهم .
بداية الراحل سعد الفريح مع التلفزيون السعودي:
في عام 1382هـ 1978 م في عهد الملك فيصل أُعْلِنَ عن الشروع في إنشاء تلفزيون المملكة العرببة السعودية ، وتقدم سعد الفريح وبسبب خبرته السابقة في هذا المجال قُبِل في وزارة الإعلام وعُين سعد فوراً مع مدير مشروع إنشاء التلفزيون السعودي وممثل شركة “إن بي سي” الدولية السيد فرانك ووارن .
حياته العائلية:
تزوج سعد الفريح في عام 1978 في العام الذي أنتج فيه برنامج (الكلمة تدق الساعة) تقديم “محمد رضا نصر الله”.
كان منفتحاً في تعامله مع زوجته وأبنائه ، له من الأبناء الأولاد وضاح وفهد وعبد العزيز والبنات سلافه وسما وشعاع وسفانة. يقول عبدالعزيز ابنه الأصغر كنت أرافق والدي منذ كان عمري أربع سنوات وأحببت السينما. كان لأسماء البنات اختيارات مدروسه حيث كان كل اسم له معنى، كان حريصا على إدخال كل جديد في حياة أسرته .
حياته الشخصية:
لم يفضل سعد الفريح العيش في حائل لانه لم يكن مهيأ له الدراسة فقد كان والده يطفئ عليه السراج حتى ينام ليساعده في المزرعة صباحاً ولم يكن والده ويرغب في دراسته .
تكونت شخصيته المميزة منذ الصغر من بيوت الطين ليصبح أحد رواد صناعة السينما والتلفزيون في الخليج .
ترك الفريح حائل منذ ذهب للعمل في أرامكو واستقرار في جده عندما اُفتُتِح التلفزيون السعودي ، ومن جدة إلى لندن ومن لندن عاد إلى الرياض واستقر فيها باقي حياته .
قيل عن سعد انه شخص تنويري ليس مخرجاً فقط بل من أهم المثقفين التنويريين في المملكة ، كانت أفكاره سابقة للزمن ، قيل أنه كان منذ صغره مميزاً مختلفاً وإرتباطه بالأمريكان في أرامكو والإنجليز في تلك الفترة كان له أثر على حياته .
كان يتبع الأفكار الجديدة (عقله منور) يبحث عن الجديد ويفعله ويكره الجهل و يحب الحداثة كان محباً للحداثة لدرجة الجنون وكان لا يحب القيود ويحب أن يعيش حياته بعيداً عن آراء الناس (مبدع بالفطرة) .
تميز بين زملاؤه العشرة في أمريكا فقد عادوا ولم يتمكنوا من إيجاد اللغة الإنجليزية بينما سعد الفريح عاد بفكر متجدد يريد أن يطبق كل مارآه في أمريكا .
كان سياسياً في المعارف والمواقف والتعامل ، لديه بعد نظر في كل الأمور ، سريع البديهة، كان قريبا من الملك سلمان إلى اقصى درجة كان يناقش الكُتاب وقت كتابة أي فيلم سينمائي .
مواقف إبداعية في حياة المخرج الفريح:
ذهب الملك فهد رحمه الله للمدينة المنورة لإفتتاح التلفزيون عام 1987 م ، وكان الفريح من ضمن الذين ذهبوا مع الملك فهد لنقل الحدث ، حيث وضع الفريح لوحات ترحيبية بالملك فهد ومن ضمنها لوحات مكتوب عليها أهلا بك خادم الحرمين ويقال أن الملك فهد رحمه الله أُعجِب بهذه العبارة ، وبعد افتتاح التلفزيون أعلن الملك فهد عن تغيير مسمى جلالة الملك فهد إلى خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز.
معرض الرياض بين الأمس واليوم (الأول) الذي أُقيم في المانيا ، كان الملك سلمان وقتها أميراً لمنطقة الرياض عام 1983 م ، وكان الفريح متواجدا لإنتاج الحفل وكان يصرخ بأعلى صوته مما جعل الامير سلمان يسأل من الذي يصرخ ولماذا؟ فأجابه الفريح بغضب أن الذي يرفع علم السعودية في معرض الرياض شخص عادي حيث استفهم منه الأمير سلمان وكيف هذا! إجابة الفريح المفروض ياسيدي أنت الذي ترفع علم المملكة في ألمانيا فأُعجب بالفكرة الأمير سلمان وفعلاً رفع العلم والفريح يصوره.
تحدثوا عن الفريح فقالوا:
اللغة البصرية كانت إحدى مميزات سعد الفريح .
كان سعد الفريح يفتح البث ويختتمه .
صُنِف أفضل المخرجين العرب .
رائد و رمز وقائد ومعلم .
سينمائي دمج الأفكار السينمائية في الأعمال التلفزيونية .
المخرج سعد الفريح من غرس النخل إلى تلفزيون أرامكو .
سعد الفريح هو الوحيد الذي قدم مسلسلاً درامياً باللغة الإنجليزية .
سافر هو وطاقم العمل إلى عدد من الدول العربية مثل العراق ومصر والمغرب وتونس والتقوا بعدد من الشخصيات المهمة منهم أستاذ أدونيس ، بدر شاكر ،السياب ،ونجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس ….وغيرهم .
رسم خطاً مختلفاً من المخرجين السعوديين وتخطى ذلك إلى العرب والعالم .
تميز بكونه المخرج الأول للتلفزيون السعودي والأبرز وأمضى مايقارب نصف قرن في خط الإنتاج وصنف بأنه (أيقونة التلفزيون ).
تجاوزت أعماله التلفزيونيه 26 عملاً .
أخرج أول مسرحية للتلفزيون السعودي (أنا أخوك أمين ) من تأليف الراحل طلال مداح وبطولة حسن دردير ولطفي زيني.
أخرج الفيلم الوثائقي (الغيث والليث) وفيلم (نفحات شذا عطر).
كُرِم في كثير من الملتقيات الفنية والثقافية منها تكريمه في مهرجان الإنتاج التلفزيوني لدول مجلس التعاون الخليجي كرائد من رواد الحركة الفنية في المنطقة .
الفريح رمز الجدية والعمل و التفاني والإخلاص .
قصة وفاته رحمه الله: